انتخابات تشريعيّة مبكرة في مولدافيا: ناخبون يحلمون بـ”مستقبل أوروبي”
صوّتت الرئيسة المولدافية المؤيدة لأوروبا مايا ساندو، وغريمها المؤيد لروسيا إيغور دودون، الأحد، في انتخابات تشريعية مبكرة ينتظر أن تعزز موقف الرئيسة وتضعف نفوذ موسكو في البلاد.
بعد فوزها الساحق في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني 2020 خلفاً لإيغور دودون المقرب من موسكو، تحتاج ساندو إلى السيطرة على البرلمان من اجل تطبيق السياسة التي تعهدت بها والمتمثلة في التصدي للفساد المستشري في هذه الدولة الصغيرة المحصورة بين أوكرانيا ورومانيا.
إلا أنّ مساعي الخبيرة الاقتصادية سابقاً في البنك الدولي والبالغة 48 عاماً، تعرقلها سيطرة حزب ايغور دودون على البرلمان.
مرتدية سترة بيضاء وسروالا أزرق، استقبلت الرئيسة بالتصفيق في مكتب تصويت في كيشيناو.
وقالت للصحافيين: “لقد صوتت لصالح تنظيم بلادنا والتخلص ممن نهبوها لسنوات عديدة”.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن دودون قوله: “لقد صوت لفريق يمكنه توحيد البلاد ولن يثير صراعات جديدة”.
وأضاف مهاجما الرئيسة أن نتائج الاقتراع ستحدد إن كانت مولدافيا “ستُترك للسيطرة الأجنبية” الغربية.
ومولدافيا من أفقر البلدان في أوروبا، وتهزها منذ استقلالها في 1991 أزمات سياسية متكررة إضافة إلى صراع مجمّد في منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية الموالية لروسيا.
وأرهق السكان من قضايا الفساد متعددة، يتعلق أبرزها باختفاء مليار دولار، أي ما يعادل 15% من الناتج المحلي الإجمالي، من خزائن ثلاثة بنوك في العام 2015.
وقالت ناتاليا البالغة 29 عاما، والمقيمة في كيشيناو لوكالة فرانس برس: “بعد سنوات عدة، يأمل هذا البلد أخيرا طرد اللصوص الذين استقروا فيه بفضل المال الروسي وفي انتخاب الاشخاص الذين سيخدمون البلاد بنزاهة”.
واورد ناخب آخر في الستينيات من العمر، فضل عدم الكشف عن هويته، أنه “بفضل هذا الحزب سيكون لدينا مستقبل أوروبي”.
في المقابل صوتت ليودميلا، وهي متقاعدة تبلغ 70 عاماً، لكتلة الاشتراكيين والشيوعيين التي يقودها دودون قائلة “في ظل الشيوعيين، كان هناك نظام” و”كنا نعيش بشكل أفضل”.
– انحسار تأثير روسيا-
تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أنّ حزب الرئيسة “العمل والتضامن” يحظى بنسبة تراوح بين 35% و37% من نوايا التصويت في مقابل 21% إلى 25% لمؤيدي روسيا المنضوين في كتلة انتخابية تضم شيوعيين واشتراكيين بقيادة دودون والرئيس الأسبق فلاديمير فورونين.
وتقتصر استطلاعات الرأي على الداخل المولدافي، في وقت منح الشتات المولدافي الذي يشكل أكثر من ثلث الناخبين، بغالبيته دعماً قويا لساندو إبان الانتخابات الرئاسية.
وقرابة الظهر، أفادت وسائل الإعلام المولدافية بتشكل طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع خارج البلاد، خصوصا في فرنسا وألمانيا.
بالنسبة للعديد من المولدافيين، فإن الرئيسة مايا ساندو هي الشخصية السياسية الأولى التي تولت قيادة البلاد مع “الحفاظ على سمعة الصدق” ما جعلها “رمزا للتغيير”، وفق المحلل السياسي أليكسي تولبور.
يجزم الكثير من المحللين بأنّ اقتراع الأحد سيوجّه ضربة قوية لموسكو الراغبة في إبقاء مولدافيا ضمن دائرة نفوذها.
ويعرب سيرغي غيراسيمتشوك عن اقتناعه بأنّ “الغالبية البرلمانية ستكون موالية لأوروبا والتأثير الروسي سيضعف”.
وعادة ما تتأرجح هذه الجمهورية السوفياتية السابقة البالغ عدد سكانها 2,6 مليوني نسمة، بين دعاة التقارب مع موسكو والآخرين الساعين إلى دخول الاتحاد الأوروبي، في ضوء النتائج المنبثقة من الانتخابات.
وسبق أن اثارت ساندو غضب الكرملين بدعوتها إلى مغادرة القوات الروسية لمنطقة ترانسنيستريا الخارجة عن السيطرة المولدافية منذ حوالى 30 عاماً. ودعت إلى انتشار مراقبين من منظمة الأمن والتعاون في أوروبا مكانهم.
ويتم انتخاب 101 برلماني لولاية من اربع سنوات، وتغلق مراكز الاقتراع أبوابها عند التاسعة مساء (18,00 ت غ).