حصة طرابلس من سياحة المغتربين… “صفر”!
كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
“طرابلس ليس فيها شيء رغم أن فيها كل شيء… أكثر من أن تجلس في مطعم أو قهوة، أو تتسوق بعض الحاجيات، لا يوجد شيء”. هذا ما قاله مواطن طرابلسي وزاد: “ليس في مدينتنا أوتيل واحد… كان هناك “الكواليتي إن” وأقفلوه… فماذا سيفعل السائح فعلاً لو أتى إلى طرابلس”؟
في موسم الصيف الذي يقترب من نهايته؛ وبينما تضجّ المناطق الأخرى بالسياح وبالحركة السياحية، ليس لطرابلس أي نصيب من كل ذلك. فلا فنادق ولا سلسلة مطاعم ولا منتجعات ولا أي مرافق تجذب الناس إليها، حتى المنتجعات القريبة في القلمون أسعارها نار وقد اشتكى منها اللبنانيون القادمون من الخارج، ففضّلوا منتجعات بيروت لأنها أفخم وخدمتها أفضل وكل شيء فيها مؤمّن.
لسان حال الكثيرين من أبناء المدينة يقول هذه الأيام: “لا مشاريع سياحية أو بيئية ولا استثمارات لأبناء المدينة في مدينتهم، فالكل مقصّر بحق المدينة”. نصيب طرابلس فقط: قطع كهرباء، قطع مياه، غلاء فاحش وتراجع في خدمات الإتصالات والانترنت، إلى جانب تراجع في الخدمات العامة التي تعنى بها البلدية والأجهزة التابعة لها. قبل أيام وصلت الى المدينة مجموعة من اللبنانيين الطرابلسيين العاملين في الخليج العربي، كان قرارهم البقاء فيها عدة أيام إلى جانب أهلهم. ومع أنهم من أهالي طرابلس إلا أن وضعها الخدماتي المتردي لم يشجّعهم على ذلك، فمكثوا فيها واهلهم ليومين بصعوبة قبل ان يتجهوا إلى أحد فنادق كسروان لتمضية ما تبقّى من عطلتهم الصيفية.
يقول نزار وهو من هذه المجموعة لـ “نداء الوطن”: “لم يعد ممكناً قضاء عطلة صيفية في لبنان وبالأخص في طرابلس. كنت أتمنى أن أبقى في منزل أهلي في القبة ولكن انقطاع الكهرباء والتقنين في المولدات وسط هذا الحر لا يسمح أبداً… ناهيك عن الأسعار المرتفعة في كل شيء عداك عن أن المدينة لم يعد فيها أي مرفأ يشجع على المكوث فيها. أما أصحاب مكاتب تأجير السيارات فعندما يعلمون أنك مغترب يريدون أن يحققوا كل أرباحهم من خلالك. مؤسف ما وصلت إليه طرابلس من وضع مأسوي على كل الأصعدة والله يعين أهلنا بلبنان”.
أمام الواقع السياحي المستجد وفورة مجيء المغتربين اللبنانيين، فإن حصة مناطق الشمال هي الأقل، ولا سيما طرابلس وعكار، وتجد مسؤولي المدينة غير معنيين بما يجري وحكومة إبن طرابلس غير مهتمة بوضع خطة لإنقاذها علماً انها تمتلك الكثير من المرافق والمقومات لكنها متقاعدة عن عملها. ويتشارك اليوم في ظلم طرابلس سياسيو المدينة والدولة معاً ليبقى اقتصادها قائماً على صحن حمص من هنا وكعكة من هناك وبسطة قهوة من هنالك. ومع أهمية هذه الأمور بالنسبة إلى أصحابها إلا أنها لن تخلق واقعاً اقتصادياً مختلفاً يضع المدينة في مصاف المدن المتقدمة والمتطورة.