عرب وعالم

“الشرق الأوسط الجديد”.. فريدمان يتحدّث عن تطوّر كبير في المنطقة

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقال رأي للكاتب توماس فريدمان لم يستبعد فيه أن تشهد منطقة الشرق الأوسط عملية إعادة اصطفاف واسعة، مستنداً إلى نتائج تطبيع الإمارات مع “إسرائيل” المباشرة.

في استشرافه للمرحلة المقبلة، انطلق فريدمان من عدد السياح “الإسرائيليين” في الإمارات منذ إبرام “الاتفاقيات الإبراهيمية”، مشيراً إلى أنّه في خضم جائحة كورونا، زار 130 ألف إسرائيلي على الأقل بين سائح ومستثمر دبي وأبو ظبي منذ منتصف تشرين الأول. وإذ لفت فريدمان إلى أنّنا “ما زلنا في المرحلة الأولى”، قال “يبدو أنّ شيئاً ما يُحضر”، مبرزاً دور السياح والطلاب ورجال الأعمال.
وأوضح فريدمان قائلاً إنّ الانفتاح بين “إسرائيل” والدول الخليجية- على عكس مصر والأردن- يتحرّك بشكل أكبر على يد من هم في أسفل السلم من سياح وطلاب ورجال أعمال. وفي هذا السياق تحدّث فريدمان عن صفوف اللغة العبرية في دبي وأبو ظبي “المكتظة” بالطلاب الإماراتيين الراغبين في الدراسة في تل أبيب أو القيام بأعمال تجارية في تل أبيب، وعن تعاون شركة “المياه الوطنية الإسرائيلية” مع البحرين وعن مطعم إسرائيلي في الإمارات. وعلّق فريدمان: “ساعد هؤلاء الزوّار الإسرائيليون الـ130 ألف على إنقاذ القطاع السياحي الإماراتي من الانهيار خلال موسم العطلات نتيجة وباء كورونا”.

واستناداً إلى هذه التطورات، كتب فريدمان: “إذا كان للاتفاقيات الإبراهيمية أن تزدهر وتتوسع لتشمل تطبيعاً بين إسرائيل والسعودية، فإنّنا نتحدث إذا عن إحدى أهم عمليات إعادة الاصطفاف في تاريخ الشرق الأوسط الحديث (..)”.

في هذا السياق، نقل فريدمان عن السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن، إيتامار رابينوفيتش، قوله: “في المنطقة (اليوم) ثلاثة لاعبين أقوياء غير عرب- إيران وتركيا وإسرائيل- وقد شكّل كل منهم محوره الإقليمي الخاص”. وأوضح رابينوفيتش أنّ المحاور تتخذ الأشكال التالية: تركيا وقطر ووكالتهما “حماس” أولاً، إيران وسوريا والوكالات الإيرانية في لبنان والعراق واليمن ثانياً، وإسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية وسلطنة عمان ضمناً ثالثاً، على حدّ تعبيره. وشرح رابينوفيتش قائلاً إنّ التفاعل بين المحاور هذه يقود سياسات الشرق الأوسط اليوم، و”نظراً إلى أنّ المحور الإماراتي-الإسرائيلي يجمع أنجح الدول العربية بأنجح دولة غير عربية، فهو يصدر طاقة كبيرة”، على حدّ تعبيره.

وإذ رأى رئيس مركز أبحاث “ريئوت” غيدي غرينشتاين أنّ “إسرائيل” “التي لا تمتلك نفطاً” طوّرت اقتصادها في مجالات مثل المياه والطاقة الشمسية والإلكترونيات والمجالات العسكرية والطبية والمالية والزراعة، لفت إلى أنّ الإمارات تنتقل في المقابل إلى حقبة ندرة النفط من خلال بناء منظومتها الخاصة من الابتكار وريادة الأعمال في المجالات الإسرائيلية نفسها.

وهنا، كتب فريدمان: “الجيران جميعهم يراقبون، وهم يراقبون بشكل خاص كيف ستتصرف إيران والسعودية”، متسائلاً عما إذا كانت الرياض ستتجه إلى التطبيع مع “إسرائيل”. فريدمان الذي قال إنّ الكلمة على هذا الصعيد تعود، بشكل كبير، إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لفت إلى أنّ فريق عمل الرئيس الأميركي جو بايدن ما زال يبحث كيفية التعاطي مع الأمير بعد صدور تقرير جمال خاشقجي.

وعليه، ربط فريدمان نجاح الاتفاقيات الإبراهيمية بانضمام السعودية، قائلاً: “(..) من شأن مشاركتهم أن تؤدي إلى ولادة طاقة جديدة لحل الدولتيْن، ما سيسهّل بدوره تطبيع الأردن ومصر العلاقات مع إسرائيل بشكل كامل أيضاً. عندها نكون حقاً أمام شرق أوسط جديد”.
lebanon24.

مقالات ذات صلة