الغارة الاميركية شرق سوريا.. رسائل بالجملة هذه تفاصيلها!
لا يمكن قراءة الغارة التي نفذتها طائرة استطلاع اميركية في سوريا هذا الاسبوع ، والحديث عن الغاء هجوم ثان قبل تنفيذه مباشرة بالاستناد الى عدد القتلى والخسائر البشرية التي وقعت. في الاصل هناك تباين كبير في الاعداد، ففي حين قالت تقارير غربية ان عدد القتلى تجاوز العشرين، اكدت مصادر سورية رسمية ان مقاتلاً عراقيا واحداً سقط في الهجوم.
في الحالتين لا يبدو ان واشنطن ارادت توجيه ضربة ميدانية للقوات السورية او الحليفة لها، ولم ترد تبديل موازين القوى، بل ارادت توجيه رسائل متعددة الوجهات في لحظة اقليمية حساسة.
سعت واشنطن في لحظة محاولتها التقارب مع ايران للعودة الى الاتفاق النووي توجيه رسالة تطمينية الى تل ابيب بشأن الموقف العام من الوضع في سوريا، اذ ان واشنطن لن تقبل بتطور القوة الايرانية في سوريا وهذا لا علاقة له بأي تسوية او اتفاق ثنائي، خصوصا ان جزءا اساسيا من المخاوف الاسرائيلية يدور حول مراكمة القدرات الايرانية في سوريا.
اما الرسالة الثانية فوجهتها الى روسيا وسوريا معا، ومرتبطة بالوجود العسكري الاميركي شرق الفرات، ويبدو ، بعكس توجهات الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب، ان الرئيس جو بايدن يسعى للابقاء عليه وتوسيع رقعته. من هنا جاءت الغارة كرسالة واضحة جدا بأن واشنطن جاهزة للتصعيد في حال حاولت القوى المحلية الضغط عليها بالنار من اجل اخراجها.
الرسالة الثالثة موجهة الى الفصائل العراقية، اذ ان الغارة استهدفت فصيلا عراقيا يقاتل في سوريا، وهي الى حد ما تشبه، رغم اختلاف حجمها وقوتها، الغارة التي استهدف قوات “حزب الله” العراق في منطقة القائم اثر قصف ومقتل احد المتعاقدين في اربيل قبل اكثر من عام.
يومها رد العراقيون بتظاهرة امام السفارة الاميركية ومن ثم قامت واشنطن بإغتيال قاسم سليماني. في كل الاحوال، يبدو ان الاميركيين يردون اليوم ايضا على استهداف القاعدة الاميركية في اربيل والتي قتل فيها عدد من الجنود الاميركيين قبل نحو اسبوع للايحاء بان واشنطن لن تقبل بمثل هذه العمليات.
لكن حجم الردود من وزارات الخارجية للدول المعنية بالغارة اوحى بأن الرسالة قد تؤثر على مسار التسويات، ان كان في الملف النووي او في