رسائل مسربة تفضح وزيرا سابقا… ماذا فعل؟
كشفت رسائل “واتساب” مسربة في بريطانيا، طريقة تعامل وزارة الصحة في البلاد، مع وباء كورونا، وكيف كان الوزير المسؤول على القطاع، مات هانكوك، يسعى بشكل مقصود إلى إخافة الناس وبث الفزع بينهم، حتى يمتثلوا لإجراءات الوقاية من “كوفيد 19”.
وسربت صحيفة “ديلي تيليغراف” البريطانية، أكثر من 100 ألف رسالة جرى تبادلها عبر منصة “واتساب”، وبعضها لهانكوك.
وتسلط الرسائل المسربة الضوء على طريقة تباحث كبار المسؤولين في بريطانيا بشأن الفيروس الذي ظهر في الصين أواخر 2019 ثم تحول إلى وباء عالمي أحدث أزمة غير مسبوقة على مختلف الصعد.
وبحسب صحيفة “الغارديان”، فإن الرسائل التي جرى تسريبها، وسط ضجة كبرى، تميط اللثام عن 5 أمور بارزة في فترة الجائحة.
بعث سيمون كيس، وهو الرئيس الحالي لهيئة الخدمة المدنية في بريطانيا، رسالة إلى وزير الصحة، وقتئذ، يقول فيها إن التوعية الصحية تحتاج لأن يتحدث شخص يتمتع بالثقة إلى الناس، بعيدا عن الشخصيات الوطنية التي لا تحظى بالثقة مثل رئيس الوزراء الذي كان يتولى المنصب بـ”داونينغ ستريت” في تلك الفترة، بحسب تعبيره.
وجرت تلك المحادثة بين وزير الصحة وسيمون كيس، في 30 تشرين الاول 2020، وانصب الحديث في تلك الفترة عن زيادة قدرات إجراء الفحوص في البلاد من أجل تطويق انتشار مرض “كوفيد 19”.
قال هانكوك لمعاونيه إنه أراد أن يبث الرعب في نفوس الجميع حتى يضمن الامتثال لقيود الوقاية من كورونا؛ مثل التباعد ونحو ذلك.
وبعد ذلك، تطرق الوزير وآخرون إلى كيفية الاستفادة من الإعلان عن متحورات الفيروس مثل “ألفا” و”كنت” لأجل إخافة الناس إلى أقصى حد.
في 13 كانون الاول 2020، قال ديمون بول، وهو أحد المستشارين الإعلاميين لهانكوك، إن النواب المحافظين أبدوا غضبا حيال تشديد قيود كورونا، مقترحا تسخير السلالة الجديدة من العدوى لأجل إخافة الناس.
وأجاب وزير الصحة وقتئذ أنه يؤمن بالفعل أن إخافة الناس هي التي تستطيع إحداث فرق على مستوى تصرف الناس والتزامهم بالإجراءات الوقائية.
وحين جرى إخبار وزير الصحة البريطاني، وقتئذ، بأنه صورا فاضحة قد انتشرت له إلى جانب مساعدته في المكتب، بدا أنه قد فوجئ متسائلا بشأن كيفية التقاطه بالعدسة وهو داخل المكتب.
ولم يستطع وزير الصحة السابق إنكار ما وقع، مؤكدا أن “الأمر الفاضح” لم يحصل مرة واحدة فقط.
أظهرت الرسائل خلافا بين هانكوك من جهة، وريشي سوناك من جهة أخرى، وقد كان مستشارا في تلك الفترة، في ذورة فترة كورونا.
ولم يكن هانكوك، حينها، راضيا عن خطة من سوناك لأجل دعم المطاعم التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها خلال فترة كورونا.
وبدا أن هانكوك كان خائفا من أن تؤدي خطة دعم المطاعم إلى زيادة انتشار العدوى، لا سيما أن البلاد كانت من بين الأكثر تأثرا بالمرض.
كشفت الرسائل أن هانكوك طلب الاستغناء عن جيرمي فاراي، الذي كان يشغل عضوية لجنة الحكماء العلمية التابعة للحكومة، وكانت مهمتها ممثلة في تقديم المشورة.
ولم يخف هانكوك انزعاجه من العالم البريطاني، واصفا إياه بالثرثار الذي يتحدث كثيرا، قائلا إنه لا يحظى بمكانة كبرى وسط العلماء المرموقين.
ويرتقب أن يتولى فاراي، الذي تحدث عنه هانكوك، بشكل سيء، مهمة كبير العلماء بمنظمة الصحة العالمية خلال العام الجاري. (سكاي نيوز)