ما الذي يمكن أن يغير مسار حرب بوتين في أوكرانيا؟
تستمرّ الحرب الروسية على أوكرانيا في وقت تتزايد فيه التخمينات حول قدرة الرئيس فلادمير بوتين على الاستمرار هذه المعركة، في ظل تقارير مختلفة تكشف حجم الخسائر العسكرية التي تعرضت لها موسكو.
وتطرقت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير لها إلى أن الرئيس الروسي “يواجه قيوداً عسكرية تكتيكية وبعض القيود الجيوسياسية والاقتصادية” قد تجعل شن حرب طويلة الأمد في أوكرانيا أكثر صعوبة، فيما قالت المحللة السياسية الروسية، تاتيانا ستانوفاي إن “الوقت ليس في صالح بوتين”.
خسائر الكرملين
وذكرت الصحيفة الأميركية، أن روسيا تمكنت من السيطرة على جزء كبير من جنوب أوكرانيا بتكلفة باهظة، لكن محاولتها للاستيلاء على كييف وخاركيف، أكبر مدينتين في أوكرانيا، توقفت، كما تعطلت محاولات توسيع نطاق سيطرتها جنوبا في ميكولايف وأوديسا.
وقالت واشنطن بوست في تقريرها، إن الجيش الروسي خسر ما بين حوالي 7 آلاف و15 ألف جندي في شهر واحد، وفق تقديرات “الناتو”، معلقة بأن الرقم يفوق عدد الجنود الذين خسرتهم الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان على مدار 20 عاما.
وقال المحلل العسكري الروسي في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي إيه”، مايكل كوفمان، إن الخسائر الروسية الكبيرة لا تمثل بالضرورة قيودا سياسية على بوتين في الداخل، لكنها تعيق نجاعة وحداته في القتال، بحسب الصحيفة.
وكشف التقرير أن بوتين يواجه صعوبة في الاستمرار بخوض حرب متعددة الجبهات على المدى الطويل، حيث ستواجه روسيا صعوبات في تشغيل خطوط الإمداد، فيما تحد المقاومة الأوكرانية من قدرة الرئيس الروسي على تحقيق أهدافه وتجبره على إعادة تحديدها.
وتساءل كوفمان: “هل يعتقد بوتين أن الاستمرار في استخدام القوة سيحقق أيا من أهدافه في أوكرانيا؟ أم أنه يرى الوضع على أنه حالة عوائد متناقصة؟”.
تكلفة اقتصادية
من جانبه، لفت الباحث في معهد رويال يونايتد للخدمات، نيك رينولدز، إلى أن موسكو ستواجه قيودا تتعلق بالذخائر وعدد الأفراد والروح المعنوية والخدمات اللوجستية، مما قد يجبر بوتين على تغيير هدفه من الإطاحة بحكومة أوكرانيا إلى التركيز على الموقف السياسي، أو تركيز الحرب على جبهة واحدة.
وذهب التقرير إلى أن تسريع وصول أسلحة غربية لأوكرانيا من الولايات المتحدة وأوروبا سيخلق المزيد من القيود على الجيش الروسي في ساحة المعركة، مشيرا إلى طائرات “سويتش بليد” الأمريكية الصغيرة التي يمكنها إلحاق الضرر بالقوات الروسية في المناطق الحضرية.
قيود اقتصادية
وعلى الصعيد الاقتصادي، قالت الصحيفة الأميركية إن بوتين نجح في الإفلات من العقوبات الغربية عبر بيع الغاز والنفط لعملاء في بلدان مثل الصين والهند وأخرى في أوروبا، وإجبار مصدري الطاقة الروس على البيع بالروبل، مستدركة أن الوضع الاقتصادي الداخلي قد يتفاقم مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي وزيادة البطالة واحتمال التعرض لعقوبات جديدة.
وقال الباحث بمركز كارنيغي موسكو المتخصص في العلاقات الروسية الصينية، ألكسندر غابيف، إن بكين لن ترغب في أن يُنظر إليها على أنها تدعم الجيش الروسي أو تعرض الأعمال الغربية للخطر، لذلك من المحتمل ألا تنتهك العقوبات أو تزود روسيا بالسلاح.
بدروه، أكد المحرر السياسي للصحيفة الروسية المستقلة نوفايا غازيتا، كيريل مارتينوف أنه “لم يعد لديه اقتصاد”، ومع ذلك ستواصل الحكومة على الأرجح التركيز على الأحداث الجيوسياسية لتشتيت الانتباه، بحسب الصحيفة الأميركية.
(عربي 21)