بوتين يخطط لشن هجوم جديد في أوكرانيا.. فهل ستسلح الولايات المتحدة المعركة المقبلة؟

كتبت صحيفة “وول ستريت جورنال” :فازت أوكرانيا بمعركة كييف بطريقة بطولية، لكن الحرب من المقرر أن تدخل مرحلة دموية جديدة حيث يستعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن هجوم في الشرق. السؤال هو ما إذا كان الرئيس الأميركي جو بايدن سوف يستجمع قواه للتأكد من فوز أصدقاء أميركا.

وحسب الصحيفة “أعلنت إدارة بايدن يوم الأربعاء عن تقديم 800 مليون دولار أخرى على شكل أسلحة وذخيرة ومساعدات أمنية أخرى لأوكرانيا، واصفة إياها بأنها “مصممة للهجوم الأوسع الذي نتوقع أن تشنه روسيا في شرق أوكرانيا”. وشكلت الصور الفظيعة القادمة من ماريوبول علامة على ما هو مقبل، والمعجزة هي أن المدافعين عن المدينة تمكنوا من الصمود طالما أنهم قادرون على ذلك. قال بوتين هذا الأسبوع إن محادثات السلام وصلت إلى طريق مسدود. إن التضاريس في الجزء الشرقي من البلاد “التي تشبه إلى حد ما ولاية كانساس”، كما قال البنتاغون، أكثر انفتاحًا وأقل قابلية، على سبيل المثال، لكمائن الإمداد التي كان الأوكرانيون يديرونها في الشمال. يعزز الروس من قوتهم القتالية، كما ويمكنهم تركيزها في منطقة أصغر. لن تختفي مشاكل الإمداد والمعنويات الروسية بين عشية وضحاها، لكن بوتين عين قائداً واحداً من ذوي الخبرة في سوريا، متوقعاً منه أن يدير حملة قاسية”.
وتابعت الصحيفة، “هذا يعني قتالًا أكثر صرامة لفترة طويلة على المدفعية والصواريخ، وسيحتاج الأوكرانيون إلى أسلحة ومعدات أثقل. تتضمن حزمة الأربعاء 18 مدفع هاوتزر عيار 155 ملم و40.000 طلقة، وسيتم استخدام هذه المدفعية بشكل مثمر. كما وتتضمن 10 رادارات مضادة للمدفعية ورادارات مراقبة جوية و200 ناقلة جند مصفحة. إحدى العلامات السيئة هي أن فريق بايدن تردد قبل أن يقرر إرسال 11 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-17، على الرغم من أن الولايات المتحدة قدمت هذا النوع من الطائرات من قبل. كما وأن أوكرانيا تريد وتحتاج إلى أنظمة صواريخ متعددة الإطلاق، والتي يبدو وكأنها غير موجودة على قائمة الولايات المتحدة. يشير هذا إلى أن قرارات الولايات المتحدة لا تزال محكومة إلى حد محيّر بالخوف من تخطي بوتين. تحتاج قدرات مكافحة السفن الأوكرانية إلى التحديث، لكن حزمة بايدن الأخيرة تشمل فقط سفن الدفاع الساحلي غير المأهولة. يزعم الأوكرانيون أنهم أصابوا الطراد الروسي “موسكفا”، على الرغم من أن الروس يرجحون اندلاع حريق على متن السفينة. ويشكل احتراق السفينة إذلالاً للبحرية الروسية، وها هي أوكرانيا تقدم لكل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) خدمة كبيرة من خلال التسبب في إغراق هذه الأصول في البحر الأسود”.
ورأت الصحيفة أن “الأوكرانيين لا يزالون بحاجة إلى دفاعات جوية بعيدة المدى، وتحتاج هذه الصفقات إلى التحرك بشكل أسرع من المدة التي استغرقتها لتسليم سلوفاكيا S-300. هناك مسألة إلحاحية ومسألة إرادة حول عمليات التسليم الأميركية. أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة سترسل 100 ذخيرة من طراز Switchblade في 16 آذار. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يوم الأربعاء إن آخر هذه الذخائر ستدخل أوكرانيا “على مدار اليوم التالي”. وتعد حزمة بايدن هذا الأسبوع بمزيد من ذخائر Switchblades، والتي قد تكون مفيدة في الشرق لأنها يمكن أن تضرب الأهداف من مسافة بعيدة. لكنها ستكون أقل فائدة إذا وصلوا في غضون شهر. وسوف يتطلب الأمر المزيد من الجهد لنقل أشياء أثقل مثل المدفعية إلى الجبهات بسرعة. وعلى نطاق أوسع، تحتاج الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى التوقف عن إرسال كل ما هو موجود على الرف إلى أوكرانيا والتركيز على تقديم جهد أكثر تنسيقًا لتدريب وتجهيز جيش أوكراني قد يقاتل لسنوات. وهذا يعني تدريب الأوكرانيين على أسلحة الناتو الأكثر تعقيدًا، مثل دفاعات صواريخ باتريوت والطائرات المقاتلة”.

وبحسب الصحيفة، “يحتاج الأوكرانيون إلى منع الهيمنة الروسية على الأجواء. يقوم الجيش الأميركي بتدريب الكثير من الطيارين العسكريين الأجانب، وبدءًا من الآن هذا يعني أن الطيارين الأوكرانيين يمكنهم قيادة طائرات الناتو طالما أن الحرب مستمرة. كانت التدريبات الغربية، منذ استيلاء روسيا على القرم في عام 2014، حاسمة في مساعدة الأوكرانيين على بناء دفاعهم المثير للإعجاب حتى الآن، وهذا ليس وقت التباطؤ. يجب أن يشمل ذلك إنشاء ورش صيانة وإصلاح في دول الناتو، حيث أن المنشآت في أوكرانيا باتت تشكل أهدافا للقوات الروسية”.
وختمت الصحيفة، “لا يزال بإمكان بوتين أن ينجح في ابتلاع أجزاء من أوكرانيا، وسيستخدم مكاسبه لمواصلة تهديد وجود البلاد. إن أسرع نهاية للمعاناة الإنسانية هي مواجهة الديكتاتور الروسي بالتدمير التدريجي لجيشه إذا واصل حرب الفتح هذه. والوضح أن بوتين يهتم بذلك أكثر مما يهتم بالتنديدات الأخلاقية”.
lebanon24