مع اقتراب تنصيب بايدن.. البنتاغون يخشى “هجوما من الداخل”!
كشف مسؤولون في البنتاغون، أنهم قلقون من احتمالات حدوث ما سموه “هجوما من الداخل” من بعض أفراد الحرس الوطني، المشاركين في تأمين تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن.
وقام مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”، بالتدقيق بجميع قوات الحرس الوطني البالغ عددهم 25 ألفا، الذين سيكملون انتشارهم في العاصمة واشنطن خلال الساعات المقبلة.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن مسؤولين في البنتاغون قولهم إن هناك مخاوف أمنية من أن يشكّل بعض الأشخاص الذين تم تكليفهم بحماية مراسم التنصيب، تهديدا مباشرا للرئيس ولكبار الشخصيات التي ستحضر الحفل يوم الأربعاء.
وصرّح وزير الجيش في “البنتاغون”، رايان مكارثي، أن المسؤولين الأمنيين يدركون هذا التهديد المحتمل، وأنه جرى إبلاغ القادة بضرورة أن يكونوا على اطلاع على أي مشكلات داخل صفوفهم مع اقتراب موعد التنصيب.
إجراءات أمنية مشددة
وتدخل واشنطن مرحلة متقدمة من الإجراءات الأمنية، بدءا من هذه الليلة وذلك في إطار خطة لتأمين العاصمة واشنطن قبل حفل تنصيب بايدن.
وتم تقسيم واشنطن إلى منطقتين أمنيتين، الأولى هي المنطقة الحمراء حيث الدخول محظور بالكامل باستثناء سيارات الشرطة والآليات العسكرية، وهي تمتد من غرب البيت الأبيض إلى شرق “الكونغرس” وما بينهما، فيما المنطقة الخضراء متاحة فقط للعاملين والقاطنين فيها، لكن سيرا على الأقدام.
وأقامت الشرطة السرية والحرس الوطني 8 نقاط تفتيش، حيث يخضع المارة أحيانا لتفتيش دقيق، وتزامن ذلك مع إقفال تام للمراكز التجارية والحديقة الوطنية.
وأفادت الشرطة السرية أن عمليات تشييد السياج الحديدي اكتملت على امتداد مساحة العاصمة من ناحية الغرب بدءا من نصب لينكولن التذكاري، وصولا إلى شرق منطقة الـ نايڤي يارد.
عين أميركا الساهرة
وسيتولى الحرس الوطني مهمة تأمين مراسم تنصيب بايدن، علما أن كل فرد في هذه الوحدة يؤدي اليمين لحماية الدستوري الاتحادي للبلاد، فضلا عن دستور الولاية.
ولكل ولاية وإقليم في الولايات المتحدة حرس وطني، وعندما لا تكون وحدات الحرس تحت السيطرة الفيدرالية، يكون الحاكم هو القائد الأعلى للوحدات في ولايته أو إقليمه.
ويتمتع أفراد الحرس الوطني بحق الدفاع عن أنفسهم، دون أن يمتلكوا سلطة تنفيذ الاعتقالات، إذ يرافقهم أفراد مكلّفون بهذه المهمة، وفق ما ذكر موقع “أي بي سي نيوز”.
ويمكن للحرس الوطني للولاية تنفيذ مجموعة متنوعة من الواجبات، في استجابة للكوارث الطبيعية وأوقات الأزمات، كما يمكن أن يشمل ذلك السيطرة على الحشود.
ويتم تدريب رجال الحرس الوطني على تقنيات التحكم في الحشود واستخدام الدروع والهراوات وأي تقنيات لتخفيض أي تصعيد مرتبط بأحداث عنف.
نشأة الحرس الوطني
بعد استقلال الولايات المتحدة، تم توحيد كافة الميليشيات، وأصدر الكونغرس سنة 1916 قانون الدفاع الوطني، الذي نصّ على ضم كافة الميليشيات تحت الحرس الوطني، وتنظميها، وكذلك سمح للولايات بأن يكون لها حرس وطني خاص بقوات الاحتياط.
ووجد الحرس الوطني بشكله الحالي سنة 1933 بعد إصدار قانون التعبئة، حيث قرر الكونغرس التمييز بين الحرس الوطني والميليشيات، واعتباره كل من جندي يتلقى أجره من الاتحاد يحق له دخول الحرس الوطني.
وفي عام 1947 نال هذا الجهاز استقلاليته عن القوات المسلحة، وأصبح كأحد عناصر الاحتياطي المطابق لتشكيل الجيش.
مهمات متنوعة
نفذ عناصر الحرس الوطني مجموعة من المهمات في السنوات الأخيرة، إذ نشرت الإدارة الأميركية هذه الوحدة في مينيابوليس بولاية مينيسوتا، في أعقاب تفجر تظاهرات احتجاجا على مقتل الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد.
وفي آذار المنصرم، أعلن دونالد ترامب الاستعانة بالحرس الوطني، لمواجهة تفشي وباء كورونا، بإيصال الإمدادات الطبية إلى الولايات المتأثرة بالجائحة.
ووزع الحرس الوطني في نيسان الفائت مساعدات غذائية على الأميركيين الذين يعانون أزمة معيشية نتيجة حالة الإغلاق المفروضة لوقف تفشي كوفيد-19، في ولاية ماساشوستس.
وفي الشهر ذاته شاركت الوحدة بتشييد مستشفى ميداني في سان فرانسيسكو، مع احتمال تزايد الإصابات بفيروس كورونا، يتسع لـ 250 مريضا في نفس الوقت.
كما أمر ترامب في نيسان 2018 بنشر قوات الحرس بواقع 250 جنديا على الحدود مع المكسيك، لوقف الهجرة غير الشرعية للولايات المتحدة.
المصدر: سكاي نيوز