إلغاء قرار ترامب حظر السفر لدول مسلمة.. أملٌ حذر للمّ شمل عائلات
ذهبت دانا حربي إلى موعد آخر مع الطبيب هذا الأسبوع من دون خطيبها، وهي حبلى في شهرها السادس، كما كان حال كل المواعيد والنشاطات التي تقوم بها بمفردها طوال فترة انفصالهما القسري الطويل. لكن ربما هذا الربيع عندما يحين موعد الولادة ستتمكن من لقائه، بعدما كانت الأعوام القليلة الماضية قاسية ومتقلبة، ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بما يحمله المستقبل. هذه كانت مقدمة تحقيق نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية حول الأمر التنفيذي الذي وقعه الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن وألغى بموجبه حظر السفر، الذي كان فرضه سلفه دونالد ترامب على رعايا من دول معظمها ذات غالبية مسلمة في مستهل ولايته عام 2017.
وبحسب معدي التحقيق كريم فهيم ودوري بوسكارين ولويزا لوفلوك، تعيش حربي البالغة 38 عاماً في مدينة فولز تشيرش بولاية فيرجينيا، بينما يقيم خطيبها مشعل حمود البالغ 34 عاماً والحامل للجنسية السورية في لبنان، ولم يكن قادراً على الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة منذ سنوات، بسبب حظر السفر الذي فرضه ترامب، على بلدان عدة، بينها سوريا. وتحايل حمود ودانا على القيود المفروضة، وسافرت دانا إلى لبنان مرات عدة، لكن كان عليها أن تحد من هذه الرحلات عندما علمت إنها حبلى.
ومنح الأمر التنفيذي الذي وقعه بايدن، من بين أولى القرارات التي اتخذها فور دخوله إلى البيت الأبيض الأربعاء، آلاف العائلات التي تأثرت بإجراءات ترامب، الأمل، من دون أن يعني ذلك حلاً فورياً للمسألة، وذلك نظراً إلى التعقيدات الكثيرة التي تعترض الحصول على تأشيرة الدخول والاستثناءات الموجودة، التي تتطلب إيجاد حلول لها.
لكن إرث ترامب سيبقى، إذ انه بالنسبة إلى هؤلاء الذين تأثروا به لن يكون ثمة تعويض عما خسروه. من لحظات العيش مع الأحبة، إلى الأموال التي أنفقت على تأشيرات الشركاء الذين تشردوا، فضلاً عن ضياع أو تأخر فرص العيش في الولايات المتحدة.
مشقّة لناجين من النزاعات
“إنك تتكبد مشقة عاطفية ومالية عندما تسافر ذهاباً وإياباً، جسدياً وذهنياً”. هذا ما تقوله حربي التي كان يتعين عليها أن تأخذ إجازة من وظيفتها العام الماضي كي تلتقي بحمود في لبنان، وبقيت من دون عمل لمدة ستة أشهر.
وشمل حظر السفر أول الأمر سبعة بلدان –إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن- لكن العراق والسودان أسقطا من لائحة الحظر بعد استئناف أمام المحكمة. (وأضيف إلى اللائحة العام الماضي ستة بلدان آسيوية وأفريقية، من ضمنها السودان مجدداً). وقالت إدارة ترامب إن الحظر ضروري لمكافحة الإرهاب.
ويقول المدافعون عن اللاجئين إن الكثيرين حول العالم رأوا في القرار شيئاً آخر، تعصباً ضد المسلمين. وأضاف القرار تسبب بمصاعب لأشخاص متعبين أصلاً، ومن بينهم ناجون من الصراعات في سوريا والعراق واليمن. ولوهلة، فإن الكثيرين من ضحايا قرار الحظر– طلاب طب ومهنيون وعمال- تقطعت بهم السبل حول العالم وانقلبت حياتهم.
والتقت حربي بحمود عام 2016، عندما ذهبت إلى لبنان لتقديم تبرعات إلى منظمة غير ربحية تساعد اللاجئين السوريين. وكانت حمود تعمل منذ وقت طويل لمصلحة هذه المنظمة قبل أن تتعرف على حمود وتتطور علاقتهما، وصارت تتردد على لبنان بانتظام. وفي 2017 قررا الزواج. وبصفته خطيباً لمواطنة أمريكية، كان مخولاً التقدم للحصول على فيزا لدخول الولايات المتحدة.
عرقلة وتأخير
وقالت حربي في مكالمة هاتفية الأسبوع الماضي: “لم أعتقد أن حظر السفر سيؤثر علينا”. لكن منذ البداية تعرضت عملية تقديم حمود لطلب الحصول على تأشيرة لكثير من العرقلة والتأخير. وبعد تقديم الوثائق المطلوبة، لم يتلق الإثنان أي رد. وأضافت “بمرور الوقت، أدركت أن هذا (حظر السفر) ليس هدفه إبقاءنا آمنين..وبصفتي أميركية، شعرت بأننا نتعرض للتمييز”.
وألآن، تشعر حربي بأمل أكبر. وتقول عن خطيبها: “إنه شخص رائع…لا أستطيع الانتظار كي يثبت لكل من منعه من المجىء إلى هنا، أنه لم يكن يشكل تهديداً”.
وأورد التحقيق روايات مشابهة لأشخاص من اليمن والعراق وإيران.
المصدر: 24