“غضب” في إيطاليا… “هذه ستكون نهايتنا جميعاً”!
يتصاعد الغضب في إيطاليا الإثنين عقب فرض تدابير جديدة صارمة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد بهدف “إنقاذ عيد الميلاد” في وقت أعلنت دول أخرى متضررة بشدة من الفيروس حظرا للتجول لتجنب فرض إغلاق عام مجددا.
وقوبل قرار رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي بإقفال المطاعم والحانات من السادسة مساء وإغلاق المسارح ودور السينما والنوادي الرياضية لشهر، بانتقادات واسعة بل أن العلماء شككوا فيما إذا كانت هذه الاجراءات كافية لوقف انتشار الفيروس.
وقال جوزيبي تونون (70 عاما) صاحب مطعم في قرية أوديرزو الصغيرة في شمال شرق إيطاليا إن “هذه القيود ستكون نهايتنا جميعا”.
وقال لوكالة فرانس برس بعدما انتشرت له على مواقع التواصل الاجتماعي صورة يظهر فيها يائسا إزاء القرار، “لسنا في وسط مدينة نحن في الريف. زبائننا يأتون في المساء أو في عطلة الأسبوع”.
وتسجل دول في أنحاء أوروبا ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات فيما تتخذ الحكومات تدابير جذرية.
وأعلنت اسبانيا حال طوارئ وطنية جديدة وحظر تجول ليلي، فيما سجلت فرنسا عددا قياسيا من الإصابات اليومية مع أكثر من 50 ألف حالة، ومددت حظر تجول ليلي تطال مناطق يسكنها قرابة 46 مليون شخص.
أودت جائحة كوفيد-19 حتى الآن بمليون ومئة ألف شخص وأصابت أكثر من 43 مليونا على مستوى العالم.
والولايات المتحدة، التي لا تزال الدولة الأكثر تضررا بالفيروس، تخطت أعدادها القياسية للاصابات اليومية في نهاية الأسبوع الماضي، ما دفع بالمسألة إلى واجهة الحملة الرئاسية.
واتهم المرشح جو بايدن إدارة الرئيس دونالد ترامب برفع “علم الاستسلام الأبيض” بعدما أقر مسؤول بارز بأن الحكومة لن تسيطر على الوباء.
لكن مدينة أخرى تغلبت في معركة مكافحة الفيروس هي ملبورن، ثاني أكبر المدن الاسترالية التي لم تسجل أي إصابة الإثنين، ومن المتوقع أن ترفع الإغلاق هذا الأسبوع بعد أربعة أشهر من القيود المرهقة.
وأعلن كونتي إنه يأمل في أن القيود الجديدة التي لا تحظى بشعبية والتي تسدد ضربة قاسية لقطاعات منهكة أساسا بعد إغلاق عام هذا الربيع “ستمكننا من أن نكون أكثر ارتياحا بحلول عيد الميلاد” منبها في نفس الوقت إلى أن “العناق والحفلات” ربما سيبقيان غير واردين.
ونشرت صحيفة كورييري دي لا سيرا على صفحتها الأولى رسما كاريكاتوريا لكونتي وهو يقول لسانتا كلوز وهو يحاول الانتحار”توقف! أحضرنا مرسوما لإنقاذك”.
وأصحاب المطاعم والحانات غير مسرورين. فساعات الإقفال المبكرة تعني عدم التمكن من استقبال الرواد لفترة الابيريتيفو التي يلتقي فيها الناس لاحتساء كأس قبل العشاء.
وناشد قائد الأوركسترا الإيطالي الشهير ريكاردو موتي علنا رئيس الوزراء قائلا إن إغلاق قطاعات الفن من شأنه أيضا “الإضرار بالصحة”.
وقال “إن تعريف … المسرح والموسيقى على أنهما ’غير ضروريين’ كما أشارت بعض عناصر الحكومة، هو تعريف جاهل وغير مثقف وغير حساس”.
الأحد سجلت إيطاليا، أول دولة أوروبية يضربها الوباء بشدة، 21,273 حالة إصابة جديدة بالفيروس.
وحذر مسؤولو المناطق من أن مرسوما جديدا يتضمن تدابير صارمة يمكن أن يثير توترات اجتماعية بعد مواجهات في شوارع نابولي وروما الأسبوع الماضي.
وكانت إيطاليا بؤرة الفيروس في وقت سابق هذا العام. لكن حالات الإصابة باتت الآن أعلى بكثير في إسبانيا وفرنسا اللتين اجتازت كل منهما عتبة المليون إصابة.
وتترك حال الطوارئ في إسبانيا لمسؤولي المناطق سلطة فرض القيود على التنقل من وإلى مناطقهم وتمديد فترات حظر التجول.
وقال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز إنه يريد “بأي ثمن” تجنب فرض تدابير إغلاق مجددا، مضيفا “كلّما لزمنا المنزل حصلنا على حماية أفضل وصار الآخرون محميين أكثر”.
وعلى الجهة الأخرى من الكرة الأرضية تلقى مواطنو ملبورن البالغ عددهم خمسة ملايين شخص أنباء يترقبونها، وهي رفع تدابير الإغلاق هذا الأسبوع.
ويخضع سكان المدينة لإجراءات أكثر صرامة من أي مكان في استراليا، لكن مع انخفاض حالات الإصابة الجديدة بشكل جذري، فإن المسؤولين السياسيين في الولاية يتعرضون لضغوط لرفع التدابير.
وقال رئيس حكومة ولاية فكتوريا دانيل أندروز “كانت سنة صعبة للغاية. ضحى أهالي فكتوريا كثيرا وأنا فخور بكل شخص منهم”.
المصدر: أ ف ب