بومبيو يصعّد في وجه أردوغان.. قاعدة عسكرية في اليونان وإنجرليك إلى الإمارات؟
بزخم، دخلت الولايات المتحدة الأميركية على خط التطورات في شرق المتوسط بعدما بلغ منسوب التوتر بين الحليفيْن وقوتيْ حلف شمال الأطلسي “الناتو”، تركيا واليونان شفير المواجهة. العوامل المؤثرة كثيرة منها مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى توسيع نفوذه في إطار الصراع الكبير المتعدد اللاعبين في المتوسط، واقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية حيث يعمل نظيره الأميركي دونالد ترامب على تسجيل نقاط بعد اتفاقات السلام العربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وانضواء اليونان إلى منتدى شرق المتوسط إلى جانب تل أبيب.
ويبدو أنّ الأميركيين يسيرون باتجاه رفع السقف. فبعد دعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بوميو إلى التهدئة وتوجيه أصابع الاتهام إلى تركيا المضيفة لقاعدة إنجرليك، أعلن كبير الديبلوماسيين الأميركيين أنّ البحرية الأميركية ستنقل السفينة الحربية الضخمة “يو إس إس هيرشيل وودي ويليامز” إلى قاعدة خليج سودا في جزيرة كريت. وفي حديثه شدّد بومبيو على العلاقات الدفاعية المتينة الأميركية-اليونانية، مشيراً إلى أنّ السفينة الحربية الضخمة- وهي أحدث قاعدة بحرية استكشافية تابعة للبحرية الأميركية- ستدعو خليج سودا “موطنها”. وأضاف بومبيو: “هذا الخيار هو الأمثل حرفياً في ضوء موقع المنشأة الاستراتيجي، كما أنّه رمز للشراكة الدفاعية التي ستواصل التوسع والنمو”.
في تقرير نشرته صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، تناولت الصحافية جويس كرم كلام بومبيو، ناقلةً عن مسؤول أميركي كبير تعليقه على خطوة واشنطن، بالقول إنّها “استثمار طويل الأمد في الجيش الأميركي في المتوسط”. وأضاف المسؤول الأميركي: “نستفيد من الأصول الفريدة التي يوفرها خليج سودا: موقعه الجغرافي في منطقة شرق المتوسط الحيوية؛ والدعم المتميز من مضيفينا القوات المسلحة اليونانية؛ والقدرة على الانتشار سريعاً في ساحة ناشطة”، متطرقاً إلى التحالفات الاستراتيجية التي أبرمتها اليونان وقبرص في شرق المتوسط، بما فيها التحالفات مع الإمارات ومصر وإسرائيل.
وفي هذا السياق، تناولت كرم جولة رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي في مقر قيادات التدريبات العسكرية المشتركة مع القوات الجوية اليونانية، مبينةً أنّ المسؤول العسكري الإماراتي الرفيع التقى رئيس هيئة الأركان العامة للدفاع الوطني اليوناني الفريق أول كوستاندينوس فلوروس، حيث يعمل الجانبان على تعزيز التعاون بين البلديْن.
من جهته، زعم موقع “ديبكا” الاستخباراتي الإسرائيلي أنّ الولايات المتحدة تجري محادثات مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في سبيل نقل إنجرليك إلى ساحل اليمن الجنوبي- حيث تسيطر أبو ظبي- بما في ذلك سقطرى.
وبالعودة إلى المسؤول الأميركي، أوضحت كرم أنّه لم يذكر ما إذا كانت بلاده تنظر في خيارات أخرى في ما يتعلق بوجودها في قاعدة إنجرليك في تركيا التي تبعد 950 كيلومتراً تقريباً عن خليج سودا وتسُتخدم لتنفيذ العمليات ضد “داعش” في العراق وسوريا. ونقلت عن المسؤول: “الأمران مختلفان تماماً من حيث عملياتنا في تركيا، وهي عمليات مهمة، ولكنها قائمة بحد ذاتها بالمقارنة مما نفعله هنا في اليونان”.
في المقابل، حذّر المحلل آرون شتاين من تداعيات الخطوة الأميركية، قائلاً: “لا تتمركز طائرات (أميركية) بشكل دائم في إنجرليك”. وتابع: “إنّها قاعدة سياسية بمعنى أنّها غرض مادي يربط بين تركيا والولايات المتحدة”، مستبعداً إغلاقها في يوم من الأيام لأنّها “تستضيف أسلحة نووية”. شتاين الذي اعتبر أنّ الولايات المتحدة تسعى بهذه الخطوة إلى توسيع خيارتها، تحدّث عن تدهور العلاقات بين واشنطت وأنقرة، مستبعداً أن يكون القرار الأميركي بإقامة قاعدة في سودا يستهدف تركيا.
تحليل شتاين يتناقض مع تصريحات السيناتور الجمهوري رون جونسون، إذ كشف في حديث مع صحيفة “واشنطن إكزامينر” أنّ بلاده تبحث عن بدائل لقاعدة إنجرليك. وقال جونسون: “ندرس اليونان كخيار بديل.” كما سبق لجونسون، وهو رئيس اللجنة الفرعية لأوروبا في لجنة الشؤون الخارجية، أن شدّد على أهمية الوجود الأميركي في شرق المتوسط، بالتزامن مع الخطط الروسية والصينية المتزايدة وتدخل تركيا في ليبيا وطموحاتها في المنطقة المذكورة. من جانبه، رأى المحلل في “ستراتفور” أنّ الوجود الأميركي في خليج سودا سيفيد البحرية الأميركية في ظل التوترات السياسية مع أنقرة، متوقعاً أن تعارض تركيا قيام قاعدة أميركية في كريت.
lebanon 24