“سطوح” لبنان “ولعانة”… وبيروت السبّاقة
كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
من جحيم الأرض الى نعيم السّماء. ترك اللبنانيّون مُعاناتهم وأزماتهم على أرض الواقع وقرّروا أن يمضوا صيفهم في لبنان بأحسن وأفضل المُمكن، لانّه، ورغم المشهد القاتم بسبب الأزمات التي قد لا تعرف نهاية قريباً، يبقى جمال لبنان وحده الصّامد، أقلّه… “من فوق”!
انتعشت “سطوحُ” لبنان مع بدء موسم الصّيف، وتسابقت استثمارات المطاعم والملاهي على أجمل أسطح المباني في مُختلف المناطق المُشرفة على البحر أو حتّى على الجبل لأنها تُشكِّل عامل جذبٍ للبنانيّين والسيّاح على حدٍّ سواء. وجهاتٌ عديدة، وأسماءٌ جديدة تتنافس لاستقبال الزّوار خلال كلّ أوقات النهار وليس فقط في ساعات السّهر…
يؤكّد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي في حديث لموقع mtv أنّ “بيروت هي أوّل من سوّق لظاهرة الملاهي على الأسطح وفي الهواء الطّلق أو ما يُعرف بـالـ”Rooftops” في العام 2010 بعدما إستُثمرت فيها أفخم وأضخم الملاهي التي حصدت شهرة عالمية واسعة واستقطبت السيّاح من مختلف البلدان الذين قصدوا عاصمتنا ليعيشوا تجربة سهر فريدة من نوعها، وبعد بيروت، بدأت ظاهرة السّهر هذه تنشر في أهم عواصم العالم كباريس ودبي”، مُردفاً: “للأسف، أسماءٌ عديدة في هذا المجال لا تزال مُقفلة بسبب الكلفة التشغيليّة المُرتفعة خصوصاً لأنها كانت تستضيف أسماء فنيّة عالميّة لإحياء سهرات فيها، ولكن، في المُقابل، ظهرت العديد من الملاهي والمطاعم الأخرى على الأسطح في بيروت وفي مناطق أخرى كصور وصيدا وجونية وجبيل والبترون وغيرها، والحركة فيها ممتازة”.
وفي السيّاق نفسه، يُشير الرامي الى أنّ “عدد هذه المؤسّسات تخطّى الـ100، وتفتح أبوابها من حزيران حتّى أواخر أيلول، والأهم هو أنّها لا تفتح فقط في الليل لمُحبّي السّهر، بل خلال النار ووقت المغيب أيضاً حيث تسجّل إقبالاً كبيراً لأن مُحبّي الخروج وقت الـSunset أو مغيب الشّمس كثرٌ في لبنان”.
وفي ظاهرةٍ تُضيء على حبّ اللبنانيّين للحياة بالرّغم من الظروف التي يعيشونها، حوّل العديد من الأشخاص أسطح منازلهم ومبانيهم الى أمكنة مُشابهة للمطاعم والمقاهي، وذلك لاستقبال أحبائهم في منازلهم في ظلّ أجواء صيفيّة، ومن دون إنفاق الكثير من المال.
“سطوح لبنان” ولعانة هذا الصّيف… وقليلٌ من الهواء الطلق والنّسيم العليل في الأعالي، قد يُنسي اللبنانيّين، ولو لأشهر قليلة، نار جُهنَّم على الأرض.