أحداثٍ شغلت العالم في الـ2022.. ما هي؟
وصف البنك الدولي العام 2022، بسنة عدم اليقين، وقالت صحيفة “ذا إيكونوميست” إن هذا العام وضع العالم على المحك. فمن غزو أوكرانيا إلى مونديال قطر، مرورا باحتجاجات إيران، اشتعل العالم في 2022 بأحداث مفصلية.
وتؤكد خسائر التعليم والتضخم العالمي وتعطل سلاسل الإمداد، وغيرها من التحديات العالمية، أن الدول لا تزال تعاني من تداعيات وآثار كورونا، وفق ما أورد البنك الدولي، في تقرير لشهر ديسمبر.
وفي الآتي، أبرز الأحداث التي طبعت العام الحالي، والتي سيذكرها التاريخ كونها مفصلية.
مونديال قطر
استقبلت دولة عربية، لأول مرة، مباريات كأس العالم لكرة القدم، وأنفقت قطر ما يقرب من 300 مليار دولار منذ أن منحت شرف استضافة مونديال 2022، وفقا لوكالة بلومبرغ.
وأقيمت المباريات بقطر في الفترة من 20 تشرين الثاني إلى 18 كانون الأول 2022، وشهدت البطولة مباريات تاريخية، تمثلت بفوز المنتخب السعودي، في الدور الأول، على الأرجنتين التي فازت بكأس العالم.
ومن مفارقات هذا المونديال الاستثنائي وصول المنتخب المغربي الذي لعب في وجه الكبار ومنهم إسبانيا والبرتغال، إلى الدور نصف النهائي من كأس العالم، ليكون أول بلد عربي وأفريقي يتأهل إلى هذا المستوى، ويحل في المرتبة الرابعة.
ذكرت وكالة ناسا في 17 تشرين الثاني، أن تلسكوب جيمس ويب الفضائي رصد صوراً تاريخية هذا العام، ستؤثر بشكل كبير على الأبحاث العلمية.
ومن موقعه على بعد مليون ميل من الأرض، رصد التلسكوب اثنتين من أبعد المجرات على الإطلاق، وقد تبين أنها أكثر إشراقاً مما يتوقعه أي شخص.
وذكرت وكالة ناسا في تقريرها أنه تبين لها بعد 4 أيام فقط من التحليل أنه “يعود تاريخ إحدى المجرتين إلى نحو 350 مليون سنة بعد الانفجار العظيم”، ما يجعلها أبعد مجرة اكتشفت على الإطلاق.
وتشير التقديرات إلى أن تكوين المجرة الثانية المكتشفة حديثا جاء بعد نحو 400 مليون سنة من ولادة الكون، وفق ناسا.
وفي 21 أيلول، ذكر حساب ناس على تويتر أن التلسكوب الفضائي العملاق “جيمس ويب” التقط أوضح صورة لحلقات كوكب نبتون، ثامن كواكب مجموعتنا الشمسية وأبعدها على الإطلاق.
وقال موقع إنغاديت التقني إن الصورة تقدم “أفضل رؤية لحلقات الكوكب منذ أكثر من 30 عاما… وهي ليست واضحة فحسب، ولكنها تقدم أول نظرة على الإطلاق على الحلقات الغبارية في طيف الأشعة تحت الحمراء”.
وفي أيلول هذا العام، كشف التلسكوب الفضائي جيمس ويب عن صور مذهلة لسديم الرتيلاء، المعروف أيضا باسم سديم العنكوبت، وهي منطقة من الكون تولد فيها النجوم بوتيرة محمومة، وتساهم هذه الصور في تعزيز المعرفة العلمية بتكوين النجوم.
وفاة إليزابيث الثانية
في 19 أيلول 2022، أنزل نعش الملكة إليزابيث الثانية إلى القبو الملكي في كنيسة القديس جورج بقلعة وندسور، التي تضم أيضا نعش زوجها الراحل، الأمير فيليب.
وكانت تلك اللحظة الأخيرة التي أمكن فيها للجمهور رؤية نعش الملكة الراحلة، التي تولت العرش لأطول فترة في تاريخ المملكة المتحدة، عن عمر يناهز 96 عاما.
وحصلت مراسم الجنازة المهيبة للملكة إليزابيث الثانية، فيما احتشد قادة وملوك من جميع أنحاء العالم في لندن لتوديعها. وإثر ذلك، استلم ابنها، الملك تشارلز الثالث العرش
وحكمت إليزابيث الثانية، منذ أكثر من 70 عاما، وتعد الأطول بقاء في حكم بريطانيا والأكبر عمرا بين ملوك العالم.
وعانت الملكة مما وصفها قصر باكنغهام بـ”مشكلات عرضية في الحركة” منذ نهاية العام الماضي، حيث اضطرت إلى تقليص ارتباطاتها العامة منذ ذلك الحين. وفي أيار هذا العام، ألقى الملك تشارلز (أمير في حينها) بدلا عنها، للمرة الأولى، خطاب العرش أمام البرلمان وهو من أبرز مهامها الدستورية.
احتجاجات تاريخية في إيران
أثار موت الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 16 أيلول أكبر موجة من التظاهرات في إيران منذ احتجاجات 2019 على ارتفاع أسعار الغاز في الدولة الغنية بالنفط.
واعتقلت شرطة الأخلاق أميني في 13 أيلول في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصاً ارتداء الحجاب.
وبعد أشهر من الاحتجاجات، أعلنت النيابة العامة في إيران، في 4 كانون الأول، حل “شرطة الأخلاق”.
وتبنى المتظاهرون الشعار الكردي “امرأة، حياة، حرية” كصرخة حاشدة، وخرجوا إلى الشوارع للمطالبة بالحرية السياسية في مواجهة انقطاع الإنترنت والاعتقالات الجماعية وهجمات الذخيرة الحية من قبل الأجهزة الأمنية.
ولعبت النساء الإيرانيات دورا بارزا في الاحتجاجات الجارية في أنحاء البلاد، في مؤشر اعتبره مراقبون بمثابة “نقطة تحول” في الداخل الإيراني.
تركزت الاحتجاجات في البداية في المناطق الشمالية الغربية التي يسكنها الأكراد في إيران، لكنها امتدت أيضا إلى العاصمة وما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء الجمهورية الإسلامية.
وأشعلت النساء النار بحجابهن وهن يرقصن فيما أقدم متظاهرون شبان على حرق صور رجال الدين، لتكسر المحرمات وتضع النظام الإسلامي القائم في طهران أمام تحد غير مسبوق، بحسب تقرير سابق لموقع الحرة.
أوكرانيا
شن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حربه على أوكرانيا في 24 شباط 2022، وأثر هذا الغزو على الاقتصاد العالمي، فزاد التضخم وهدد الأمن الغذائي بعد أيام قليلة من بدء الاجتياح.
وبعد نحو 300 يوم من القتال في أوكرانيا، ليس لدى جيش بوتين، الكثير ليظهره، بعد أن فشلت جميع الأهداف وتمكنت القوات الأوكرانية من تحرير أغلب الأراضي بما في ذلك العاصمة الإقليمية الوحيدة التي تمكنت القوات الروسية من الاستيلاء عليها، وفقا لموقع “بيزنس إنسايدر”، ونقل الموقع عن محللين عسكريين أن روسيا أخفقت تماما.
واختارت مجلة “ذا إيكونوميست” البريطانية أوكرانيا دولة العام، “فقد ازدادت حياة الأوكرانيين سوءا منذ غزو الرئيس الرئيس غير المبرر لبلدهم في فبراير (..) دُمرت المدن وفر الملايين من منازلهم، تقلص الاقتصاد الأوكراني بنحو الثلث”، بحسب المجلة.
عام انهيار العملات الرقمية
شهدت سوق العملات الرقمية عاما قاسيا، وفي أحدث ضربة لقطاع التشفير، أعلنت كور ساينتفيك، إحدى أكبر شركات تعدين العملات المشفرة المتداولة في الولايات المتحدة، والتي تعدّن البيتكوين بشكل أساسي، في 21 كانون الأول، الإفلاس، حسب ما جاء في تقرير لـ”سي أن بي سي”.
وبدوره، أدى انهيار شركة FTX، منصة تداول العملات المشفرة المفلسة، والتي كانت قيمتها في السابق 32 مليار دولار، إلى تحطيم ثقة المستثمرين.
وفي الآتي مدى تغير قيمة سبع عملات مشفرة شائعة خلال العام 2022 اعتبارا من 22 كانون الأول، وفقا لحسابات “سي أن بي سي”.
– تيرا: -100 في المئة
– سولانا: -93 في المئة
– أي أم بي: -93 في المئة
– كاردانو: -80 في المئة
– إيثر: -67 في المئة
– بتكوين: -63 في المئة
– دوغ كوين: -55 في المئة
ومن المرجح أن تنخفض الأسعار أكثر، حسب سي أن بي سي.
وشهدت سوق الرموز غير القابلة للاستبدال (أن أف تي) ضربة كبيرة خلال العام 2022، فمن سوق كان حجمها 9,7 مليارات دولار، باتت خلال الفصل الأخير من هذا العام عند 1,3 مليار دولار، بفارق سلبي تجاوز الـ8 مليارات دولار.
(الحُرّة)