تقرير يكشف هوية الأسلحة التي تعتمد عليها أوكرانيا في حربها ضدّ روسيا
تعتمد المقاومة العسكرية الأوكرانية للغزو الروسي على الدبابات والمركبات والأسلحة السوفيتية التي كان يصدرها وموسكو من بعده للحلفاء في أوروبا الشرقية.
ويعد الاتحاد السوفيتي، وروسيا فيما بعد، مصدرين رئيسيين للأسلحة، وخاصة إلى دول أوروبا الشرقية، حيث تم إرسال دبابات ومدافع وناقلات جند مدرعة وأنظمة دفاع جوي، وهي “تعتبر أرخص وأسهل في الاستخدام من الأسلحة الأميركية”، وفقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست” عن خبراء.
تصف الصحيفة هذه الأسلحة بـ”العمود الفقري” للمقاومة الأوكرانية. وتقول إنه “مع إرسال دول أوروبا الشرقية معدات إلى أوكرانيا، فإن هذا يعني أن موسكو سلحت عدوها بشكل فعال، وهو العدو الذي كان سابقا جزءاً من عملية إنتاج الأسلحة والابتكار في الاتحاد السوفيتي”. أما الآن، فقد سخرت أوكرانيا مخزونها من الحقبة السوفيتية ضد موسكو.
وللتعبير عن المفارقة، تقول الصحيفة إنه لشيء غريب أن الأيدي الأوكرانية صنعت كلا من موسكفا (Moskva)، الطراد الرائد في أسطول البحر الأسود الروسي، والذي غرق هذا الشهر قبالة أوديسا، والصواريخ المستخدمة لتدميره (نبتون).
ونقلت عن كبير المستشارين بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، مارك كانسيان، قوله: “كانت معظم الأسلحة والمعدات التي استخدمها الجيش الأوكراني في بداية الحرب من الحقبة السوفيتية، وبالإضافة إلى الدبابات، فإن الطائرات والمدفعية سوفيتية أيضا”.
وأكد أن “المدفعية، على وجه الخصوص، أثبتت أنها حاسمة في قتال الروس منذ بدء الحرب”.
وأضاف كانسيان أن الصواريخ المضادة للدبابات التي زودها الغرب، بما في ذلك صواريخ “جافلين” من الولايات المتحدة، ربما تكون “الأكثر ظهورا ووضوحا، ولكن ليس بالضرورة الأكثر عددا” من بين الأسلحة الموجودة تحت تصرف أوكرانيا.
وأشار إلى “إنه أمر محرج دائما عندما ينتهي بك الأمر بتجهيز طرفي النزاع”، أي أن الأسلحة المستخدمة هي من نفس المصدر.
وقال مدير الأبحاث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جيريمي شابيرو، إن الأوكرانيين ودول أخرى في حلف وارسو السابق ما زالت تستخدم العديد من الأسلحة السوفيتية، ويرجع ذلك في الغالب إلى المخزونات الحالية.
ورغم قدم عمر المركبات، فإن صيانتها وتحديث مكوناتها أديا إلى إطالة عمر خدمتها بشكل كبير. وقال شابيرو إن “الدروع والإلكترونيات قد تتطور، لكن المدفعية والقذائف لا تختلف كثيرا”.
وبحسب الصحيفة، فإن الاعتماد على الأسلحة السوفيتية والروسية “يجعل من الصعب على الولايات المتحدة وشركائها في الناتو توفير الذخائر التي تحتاجها القوات الأوكرانية”.
وعلى سبيل المثال، تختلف قذائف مدفع الهاوتزر عن قذائف المدافع السوفيتية والروسية، كما أن هناك حاجة إلى تدريب العسكريين على استخدام الأسلحة الغربية.
وتعتمد أوكرانيا على دبابات T-64 السوفيتية، التي بنيت لأول مرة بمدينة خاركيف في الستينات، وهي الدبابة “الأكثر استخداما” في الجيش الأوكراني.
وبينما استند صاروخ نبتون محلي الصنع الذي استخدمته القوات الأوكرانية لإغراق موسكفا إلى تصميم صاروخ كروز سوفيتي قديم يسمى Kh-35 تم إنتاجه في خاركيف.
وحدثت أوكرانيا الدبابات والمركبات والأسلحة السوفيتية التصميم في العقود الأخيرة، واستمرت في إنتاج أسلحتها الخاصة.
والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز موراويكي، إن بولندا سترسل دبابات T-72 السوفيتية إلى أوكرانيا. كما زودت سلوفاكيا أوكرانيا بنظام الدفاع الصاروخي المضاد للطائرات من طراز S-300، وهو نظام سوفيتي أيضا.