أميركا تفعل “آلية الزناد” ضد إيران رغم الرفض الأوروبي.. ماذا تعني هذه الخطوة؟
على الرغم من الرفض الأوروبي، فعّلت الولايات المتحدة “آلية الزناد” وأعادت جميع العقوبات على إيران، حيث أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو دخول جميع العقوبات الأممية على إيران حيز التنفيذ، مؤكدا الإعلان قريبا عن إجراءات إضافية لتعزيز تنفيذ العقوبات.
وقال بومبيو “إذا أخفقت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في القيام بواجباتها بتنفيذ هذه العقوبات، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام سلطاتها الداخلية لفرض عواقب على هذه الإخفاقات وضمان أن لا تجني إيران مكاسب حظر الأمم المتحدة لهذا التحرك”.
وأوضح بومبيو أن تفعيل بند العودة إلى الحالة الأصلية أو “آلية الزناد” يعيد فرض جميع العقوبات تقريبا على إيران، بما فيها تلك التي سبق أن أبطلتها الأمم المتحدة وضمنها حظر الأسلحة.
وأضاف بومبيو أنه بفضل إعادة فرض العقوبات فإن إيران ملزمة الآن بوقف تخصيب اليورانيوم والأنشطة المتعلقة بالماء الثقيل، مؤكدا أن بلاده ستعلن إجراءات جديدة خلال الأيام المقبلة لتعزيز فرض العقوبات ومحاسبة منتهكيها.
أما مندوب فرنسا في الأمم المتحدة نيكولاس دو ريفيير فقال في تغريدة على تويتر تعليقا على القرار الأميركي، إن فرنسا وألمانيا وبريطانيا ستبقى ملتزمة بتنفيذ كامل الاتفاق النووي باعتباره السبيل الوحيد للمضي قدماً لاحتواء برنامج إيران النووي، مؤكدا أن رفع العقوبات الأممية عن إيران سيستمر، وأن إيران ستبقى خاضعة للمحاسبة حتى تفي بالتزاماتها.
بدوره، قال ديمتري بوليانسكي نائب المندوب الروسي في الأمم المتحدة في تغريدة إنه من المؤلم رؤية دولة عظيمة “تهين نفسها على هذا النحو وتعارض بعناد” أعضاء آخرين في مجلس الأمن.
كما قال إن الولايات المتحدة مصرة على تقويض القانون الدولي من خلال فرض إرادتها الأنانية على الآخرين، مضيفا “لقد قلنا بوضوح في آب الماضي إن مزاعم واشنطن بشأن تفعيل آلية العودة إلى الحالة الأصلية غير شرعية، هل هي صماء؟”.
وفي وقت سابق، أكدت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في رسالة إلى مجلس الأمن رفضها للخطوة الأميركية، مشيرة إلى أن أي قرار أو إجراء لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران سيكون بلا أي أثر قانوني.
وأكدت الدول الثلاث أنها ستواصل الالتزام بالاتفاق النووي مع طهران والعمل للحفاظ عليه.
الموقف الإيراني
قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تصريحات للتلفزيون الرسمي الإيراني أمس إن التحرك الأميركي لإعادة العقوبات الدولية على إيران مجرد دعاية ضمن حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية، ولا تأثير حقيقيا لها.
وأضاف ظريف أن واشنطن فشلت في إعادة فرض العقوبات الأممية، واستبعد أن تؤثر العقوبات الثانوية على شراء طهران أسلحة من الصين وروسيا.
وقال إن “الأميركيين يتصرفون كبلطجيين ويفرضون العقوبات.. يجب على المجتمع الدولي أن يقرر كيف يواجه هذه البلطجة”.
وبدوره، قال سفير إيران في الأمم المتحدة مجيد تخت روانجي، في تغريدة على تويتر، إن “الموعد النهائي الزائف وغير القانوني” الذي حددته الولايات المتحدة لإعادة فرض العقوبات حلَّ ومضى، فيما أعضاء مجلس الأمن يواصلون التمسك بموقفهم بأن الولايات المتحدة ليست طرفاً في الاتفاق النووي، وأن ادعاءها الحق في اللجوء إلى آلية فض النزاع والعودة إلى الحالة الأصلية باطل، وفق تعبيره.
وأضاف روانجي أن الولايات المتحدة انتهكت الاتفاق النووي وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٣١، وما تزال تواصل السباحة ضد التيار، وأن ذلك لن يجلب لها سوى مزيد من العزلة الدولية، حسب قوله.
وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي قد قال أمس إن أي عدوان أميركي على إيران سيواجه بضرب كافة القواعد الأميركية في المنطقة بشكل واسع.
وأضاف أن بلاده قادرة على استهداف مصالح أميركا في المنطقة، وعلى احتلال جميع قواعدها وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش الأميركي، مؤكدا أن قوة إيران الدفاعية صممت لمواجهة أي عدوان من جانب الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها.
وفي 21 آب الماضي، قدم بومبيو في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، طلب واشنطن إلى مجلس الأمن لتفعيل آلية الزناد ضد إيران.
وتقضي الآلية المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2231 الذي تم اعتماده عقب توقيع الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 على عودة تلقائية لجميع العقوبات الدولية ضد إيران، بسبب انتهاكاتها.
المصدر: العربية – الجزيرة