تحطّمت طائرة تكافح حرائق الغابات في اليونان اليوم مِمّا تسبّب في مقتل اثنين من الطيارين، وتعرّضت مناطق واسعة من البحر المتوسط لموجة حارّة صيفية شديدة الوطأة في الوقت الذي تبذل فيه الجزائر جهوداً كبيرة للسيطرة على حريق مستعر أزهق أرواح 34 شخصاً على الأقل.
وسقطت الطائرة، التي كانت تكافح الحرائق باستخدام المياه، على منحدر تل بالقرب من بلدة كاريستوس في جزيرة إيفيا اليونانية، شرقي أثينا. وقال سلاح الجو إنّ ملّاح الطائرة (34 عاماً) ومساعده (27 عاما) لقيا حتفهما.
وكانت اليونان الأشدّ تضرّراً على وجه الخصوص من الحرائق مع إجلاء السلطات أكثر من 20 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية من منازلهم ومنتجعاتهم في جنوب جزيرة رودس.
وعاد نحو ثلاثة آلاف مصطاف إلى ديارهم جوّاً حتى اليوم، وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة النقل، وألغت شركات السفر الرحلات المقبلة.
وتعرّضت إيطاليا لظاهرتَين مناخيّتَين معاً إذ اشتدت بها العواصف في شمال البلاد لتودي بحياة امرأة وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، كما استعرت الحرارة في المناطق الجنوبية. وفي الجنوب أيضاً، توفي رجل طريح الفراش يبلغ من العمر 98 عاماً بعد نشوب حريق في منزله.
وتسبَّب تطرف المناخ في تموز في اضطرابات في جميع أنحاء الكوكب، بعد أن أدّت درجات الحرارة القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا إلى اندلاع حرائق غابات ونقص في المياه وزيادة حالات دخول المستشفيات بسبب الحرارة.
وجاء في دراسة، أجراها فريق علماء (وورلد ويزر أتربيوشن) العالمي، الذي يدرس الدور الذي يلعبه تغيُّر المناخ في النوبات المناخية المتطرفة، أنّه لولا تغيُّر المناخ الناجم عن النشاط الإنساني، لكانت أحداث هذا الشهر “شديدة الندرة”.
والحرّ الشديد مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية يتجاوز كثيراً ما يجذب عادة السياح الذين يتدفقون على شواطئ جنوب أوروبا صيفاً.
وتسبّبت درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الأرض في اندلاع حرائق غابات في البلدان الواقعة على جانبَي البحر الأبيض المتوسط.
وتصدّى عشرات من رجال الإطفاء، مستخدمين الطائرات، لحريق هائل نشب بالقرب من مطار نيس الدولي في جنوب فرنسا.
وفي شمال أفريقيا، تسعى الجزائر جاهدة لاحتواء حريق غابات مدمر على طول ساحلها المطلّ على البحر المتوسط أودى حتى الآن بحياة 34 شخصاً على الأقل. وأدّت الحرائق التي أججتها الرياح إلى إغلاق معبرين حدوديين مع تونس المجاورة.
وفي سوريا، اندلعت حرائق غابات في المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط واستخدمت السلطات طائرات هليكوبتر عسكرية لمحاولة إخمادها.
وصف علماء الحرارة الشديدة بأنّها “قاتل صامت” يلحق خسائر فادحة بالفقراء وكبار السن والذين يعانون من ظروف صحية معينة.
وجاء في بحث نُشر هذا الشهر أنّ نحو 61 ألف شخص ربما لقوا حتفهم في موجات الحر الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، مِمّا يشير إلى قصور في جهود الاستعداد ينجم عنه سقوط ضحايا.