خيط حرب.. تجدد العمليات العسكرية بين أرمينيا وأذربيجان
بعد ساعات من إعلان أرمينيا التعبئة العامة إثر تطور الخلاف مع أذربيجان وتجدّد العمليات العسكرية في “ناغورنو كاراباخ”، بدأت يريفان بتجنيد الشبّان.
فقد أسفرت أعمال العنف عن سقوط ما لا يقل عن 16 عسكرياً وعدة مدنيين قتلى، الأحد، في أعنف اشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان منذ 2016، مما أثار من جديد مخاوف بشأن الاستقرار في جنوب القوقاز الذي يعد ممراً لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز إلى الأسواق العالمية.
ودفعت هذه التطورات البلدين إلى الإعلان عن إجراءات عسكرية عاجلة، حيث أعلن حكمت حاجييف مساعد رئيس أذربيجان أن البرلمان صادق على تطبيق الأحكام العرفية في جميع أنحاء البلاد وفرض حظر التجول.
كما أوضحت وزارة الدفاع في أذربيجان أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين خلال المواجهات العنيفة التي اندلعت عند خط التماس بين الطرفين في منطقة ناغورني قره باغ.
بالمقابل، أفادت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية بأن “إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية المتعلق باحتلال 6 قرى لا يتوافق مع الواقع، وتابعت أن هذه المعلومات مستفزة”، بحسب تعبيرها.
كما نقلت المعلومات عن وزارة الدفاع في ناغورني قره باغ أن الجيش الأذربيجاني فقد “4 مروحيات و15 طائرة مسيرة، خاصة الهجومية منها، و10 دبابات وناقلات جند مدرعة. كما سقط ضحايا”.
وأعلنت بعدها الحكومة الأرمينية في قرار لها، حالة الحرب والتعبئة العامة في البلاد بسبب أحداث قرة باغ.
“وقف المعارك فوراً”
من جانبه، حض الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأحد، كلاً من أذربيجان وأرمينيا على “وقف المعارك فوراً” في منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها والتي تشهد مواجهات هي الأسوأ منذ 2016.
وأورد بيان للمتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، أن غوتيريش “يدعو الطرفين بحزم إلى وقف المعارك فوراً والبدء بنزع فتيل التوتر والعودة من دون تأخير إلى المفاوضات”.
كما أوضح البيان أن غوتيريش يعتزم التواصل مع رئيس أذربيجان الهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، مضيفاً أن “الأمين العام قلق بشدة لتجدد العمليات الحربية أخيراً ويدين اللجوء إلى القوة”.
إلى ذلك أكد غوتيريش دعمه لمجموعة مينسك، في إشارة إلى وساطة تقودها فرنسا وروسيا والولايات المتحدة، مطالباً طرفي النزاع “بالعمل في شكل وثيق” مع هذه الدول “من أجل استئناف سريع للحوار من دون شروط مسبقة”.
البداية من هنا..
وتعود القضية الجيوسياسية بين أذربيجان وأرمينيا إلى نحو قرن مضى، حينما ضم الاتحاد السوفيتي السابق عام 1921، منطقة ناخشيفان ذات الأغلبية السكانية الأرمينية، وكان الأرمن يشكلون 94% من سكانها، إلى أذربيجان.
وزادت أسوأ اشتباكات منذ العام 2016 احتمال اندلاع حرب واسعة النطاق بين أذربيجان وأرمينيا اللتين انخرطتا على مدى عقود في نزاع للسيطرة على ناغورني قره باغ.
فيما جمّدت المحادثات لحل نزاع قره باغ، الذي يعد بين أسوأ النزاعات الناجمة عن انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، منذ اتفاق لوقف إطلاق النار أبرم سنة 1994.
كما انخرطت فرنسا وروسيا والولايات المتحدة في الجهود الرامية لإحلال السلام وعرفت بـ”مجموعة مينسك”، لكن آخر محاولة تذكر للتوصل إلى اتفاق سلام انهارت في 2010.
المصدر: الحدث