ألقى الصراع المسلح في السودان الذي اقترب من إتمام شهره الأول، مخاوف واسعة على وضع الحيوانات البرية الحية، وسط استغاثات للتدخل العاجل لإنقاذها وإمدادها بالماء والغذاء.
وتسببت الاشتباكات الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في تعذر الوصول إلى موقع المتحف التاريخ الطبيعي في الخرطوم.
ويضم المتحف ما لا يقل عن 100 حيوان، وضعت داخل أقفاصها قبل يوم واحد من اندلاع القتال في 15 أبريل الماضي، ومن حينها لم تحصل على طعام أو ماء.
ووفق وكالة “أسوشيتد برس”، فإن حديقة الحيوانات بمتحف التاريخ الطبيعي تعد موطنا لأنواع عديدة من الحيوانات، من بينها الأسد والببغاء الرمادي الإفريقي، وقرد الفرفت، والسحالي العملاقة المعروفة باسم مراقبي النيل، وسلحفاة الصحراء، والثعبان المقرن، وكوبرا نوبية.
وحال موقع المتحف القريب من مقر الجيش السوداني، حيث كانت المعارك دائرة هناك، من الوصول إليه وإنقاذ الحيوانات.
ويوثق المتحف الحياة البرية في السودان وكذلك دولة جنوب السودان، ويخدم العلماء والمتخصصين وعامة الزوار على حد سواء، كما يحتوي على مئات العينات الحيوانية القيمة المحفوظة، التي انقرض بعضها الآن.
وتخوف سودانيون تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية”، من تداعيات الأزمة الراهنة على الإرث التاريخي للسودان، الذي يصعب تعويضه في ظل استمرار الاشتباكات بين طرفي الصراع، دون آمال قريبة للحل.
3 أسابيع بلا رعاية
واعتبرت مديرة المتحف سارة سعيد، أن الحيوانات هناك “تموت ببطء من الجوع والعطش وقلة الرعاية”، في خضم صعوبة متابعة العاملين للحيوانات خشية على حياتهم من أن يطالهم الرصاص من أحد الجانبين.
وكشفت المسؤولة عن الموقف الراهن في عدد من النقاط:
خسارة بعض الحيوانات بسبب هذه الأزمة، من بينها ثعابين وعقارب سامة جمعت بصعوبة لخدمة مشروع توطين إنتاج الأمصال بالسودان، فضلا عن فقدان زواحف مهمة لأغراض البحث بكلية العلوم.خسارة بعض الحيوانات التي يندر وجودها في بيئتها الطبيعية حاليا، وعلى رأسها التمساح الذي جرى إحضاره “كبيضة وفقس في المتحف في تجربة علمية مهمة”.منطقة المتحف تم تصنيفها كمنطقة غير آمنة للحركة، ومن دون السماح بالزيارة من الجهات الحكومية المسؤولة لن نتحرك من أنفسنا تجنبا لأي خسارة محتملة أو إصابة لأي شخص.إدارة المتحف لا تستطيع استلام أو التعاون مع أي جهة في هذه الفترة الحرجة، أو قبول دعم مادي لصعوبة ذلك.لا توجد جهة مصرح ليها العمل نيابة عنا في المتحف أو إدارة الجامعة وكلية العلوم، ونحاول إجراء تقييم حقيقي للوضع الراهن.