أصحاب القلوب القويّة… كيف أثّرت عليهم الازمة؟

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

مهمّاتهم ليست لأصحاب القلوب الضّعيفة، فمتى ناداهم الواجب، هبّوا لتلبية النّداء من دون تردّد أو ارتباك. الامرُ لا يحتاج حتّى للتفكير من قِبَلِهم، جُلّ ما يحتاجونه شجاعة وإنسانيّة تعرفان عمقهما وسط الأخطار القاتلة.

ولكنّ الازمة التي اجتاحت كالطوفان مُختلف الطبقات الاجتماعيّة والقطاعات والمهن، أثّرت عليهم أيضاً، هم الذين كانت لهم صرخات في وقفاتٍ عديدة، مُطالبين بإنصافهم ليستمرّوا في إتمام واجبهم السّامي، وفي الحفاظ على كلّ روحٍ في لبنان، من أقصى شماله الى أقصى جنوبه.

وفي مناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني، خصّ مدير عام الدفاع المدني العميد ريمون خطّار موقع mtv بمقابلة تطرّق فيها الى أوضاع عناصر الدفاع المدني في ظلّ كلّ ما يحدث في لبنان، مؤكّداً أنّ “الأزمة الإقتصادية الخانقة التي أرخت بثقلها على البلاد، قد أحدثت تغيرات ملحوظة في نمط وأسلوب عيش المواطن اللبناني، وأرهقت كاهله بانخفاض القدرة الشرائيّة لديه إلى أدنى المستويات، ولا شكّ في أنّ عناصر الدفاع المدني الذين ينتمون إلى هذا المجتمع قد تأثّروا أيضاً بهذه الضائقة المالية، وبينهم عدد كبير ممّن يُعيلون أسرهم وعليهم تأمين متطلبات الحياة اليومية”، مستدركاً بالقول “ولكن وبالرغم من الظروف الإستثنائية التي نمرّ بها، إلا أنّنا لم نلحظ أبداً أيّ تقاعس لدى العناصر في تلبية نداء الواجب الوطني والإنساني، لا بل إن هذه الأزمة قد ضاعفت من إصرارهم على التضحية من أجل الحفاظ على سلامة المواطنين والمُقيمين والإسراع لتقديم المساعدة عند الضرورة”.

وردّا على سؤالٍ حول غلاء أسعار المحروقات والمياه والمستلزمات، قال خطّار: “قضية المحروقات قد تمّ التوصل إلى إيجاد حلّ لها بالتعاون مع قيادة الجيش اللبناني حيث تمّ تأمين المحروقات اللازمة لتسيير العمل، وذلك لتمكين المراكز المنتشرة على كافة الأراضي اللبنانية من الاستمرار بتلبية نداءات الإغاثة من دون توقف. أما بالنسبة إلى المستلزمات الأخرى من عتاد وما شابه فيتمّ تأمين قسم منها من خلال هبات تردنا من جهات محلية ودولية وفقاً للأصول القانونية المتعارف عليها”، متطرّقا الى أبرز التحديات التي يُواجهها عنصر الدفاع المدني في لبنان: “هذه التحديات التي لم تعد خافيةً على أحد وتتمحور أولاً حول الهدف الأكبر ألا وهو تثبيت العناصر في ملاك الإدارة العام، وثانياً تأمين المسلتزمات الضرورية لتمكينهم من القيام بالمهام الكبيرة والخطيرة الملقاة على عاتقهم”، وأوضح “بالنسبة إلى الشق الأول، فقد أولى وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي منذ توليه منصبه الوزاري إهتماماً كبيراً بتثبيت المتطوعين وتطبيق القانون والمراسيم التطبيقيّة التابعة له. كما أكدّ على تنفيذ وعده عشية الإحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني حيث أشار إلى توقيعه إتفاق التعاون مع قوى الأمن الداخلي للمباشرة بإجراء المباراة المحصورة تمكيناً لهؤلاء من نيل التثبيت والدخول إلى ملاك الإدارة. أمّا بالنسبة إلى الشقّ الثاني من التحدّيات المُرتبط بالمستلزمات، فيجري تأمينها بالحدّ الأدنى”.

هل سُجّلت مغادرة عناصر بسبب الضائقة المالية؟ سألنا خطّار، فأجاب: “عنصر الدفاع المدني المتطوّع تحديداً هو كسائر الشبّان الذين يعانون من الأزمات المتعددة التي تمرّ بها البلاد. وكلّ مواطن توفرت له فرصة السّفر قد أقدم على هذه الخطوة من دون تردّد. وثمة حالات عديدة بين الموظفين والمتطوعين في الدفاع المدني ممّن تقدموا بطلبات للمغادرة بداعي الهجرة”.

وفي الختام، رسالة من خطّار لكلّ عنصر في الدفاع المدني لا يزال يعمل بكلّ شجاعة وضمير: “أغتنم مناسبة اليوم العالمي للدفاع المدني لأتوجه بالمعايدة إلى كافة العاملين في الدفاع المدني من متطوّعين وموظّفين ولأتمنى لهم دوام الصحّة والعافية، وأن تكون هذه السنة مختلفة عن سابقاتها، على أن ينال الراغبون بالتثبيت في الدفاع المدني حقوقهم المشروعة. إنهم حماة السلامة العامة في الوطن وهم قدوة لشباب لبنان النابض بالعزيمة والإرادة الصّلبة، وعليهم الإستمرار بالعمل بالزخم عينه للحفاظ على سلامة المواطنين وحماية الممتلكات من أيّ ضرر”.