يحافظ مسنّون داخل صالة رياضية في رودونغ على لياقتهم البدنية من خلال ممارسة كرة الطاولة، وبعدما كانت هذه المدينة الصينية نموذجاً لسياسة الطفل الواحد، باتت راهناً من المناطق التي تضم أعلى نسبة من كبار السنّ في الصين.
وشهدت المدينة الساحلية الواقعة شمال شنغهاي، ارتفاعاً بطيئاً في أعداد سكانها منذ ثمانينات القرن العشرين، لدرجة أنّ مَن تتخطى أعمارهم الـ60 يمثلون حالياً 39 في المئة من سكانها، مقابل نسبة 18,7 في المئة على الصعيد الوطني.
ومن المؤشرات إلى هذه التغييرات الديموغرافية الكبيرة، أنّ مدرسة سابقة مهجورة استحالت مكاناً لنمو الأعشاب الضارة في حين توفر جامعة محلية دروساً معينة لكبار السن، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وبحسب الأمم المتحدة، باتت الهند الدولة الأكثر تعداداً بالسكان في العالم، متقدمةً على الصين التي انخفض عدد سكانها خلال العام الفائت للمرة الأولى منذ ستة عقود.
ورودونغ بمثابة مختبر للتحديات الديموغرافية التي تواجهها الصين، فالمشكلة في هذا الخصوص دقيقة لأنّ شيخوخة السكان مقرونة بنزوح الفئة الشابة إلى المدن.
ويظهر تعداد للعام 2021 أنّ إجمالي عدد السكان في رودونغ يبلغ نحو 880 ألفاً، وهو رقم أقل بحوالى 116 ألفاً من العدد السابق.
وكانت الصين أطلقت سياستها لتحديد النسل في أواخر سبعينات القرن الفائت لتجنّب انفجار سكاني فيها. إلا أنّ عدداً من القرارات المرنة أتاحت للأزواج منذ العام 2016 إنجاب ثلاثة أطفال. لكنّ إيجابيات هذه القرارات ليست محسوسة بعد.
وجاء معدل الخصوبة في الصين منخفضاً جداً العام الفائت، إذ بلغ 1,2 طفلاً لكل امرأة.
وتلقي شيخوخة السكان بثقلها على الشباب الصينيين، لأنّ العائلات غالباً ما تضم ابناً واحداً، ويتعيّن عليه تالياً رعاية أفراد الأسرة المسنين بمفرده، من دون مساعدة شقيق أو أخت.