عرب وعالم

أيّام “الحد الأدنى النووي” لـ بكين ولّت… و”جيرانها” يتأهّبون

قال تحليل نشر على مجلة “ناشونال إنترست” إن السرد الذي استمر لعقود حول عدم رغبة الصين في توسيع “ردعها” النووي لم يعد حقيقة في عالم اليوم، وإن أيام “الحد الأدنى النووي” لبكين قد ولت، مع خطر زيادة الانتشار النووي بين جيرانها.

ويُشير التقرير إلى أنه “إذا لم يتم تقليص التهديدات النووية المتزايدة في آسيا، فقد يضطر حلفاء الولايات المتحدة، وعلى الأخص اليابان وكوريا الجنوبية، إلى امتلاك أسلحة نووية للدفاع عن أنفسهم” بسبب الصين.

ويشير إلى أن الرأي السائد قبل عقود كان يقول إن الصين تعارض بشدة الإنتشار النووي، وإنها ترغب في بناء ترسانة من بضع مئات من الرؤوس الحربية فقط، وإنها ملتزمة بعدم استخدام الأسلحة النووية أولا، وستبقي دائما أسلحتها خارج حالة التأهب.

واستمر هذا السرد لعقود عديدة، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان الآن بترسانات نووية بعيدة المدى تصل إلى 2000 رأس حربي، فقد خفضت الدولتان بمرور الوقت صواريخهما متوسطة المدى النووية والأسلحة النووية الاستراتيجية والتي تخضع لاتفاقيات الحد من التسلح من دون ضمان أن تحذو الصين حذوهما.

ويشير المقال إلى كتاب The Nuclear Express الذي أصدره في عام 2009 توم ريد، نائب مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي رونالد ريغان، الذي وجه تحذيرا قائلا إنه رغم انتهاء الحرب الباردة والتخفيضات الكبيرة في الأسلحة النووية الروسية والأميركية، فإن القوة النووية “الأخرى” وهي الصين، صورت نفسها على أنها الاعب الدولي السلمي، إلا أنها كانت واحدة من الأطراف الرئيسية في نشر لتكنولوجيا الأسلحة النووية، حيث ساهمت في بناء السلاح الذري الباكستاني وبناء برامج أسلحة نووية لكوريا الشمالية وليبيا وإيران والعراق.

والآن مع الاعتراف بأن الصين تبني حوالي 360 منشأة إطلاق صواريخ جديدة قادرة على نشر أكثر من 3000 رأس حربي، يجب إعادة فحص سجل بكين في مسألة عدم الانتشار، وفق التقرير.

ويلفت إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي السابق، مايكل بومبيو، بأن الصين تعارض بقوة نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وهو ما يتماشى مع دفع الصين ليس فقط لعسكرة بحر الصين الجنوبي ولكن أيضا مع سعيها للقضاء على أكبر قدر ممكن من القدرات العسكرية الأميركية في المنطقة.

ولحسن الحظ، “لم تنجح الاستراتيجية الصينية، حتى الآن”، إذ يدعم سكان كوريا الجنوبية بنسبة تزيد عن 70 في المئة تحالفا أقوى بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقد تأتي استراتيجية الصين بنتائج عكسية أيضا، حيث أن الغالبية العظمى من سكان كوريا الجنوبية يدعمون الآن تأمين ردعها النووي الخاص، بينما تحركت المشاعر في اليابان بشكل كبير في الاتجاه المؤيد للأسلحة النووية أيضا.

ومن الواضح، وفق التقرير، أن الصين تعتقد أن الأسلحة النووية “هي أدوات ملائمة لفن الحكم، لاستخدامها في الإكراه والابتزاز”، وأن أيام “الحد الأدنى من الردع” و “الصعود السلمي” للصين قد ولت منذ زمن بعيد.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة