تقطعت السبل بشاحنات المساعدات بالقرب من الحدود المصرية مع غزة بينما استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية اليوم الجمعة، ويتوقع سائقو الشاحنات مزيدا من التأخير في عمليات تسليم المساعدات التي ارتفعت وتيرتها خلال هدنة استمرت أسبوعا.
وقال السائق صالح عبادة الذي ينتظر دخول المعبر للتفتيش منذ ثمانية أيام إن القصف مستمر منذ السابعة صباحا، مضيفا “هناك طائرات ومدفعية ولم نتحرك”.
وقالت مصادر أمنية مصرية ومسؤول في الهلال الأحمر إن شاحنات الوقود والمساعدات توقفت عن الدخول إلى قطاع غزة من مصر. ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة استئناف القتال بأنه “كارثي” وقالوا إن استمرار إيصال المساعدات أصبح موضع شك.
ومعبر رفح هو النقطة الوحيدة التي أمكن من خلالها إدخال المساعدات إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل حصار القطاع وقصفه ردا على هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول واحتجزت خلاله رهائن.
وتهبط طائرات دولية في مطار العريش في سيناء لتوصيل شحنات المساعدات. كما تنقل الشاحنات مساعدات الإغاثة من القاهرة.
وبموجب نظام معمول به منذ 21 تشرين الأول، يتعين على شاحنات المساعدات أن تخضع للتفتيش في معبر العوجة/نيتسانا على الحدود المصرية مع إسرائيل قبل التوجه إلى رفح لتسليم حمولاتها في رحلة تزيد مسافتها على 80 كيلومترا ويصفها عمال الإغاثة ومسؤولون مصريون أنها تتسبب في اختناقات.
وسمحت هدنة جرى التوصل إليها الأسبوع الماضي بتسليم المزيد من الغذاء والأدوية والوقود والمياه، لكن الكميات أقل بكثير من المطلوب لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة، معظمهم نازحون داخليا بسبب الحرب.
وقال سائقو شاحنات مصريون إنهم يتأخرون لفترات طويلة خلال انتظارهم تفتيش البضائع التي يحملونها من جانب أفراد أمن إسرائيليين في معبر العوجة.
وقال جميل محمود إدريس وهو سائق شاحنة ينتظر بالقرب من معبر رفح ومعه شحنة من الإمدادات الغذائية “بالنسبة للدخول المشكلة كلها في معبر كرم أبو سالم (العوجة) إللي هو المعبر إللي في الجنب الآخر بتاع إسرائيل هو العواقب كلها فيه لأنهم هم إللي موقفين حركة الشغل لكن هنا المعبر مفتوح باستمرار بنخش المعبر هناك يمكن نقعد 3 أو 4 أيام لحد ما نخلص تفتيش”.
وتضغط الأمم المتحدة على إسرائيل لفتح معبر كرم أبو سالم قرب رفح الذي كان يمر عبره كميات كبيرة من البضائع قبل الحرب. لكن إسرائيل ترفض ذلك حتى الآن خشية وصول المساعدات إلى حماس.
وسمحت الهدنة بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا، أي أكثر من مثلي العدد الذي كان يدخل القطاع في المتوسط في الفترة السابقة. وكانت تدخل نحو 500 شاحنة إلى القطاع يوميا قبل الحرب، عندما كانت الاحتياجات للإمدادات العاجلة أقل مما هي عليه الآن.
وقبل الهدنة، كان سائقو الشاحنات المصريون يفرغون حمولاتهم في رفح حيث يتم تحميل البضائع على شاحنة أخرى لتوزيعها في غزة، وكانت عمليات التسليم تتوقف في بعض الأحيان بسبب نقص الوقود أو القصف.
وقال عبادة إن بعض الشاحنات كانت تنطلق من الجانب المصري مباشرة إلى داخل غزة خلال الهدنة.
وقال سائق شاحنة آخر يدعى إدريس إنه قد يظل عالقا لمدة أسبوع مع تجدد القتال.
وقال “إحنا واقفين لغاية (إلى حين نحصل على) الاستدعاء الأمني وقت ما يقول لنا خوشوا (ادخلوا) حنخش لأن فيه جوه (في العوجة) حوالي 350 عربية (شاحنة) لازم يخلصوا الأول”.