عرب وعالم

سياق انتخابي معقّد… هذه هي العوامل “الحاسمة” في سباق البيت الأبيض!

على الرغم من تعدد القضايا الانتخابية في السباق الرئاسي الأميركي هذا العام، لايزال “الاقتصاد” قضية محورية في اختيار الناخبين للمرشح الذي يرونه الأنسب لشغل المنصب، لكن البعض يرى أن المعركة مختلفة عن كل مرة، وأن اهتمامات الناخبين تغيرت.

وفي استطلاع أجراه “مركز بيو للأبحاث”، الشهر الماضي، قال ثمانية من كل 10 ناخبين مسجلين، (79 في المئة) إن الاقتصاد “سيكون قضية مهمّة جداً” عند اتخاذ قرارهم بشأن من سيصوتون له في الانتخابات المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل.
لكن تحليلا، لصحيفة وول ستريت جورنال، حذر من اعتبار أن الاقتصاد سيكون العامل الحاسم في المشهد الحالي، مشيراً إلى أن السياق الانتخابي تعقد، وأن آراء الناخبين بالنسبة لهذا الملف تتأثر بانتماءاتهم الحزبية.
وتوقع التقرير أن تقلل القضايا الأخرى، مثل جائحة كورونا، وأسلوب قيادة المرشحين، وقضايا العرق، والمسائل الاجتماعية الأخرى، من الوزن الذي يعطيه الناخبون للاقتصاد في سباق 2020.

المسار التاريخي
والمعروف تاريخيا أن الأداء الاقتصادي للرئيس الأميركي خلال ولايته الأولى يؤثر بشكل كبير على حظوظ إعادة انتخابه، وقد وجد استطلاع سابق لمركز “بيو” في سباق عام 2016 أن الاقتصاد حينها كان القضية الرئيسية.
وكان الاقتصاد أيضا محور حملة المرشح الجمهوري، رونالد ريغان، عام 1980، الذي سأل الناخبين: “هل أنتم أفضل حالا مما كنتم عليه قبل أربع سنوات؟”، وقد ساعده هذا الطرح في هزيمة الرئيس الديمقراطي، جيمي كارتر.
وفي حملة المرشح الديمقراطي للرئاسة، بيل كلينتون، عام 1992، استخدمت عبارة “إنه الاقتصاد يا غبي!”، ما ساعده أيضا في التغلب على الرئيس الجمهوري، جورج بوش الأب.
وفي الاستطلاع الأخير لـ”بيو”، حلت بعد الاقتصاد، الرعاية الصحية إذ قال 68 في المئة من الناخبين إنها قضية مهمة جدا لهم، ثم تعيين القضاء في المحكمة العليا (64 في المئة)، وقضية تفشي فيروس كورونا (62 في المئة)، وجرائم العنف (59 في المئة)، والسياسة الخارجية (57 في المئة)، ثم قضايا الهجرة والمساواة العرقية (52 في المئة).

عوامل مهمة
وقال أقل من نصف المستطلعة آراؤهم إن تغير المناخ (42 في المئة) والإجهاض (40 في المئة) سيكونان عاملين مهمين للغاية في قرار من سيعطونه أصواتهم في انتخابات الخريف.
لكن استطلاعا آخر للرأي أجرته مؤسسة “غالوب”، في آب الماضي، وجد أن 35 في المئة يعتبرون أن فيروس كورونا هو أهم قضية في الوقت الحالي، وحلت المسائل الاقتصادية مثل البطالة أو الاقتصاد بشكل عام في المرتبة الثالثة.
ويشير تحليل وول ستريت جورنال، إلى أن ما يضيف غموضا حول مدى أهمية قضية الاقتصاد هذا العام، هو التداخل بين الاقتصاد وقضية كورونا.
وقالت: “حدث توسع قياسي في السوق تمثل في حدوث انخفاض استثنائي بمعدل البطالة وارتفاع أسعار الأسهم” لكن حدث بعد ذلك ما يمكن وصفه بأنه “أعمق وأقصر انكماش” جراء الجائحة.

أخبار “جيدة وسيئة”
هذا الأمر حمل أخبارا “جيدة وسيئة” للرئيس الأميركي، دونالد ترامب. والنبأ السار هو أن الناخبين لا يلومونه وحده على الأزمة الاقتصادية لهذا العام، ويشير استطلاع للرأي أجرته الصحيفة بالتعاون مع شبكة “أن بي سي” الأميركية، في يوليو الماضي، إلى نسبة تأييد 54 في المئة لطريقة تعامل ترامب مع الاقتصاد مقارنة بـ48 في المئة في آب 2019.
“والخبر السيئ هو أن البعض ممن يرون أن ترامب أفضل من منافسه المرشح الديموقراطي، جو بايدن، في ملف الاقتصاد، لا ينوون التصويت لإعادة انتخابه”.
وفي استطلاع أجرته الشهر الماضي، وول ستريت جورنال /”أن بي سي”، قال 48 في المئة من الناخبين إن، ترامب، هو المرشح الأنسب للتعامل مع الاقتصاد، لكن 41 في المئة فقط قالوا إنهم ينوون التصويت له.
وفي المقابل، قال 38 في المئة فقط إن، بايدن، “أفضل” من ترامب في ما يتعلق بملف الاقتصاد، إلا أن 50 في المئة سيصوتون له.
ويرى باتريك موراي، الخبير في شؤون الانتخابات في جامعة مونماوث، أن “هذه الانتخابات تطغى فيها قضايا أخرى، بما في ذلك التقارب والولاءات، على العوامل الاقتصادية التي كانت تحدث تقلبات بين الناخبين”.

ماذا عن الأسلوب؟
ويؤكد استطلاع سابق، لصحيفة وول ستريت جورنال، أيضا فكرة الانتماء الحزبي والولاءات، ففي عام 2016، أي مع نهاية ولاية الرئيس الديمقراطي، باراك أوباما، “قال 88 في المئة من الجمهوريين إن الاقتصاد كان سيئا، وفي السباق الحالي ضد الرئيس الجمهوري، قال 96 في المئة من الديمقراطيين إن الاقتصاد سيئ”.
ويؤكد تقرير الصحيفة أن أسلوب إدارة ترامب يؤثر أيضا على قرارات الناخبين، ويشير إلى حالة، جوستين ريوس (31 عاما)، العامل الذي كانت أوضاعه المالية جيدة، مع بداية فترة رئاسة ترامب، إذ حصل على زيادة في الراتب وانتقل إلى مكان جديد في شمال فيلادلفيا، لكن تم تسريحه من العمل بسبب الوباء، قبل أن يعود للعمل مجددا. هذا الشاب سيصوت لترامب “ولن يكون الاقتصاد هو السبب الرئيسي، لكن لأن ترامب يفعل ما يقول إنه سيفعله، مثل قراره نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس”.
أما ديفيد هاربر (36 عاما) سيصوت لبايدن، ليس بسبب التقلبات الاقتصادية، لكن لمعارضته أسلوب ترامب أو مواقفه من القضايا الاجتماعية.

المصدر: الحرّة

مقالات ذات صلة