الشتاء يرفع مخاطر أزمة الطاقة.. هل من خطط أوروبية لمواجهة “أسوأ سيناريو”؟
كتب موقع “الحرة”: تستعد أوروبا لمواجهة أزمة نقص الطاقة خلال فصل الشتاء القادم، وسط توقعات بنجاح الدول الأوروبية في تجاوز تلك الأزمة، وتحذيرات من “أخطاء ومخاطر” قد تتسبب في السيناريو الأسوأ بالقارة العجوز.
أوروبا مستعدة
في الدول الأوروبية أصبحت “مرافق تخزين الغاز للتدفئة وتوليد الطاقة شبه ممتلئة، وسط تدفقات لناقلات الغاز الطبيعي المسال، وتوجيهات بترشيد الاستهلاك”.
وأصبحت أوروبا في وضع أقوى مما كانت عليه في الأشهر الأخيرة ، بعد أن خفضت موسكو شحنات الغاز ردا على العقوبات الغربية بسبب الغزو أوكرانيا، وفقا لتقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وقامت أوروبا بملء مواقع التخزين بأكثر من 90 بالمئة من السعة، من خلال شراء الغاز من النرويج والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وحاليا يمثل الغاز الروسي 6 في المئة فقط، من إمدادات الغاز للقارة الأوروبية، وذلك بانخفاض بنسبة 30 في المئة تقريبا عما كان قبل الحرب، وفقا لـ S&P Global Commodity Insights.
ومنذ أن شنت موسكو غزوها الشامل لأوكرانيا، قلصت روسيا إمدادات الغاز لأوروبا فيما وصفه المسؤولون الأوروبيون بأنه هجوم اقتصادي يهدف إلى إضعاف دعمهم المالي والعسكري لكييف.
وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا، بسبب خفض روسيا التدفقات إلى القارة العجوز، مما دفع معظم دول الاتحاد الأوروبي إلى المطالبة بوضح حد أقصى لأسعار الغاز على الرغم من اختلافهم بشأن كيفية ذلك، وفقا لـ”رويترز”.
ويقول أستاذ الطاقة العالمية في كلية وارويك للأعمال، مايكل برادشو، “ربما تكون أوروبا مستعدة بشكل جيد قدر الإمكان”، مضيفا “نحن نواجه الحقيقة الصعبة المتمثلة في وجود قيود مادية على القدرة على استبدال الغاز الروسي على المدى القصير، وهذا يعني أن مضاعفة خفض الطلب أمر حيوي”، وفقا لحديثه لـ”وول ستريت جورنال”.
ويقول المسؤولون إن “الأوروبيين يخفضون استخدامهم للطاقة، وهي خطوة ضرورية لمنع النقص في وقت لاحق من الشتاء”.
وتحولت الشركات العاملة في صناعات مثل “الزجاج وصناعة الورق” إلى استخدام “الفحم والنفط”، لتجنب استخدام الطاقة عندما يكون الطلب في ذروته، وتم إغلاق بعض المصانع أيضا، حسب “وول ستريت جورنال”.
وتشير الصحيفة إلى أن أوروبا مستعدة قدر الإمكان لفصل الشتاء بدون الغاز الطبيعي الروسي ، لكن لا يوجد هامش للخطأ.
مخاطر متوقعة
يؤكد المسؤولون والمحللون إن “استعداد المستهلكين لتقليص استخدام الغاز سيكون عاملا أساسيا لتجاوز فصل الشتاء”، حسب “وول ستريت جورنال”.
وقد تؤدي “موجة البرد الطويلة أو تعطل خط الأنابيب إلى زعزعة الاستعدادات في المنطقة”، مما يهدد بتقنين الحصص في حالات الطوارئ، وانقطاع التيار الكهربائي، وتعميق الركود الاقتصادي.
وقد تؤدي درجات الحرارة المنخفضة أيضا إلى حدوث منافسة بين أميركا الشمالية وأوروبا على إمدادات الغاز الطبيعي المسال.
وفي الوقت نفسه، ستؤدي الظروف المناخية إلى إبطاء توربينات الرياح، في حين أن الشتاء الغائم بشكل خاص من شأنه أن يقلل من توليد الطاقة الشمسية، حسب الصحيفة.
وتشير “وول ستريت جورنال” إلى خطر متوقع آخر، يتمثل في نقص تدفقات الغاز بسبب الأعطال الفنية أو الهجمات ذات الدوافع السياسية.
وسلط التخريب المشتبه به لخطوط أنابيب الغاز “نورد ستريم” تحت بحر البلطيق والطائرات دون طيار التي تم رصدها بالقرب من منصات الغاز النرويجية الضوء على ضعف البنية التحتية للطاقة، حسب الصحيفة.
ويقول مسؤولون ومحللون إن “موسكو قد تقطع الغاز المتبقي الذي يصل لأوروبا”، ولا تزال بعض دول وسط وشرق أوروبا وعلى رأسها “مولدوفا”، تشتري الغاز الروسي، ولذلك فهي “الأكثر عرضة للخطر”.
وتشمل المخاطر الأخرى احتمال حدوث انقطاع طويل الأمد في المحطات النووية الفرنسية، مما سيزيد من الحاجة إلى الغاز في توليد الطاقة، حسب “وول ستريت جورنال”.
وبسبب مشكلات الصيانة، تعثر عمل بعض تلك المحطات مما أدى إلى إبقاء العديد منها خارج الخدمة في الأسابيع الأخيرة.
خطط أوروبية
تخطط بروكسل لاقتراح “آلية طارئة” للحد من سعر الغاز عندما يصل إلى مستويات قصوى، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للسيطرة على أزمة الطاقة في الكتلة، وفقا لتقرير لصحيفة “فاينينشال تايمز”.
ووفقا لمسودة اقتراح المفوضية الأوروبية، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على تحديد “السعر الديناميكي” الأقصى الذي يمكن أن تتم فيه معاملات الغاز.
ويهدف ذلك لتمكين الاتحاد الأوروبي من التدخل في حالات ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي مع عدم الإضرار بأمن الإمدادات أو تشجيع الاستهلاك، ويجب أن “يستمر أي سقف طارئ لمدة ثلاثة أشهر فقط”، حسب “فاينينشال تايمز”.
ويعد الحفاظ على انخفاض استهلاك الغاز جزءا أساسيا من خطة أوروبا لمواجهة “فصل الشتاء”، ويستهدف الاتحاد الأوروبي خفض الطلب على الغاز بنسبة 15في المئة، حسب “وول ستريت جورنال”.
وفي سبتمبر ، كان استهلاك الغاز أقل بنسبة 11 في المئة، من متوسط الخمس سنوات الماضية، وفقا لشركة بيانات السلع ICIS.
وتشير “وول ستريت جورنال”، إلى تحد جديد أمام دول أوروبا يتعلق بـ”استجابة المستهلكين لمطالب خفض استخدام الطاقة”.
ويقول المحلل في وكالة الطاقة الدولية، جيرجيلي مولنار، إن “التغييرات السلوكية من المرجح أن تستغرق بعض الوقت”، وفقا لحديثه لـ”وول ستريت جورنال”.
وبسبب مشكلات الصيانة، تعثر عمل بعض تلك المحطات مما أدى إلى إبقاء العديد منها خارج الخدمة في الأسابيع الأخيرة.
خطط أوروبية
تخطط بروكسل لاقتراح “آلية طارئة” للحد من سعر الغاز عندما يصل إلى مستويات قصوى، حيث يسعى الاتحاد الأوروبي للسيطرة على أزمة الطاقة في الكتلة، وفقا لتقرير لصحيفة “فاينينشال تايمز”.
ووفقا لمسودة اقتراح المفوضية الأوروبية، يجب أن يكون الاتحاد الأوروبي قادرا على تحديد “السعر الديناميكي” الأقصى الذي يمكن أن تتم فيه معاملات الغاز.
وهدف ذلك لتمكين الاتحاد الأوروبي من التدخل في حالات ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي مع عدم الإضرار بأمن الإمدادات أو تشجيع الاستهلاك، ويجب أن “يستمر أي سقف طارئ لمدة ثلاثة أشهر فقط”، حسب “فاينينشال تايمز”.
ويعد الحفاظ على انخفاض استهلاك الغاز جزءا أساسيا من خطة أوروبا لمواجهة “فصل الشتاء”، ويستهدف الاتحاد الأوروبي خفض الطلب على الغاز بنسبة 15في المئة، حسب “وول ستريت جورنال”.
وفي سبتمبر ، كان استهلاك الغاز أقل بنسبة 11 في المئة، من متوسط الخمس سنوات الماضية، وفقا لشركة بيانات السلع ICIS.
وتشير “وول ستريت جورنال”، إلى تحد جديد أمام دول أوروبا يتعلق بـ”استجابة المستهلكين لمطالب خفض استخدام الطاقة”.
ويقول المحلل في وكالة الطاقة الدولية، جيرجيلي مولنار، إن “التغييرات السلوكية من المرجح أن تستغرق بعض الوقت”، وفقا لحديثه لـ”وول ستريت جورنال”.
وأدخلت بعض البلدان تدابير إلزامية لتوفير الطاقة، وفرضت فرنسا وألمانيا قيودا على “استخدام الأضواء في المتاجر والمباني العامة ليلا”.
وفي إيطاليا وفرنسا وإسبانيا، تم تحديد درجة حرارة معظم المباني السكنية والمكتبية الآن عند 19 درجة مئوية.
في إيطاليا، سيتم تشغيل التدفئة المركزية في المباني العامة والخاصة، لكنها ستعمل لمدة “ساعة أقل يوميا”.
يقول المسؤولون في بعض البلدان إن العرض ليس هو المشكلة الرئيسية، لكن الأمر يتعلق بـ”ارتفاع الأسعار”.
وإذا انخفضت الإمدادات، فقد أعدت الحكومات خططا لإدارة انقطاع التيار الكهربائي وتقنين الطاقة لحماية الفئات الأكثر ضعفا، حسب “وول ستريت جورنال”.
في ألمانيا ، ستعلن الحكومة حالة الطوارئ، وسيتم “تسليم مسؤولية توزيع الغاز وتخصيصه إلى هيئة تنظيم الطاقة الوطنية”، وقد يجبر الاتحاد الأوروبي الدول الأعضاء على خفض الاستهلاك إذا ساءت الظروف، حسب الصحيفة.
ويشير مشغل شبكة الكهرباء في بريطانيا إلى احتمالية الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في حال عدم وجود “القدر الكافي من الغاز في البلاد، وانقطاع واردات الكهرباء من القارة”.
انقسام أوروبي
تشير “وول ستريت جورنال” إلى انقسام سياسي بين دول الاتحاد الأوروبي ، حول سبل “الاستجابة لأزمة نقص الطاقة”.
ووصلت دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة إلى طريق مسدود منذ أسابيع بشأن ما إذا كان سيتم وضع حد أقصى لأسعار الغاز وكيفية ذلك كجزء من الجهود المبذولة للسيطرة على أسعار الطاقة المرتفعة، وفقا لـ”رويترز”.
وتعد إيطاليا واحدة من عدة دول تدفع من أجل وضع حد أقصى لأسعار الغاز ، مما يجعلها تتعارض مع ألمانيا وغيرها من الأعضاء الأثرياء الذين يقولون إن “سقف السعر يمكن أن يحول الغاز إلى مكان آخر”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وتعد ألمانيا، أكبر سوق للغاز في أوروبا، وتقول الأوروبية الغنية إن “وضح حد أقصى للأسعار قد يؤدي إلى ارتفاع الطلب على الغاز أو ترك دول تواجه صعوبات في جذب الإمدادات من الأسواق العالمية”، حسب “رويترز”.
ومن المقرر أن تقترح المفوضية الأوروبية اجراءات لمعالجة الأزمة، الثلاثاء، قبل اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي.
وتستعد دول الاتحاد الأوروبي، لقمة في بروكسل يومي ،الخميس والجمعة، بهدف “إيجاد حلول مشتركة لكبح أزمة الطاقة”.
تحديات 2023
أكد المحللون أن “إعادة ملء احتياطيات الغاز في أوروبا في عام 2023 بقليل من الغاز الروسي أو بدونه سيكون أمرا صعبا للغاية”، وفقا لـ”وول ستريت جورنال”.
وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هذا الشهر: “علينا الاستعداد لفصل الشتاء المقبل، والذي سيكون أكثر صعوبة”.
وتسعي أوروبا إلى “اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان تعاون الدول الأعضاء بشكل أكثر فعالية في شراء الغاز، مع التركيز بشكل خاص على إعادة تعبئة مرافق التخزين العام المقبل، حسب “فاينينشال تايمز”.