الانتخابات انتهت…”هلّق لوين؟”
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
تتطلب المرحلة السابقة قراءة نقدية، بقدر ما تحتاج المرحلة المقبلة الى رؤية استشرافية. فالانتخابات النيابية بما أفرزته من ثوابت ومتغيّرات، بالأحجام والأعداد والأشخاص، شكّلت مؤشّراً ديموقراطياً أخذ من خلاله كل فريق حجمه عبر صناديق الاقتراع، بعد ما حملته السنوات الماضية من نقمة وعرض عضلات في الشارع وعبر وسائل التواصل الاجتماعي.
انتهت الانتخابات، “فهلّق لوين؟”. الأكيد أن من حق كل فريق أن يفرح بنتائجه. ولكن الأهم أن ينصرف كل فريقٍ سريعاً الى قراءة موضوعية لما حصل. والأهم الأهم، ألا يتلهى أحد بالعدّ والتمريك. فانتشال لبنان مما هو فيه، لا يحتاج الى سياسة زواريب، بل الى مشاريع ورؤى بناءة، تفتح أوتوسترادات من الجهود والعمل لإعادة ترميم جسر الثقة والأمل بين الدولة والشعب من جهة، وبين الدولة والمجتمع الدولي من جهة أخرى.
إن نقد المرحلة السابقة ليس انتقاداً، إنما هو تأسيس لأسلوب جديد من العمل البنّاء القائم على اعتبار ألا وقت لإضاعة الوقت، وأن الثانية التي تمر بلا تفكير في كيفية جعل “بكرا أحسن”، تعيدنا أياماً الى الوراء، وتؤخّر امكانية الخروج من دوامة الانهيار.
والأكيد أيضاً، أن رزمة قرارات مرتقبة إن من خلال خطة التعافي الحكومية أو الاتفاق مع صندوق النقد وما بينهما وبعدهما من اجراءات وقرارات لن تكون شعبية. وهو ما يتطلب التعاطي المسؤول بما يخدم مصلحتَي الدولة والشعب، وهو ما يحتاج الى جرأة ومعرفة، لا التعاطي بعقلية “ما يطلبه المستمعون”.
انتهى وقت شدّ العصب، وحان وقت شدّ الركب لأخذ البلاد والناس الى واقع أفضل. وهو ما يحتاج الى خطوة أولى مؤسساتية جدية، في مسيرة سنوات.