عرب وعالم

“الرجل الثاني”… من الزعيم القادم لتنظيم “القاعدة”؟

بعد مقتل زعيم تنظيم “القاعدة”، أيمن الظواهري، في غارة أميركية، فجر الثلاثاء، طرحت بعض الأسماء التي يتوقع على نطاق واسع أن تتولى قيادة التنظيم، وأسماء أخرى يمكن أن تشكل “سابقة”.

ومن أبرز الأسماء التي طرحت حتى قبل مقتل الظواهري، “سيف العدل” واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين زيدان، وهو “الرجل الثاني” في التنظيم، وورد اسمه في “برنامج مكافآت من أجل العدالة” الأميركي.

ويقول “المركز الدولي لمكافحة الارهاب”، إن هناك جدلا حول من سيخلف الظواهري، وكانت هناك تكهنات منذ فترة طويلة بشأن تولي “سيف العدل” زمام الأمور.

و”سيف العدل” الذي كان ضابطاً برتبة مقدم في القوات الخاصة المصرية، هو عضو بارز في مجلس الشورى، أعلى مجلس قيادة في “القاعدة”، ويرأس اللجنة العسكرية، وفق وزارة الخارجية الأميركية.

ورصدت بريطانيا والولايات المتحدة من قبل مكافآت مالية بقيمة 7.5 مليون جنيه إسترليني، و10 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات عنه عقب مشاركته في تفجيرات السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، عام 1998، التي خلفت 224 قتيلا.

ويعتقد بحسب تقارير الأمم المتحدة أنه متواجد في إيران حاليا، بينما قال مسؤول سابق في الحكومة الأفغانية على دراية كبيرة بشؤون مكافحة الإرهاب إنه علم بمغادرته إيران بالفعل إلى أفغانستان، وفق “سي أن أن”.

ويقول: “مركز مكافحة الإرهاب”، في تقرير نشر قبل مقتل الظواهري، إنه بالنظر إلى خبرته الواسعة كقائد عسكري ودوره في التخطيط العملياتي، فقد يكون بمثابة وسيط للمجموعة وقائد يغير الطريقة التي تعمل بها.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أنه “إذا حاول الانتقال بشكل علني إلى أفغانستان، فقد يواجه مقاومة من حكومة طالبان، نظرا للضغوط الدولية التي قد تسببها هذه الخطوة”.

وتقول مؤسسة “المجلس الأطلسي” في واشنطن إنه كان منذ فترة طويلة ضيفا على النظام الإيراني، لتشاركهما “عدوا مشتركا” في السنوات الأخيرة.

وأشار مسؤول غربي سابق في مكافحة الإرهاب في تصريح لموقع “صوت أميركا” إلى مخاوف العديد من وكالات الاستخبارات في جميع أنحاء العالم بشأن هذا الرجل.

ويتكهن آخرون بأن عبد الرحمن المغربي، صهر الظواهري، والرجل الثالث في التنظيم، ورئيس الشؤون الإعلامية، قد يتولى زمام الأمور، وفق “مركز مكافحة الإرهاب”، ويعتقد أيضا أنه متواجد أيضا في إيران.

وقدم برنامج “المكافآت من أجل العدالة” مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار للحصول على معلومات بشأنه.

وتشير الوثائق التي تم العثور عليها خلال العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل زعيم “القاعدة” الأسبق، أسامة بن لادن، إلى أن المغربي صعد بقوة في التنظيم لسنوات عديدة في أفغانستان وباكستان. وبعد سنوات من الضغط الدولي، انتقل إلى إيران، حيث واصل الإشراف على أنشطة التنظيم في جميع أنحاء العالم.

ويقول “صوت أميركا” إنه موجود في إيران، إلى جانب العديد من قادة التنظيم في القيادة المتوسطة.

والمغربي صهر الظواهري، مما يعني وجود علاقة عائلية شبيهة بالعلاقة التي جعلت حمزة بن لادن، نجل أسامة بن لادن، الوريث الأكثر احتمالا لقيادة القاعدة قبل وفاته.

وهذه الروابط العائلية، بالإضافة إلى خبرته في إدارة الإعلام العالمي للقاعدة، قد تمنحه “حسن النية” لتولي القيادة بعد الظواهري.

وربما يتم اختيار اختيار قادة آخرين معروفين مثل أبو إخلاص المصري، وهو قائد عمليات مصري أمضى سنوات في أفغانستان، وأقام علاقات وثيقة بالقبائل المحلية، خاصة في كونار.

والأفغاني أمين محمد الحق خان، المنسق الأمني السابق لأسامة بن لادن، وقد خضع لعقوبات الأمم المتحدة بسبب ارتباطه بتنظيم القاعدة وأسامة بن لادن و حركة طالبان.

وهناك ترجيحات أيضا بتولي زعماء موالين للتنظيم في أفريقيا مما سيشكل “سابقة”. ومن الأسماء المرشحة، أبو عبيدة يوسف العنابي (المعروف باسم يزيد مبراك)، وهو زعيم “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وأحمد ديري، المعروف أيضا باسم أحمد عمر، وأبو عبيد، وهو زعيم “حركة الشباب”.

وكان “برنامج المكافآت من أجل العدالة” التابع لوزارة الخارجية الأميركية، قد عرض مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى موقع وجود العنابي، و6 ملايين لزعيم “الشباب”.

وكان العنابي، وهو مواطن جزائري، بايع الظواهري نيابة عن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”. وعين في السابق زعيما لمجلس الأعيان في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” وخدم في مجلس الشورى في التنظيم، وشغل منصب المسؤول الإعلامي الأول له.

وفي 9 أيلول 2015، صنفت وزارة الخارجية الأميركية العنابي بأنه “إرهابي عالمي”.

وقببل شغله زعامة “حركة الشباب”، شغل أحمد ديري مناصب عدة داخلها، منها منصب نائب زعيم الحركة السابق، أحمد عبدي غودان، الذي اتبع نهجه في الهجمات الإرهابية التي تشنها الحركة في الصومال “كأحد عناصر الطموحات العالمية الكبرى لتنظيم القاعدة”، وفق وزارة الخارجية الأميركية.

وقال رون زيلين، زميل معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لـ”صوت أميركا”: “سيكون غير مسبوق أن تنتقل القيادة العليا من الملاذ التاريخي لمنطقة أفغانستان وباكستان إلى أجزاء مختلفة من أفريقيا”.

ورغم تركيز هذه الجماعات “بشكل أساسي على حركات التمرد المحلية أو الصراعات الإقليمية أكثر من أي شيء يتعلق بالغرب”، فإن الفروع الأفريقية للتنظيم “تتزايد قوة ونفوذا”.

وخلال العامين الماضيين، حذرت وكالات الاستخبارات في الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” أصبحت “مركزا لوجستيا للفروع التابعة لـ”القاعدة” في مالي، بينما وجدت أيضا طرقا لتزويد الجماعات المسلحة الأخرى وربما التأثير عليها”.

وكان صعود “حركة الشباب” أكثر وضوحا، إذ تم التحذير من أنها تحولت من منظمة تابعة إلى جهة فاعلة، ما وفر لقيادة “القاعدة” الدعم المالي.

لكن ديفيد غارتنشتاين روس، محلل مكافحة الإرهاب، استبعد في تصريحاته لـ”صوت أميركا” أن يكون الفرع الأفريقي موطنا لقيادة “القاعدة”. وقال: “إن نظام التوجيه الخاص بالتنظيم ليس نظام قيادة وتحكم تقليدي… نموذجها يميل إلى أن يكون مركزي الاستراتيجية مع لامركزية العمل”.

مقالات ذات صلة