في زمن الانهيار… هؤلاء ضحايا أيضاً!
كتبت لارا أبي رافع في موقع mtv:
حتى الأطفال لم يسلموا من الأزمة الاقتصاديّة التي يعيشها البلد. فهم، وإن كانوا صغاراً، على يقين بما يحصل حولهم وبأنّ لا شيء على ما يرام. فقد تقلّصت في الفترة الأخيرة “ميزانيّتهم” ولم تعد تلبّى معظم طلباتهم كما في السابق، ومنعت عنهم الأزمة الكثير من النشاطات التي باتت مكلفة. لذلك انعكاسات طبعاً وقد لا نراها مباشرة، فهل تتأثّر نفسيّتهم ونظرتهم للحياة التي يعيشونها؟
تُشير الاختصاصيّة والمعالجة النفسيّة شارلوت الخليل، في حديثٍ لموقع mtv، إلى أنّ الإحباط والفقدان وتغيير الأوضاع العامّة وما كان الأولاد معتادون عليه يُشكل صعوبة لديهم. وهذا تماماً ما يحصل اليوم، إذ عددٌ كبيرٌ من الأهل يسعون جاهدين لتأمين أبسط وسائل العيش فقط وليس الرفاهيّة، متخلين بذلك عن عناصر قد تكون أساسيّة لتنمية الأولاد وقدراتهم لصالح لقمة العيش.
وتعتبر أنّ “التأثير يختلف بحسب عمر الولد وحاجاته، فالمراهقون مثلاً يجب الانتباه أكثر عليهم لأنّهم في عمر دقيق لما فيه من أحلام وأزمة هويّة وثورة نفسيّة بداخلهم. وبالتالي يُشكّل هذا الوضع مزيداً من التحدّي لهم، وفيه الكثير من الاحباطات المتتالية بالمقارنة مع ما يطمحون إليه”.
التحديات والصعوبات لا تقتصر فقط على الأولاد، وفق ما تلفت الخليل. الأهل ينالون أيضاً نصيبهم من ذلك. فـ”الصعوبة تكون لدى الأهل بنسبة أكبر. الضغط الموجود عليهم ورفضهم لفكرة عدم قدرتهم على تأمين ما يحتاجه أولادهم يؤثّر عليهم سلباً. ورغم أنّهم يقومون بأفضل ما يمكن في هذه الأوضاع الصعبة، هم أيضاً يشعرون بالخسارة”.
الأهل يقومون بأفضل ما يمكن، ومع ذلك تقول الخليل: “من المهم أن نشجّع الأولاد على التعبير وأن نستمع إليهم وأن نكون إلى جانبهم بالإضافة إلى ذلك يجب التخفيف من التعليقات السلبيّة أمامهم. ولكن من الضروري أن نخبرهم بالوضع الصعب الذي نمرّ به لأنّهم يرون كلّ ما يحصل من حولهم وبالتالي يجب أن نجيب على كافة أسئلتهم”.
هل ينعكس كلّ ذلك نقمةً مستقبليّة في نفوس هؤلاء على البلد؟
تُجيب الأخيرة: “قد يحصل ذلك، ففي المطلق الفقدان المتكرّر والإحباطات والصدمات المتكرّرة لها انعكاساتها على الأشخاص في المستقبل ولكن هل تؤثّر على تعلّقهم بالبلد أو رفضهم له؟! هناك الكثير من العوامل المؤثرة وبالتالي لا يمكن حسم ذلك”.