الحلم الاوكراني بالانضمام الى الناتو يتبخر.. هل بات الخوف يسيطر من الرد الروسي؟
كتبت “سكاي نيوز”: فيما يبدو ظاهريا أن دخول التهديد الروسي لأوكرانيا مرحلة مساعي تفكيكها، يقربها من الانضمام لحلف الناتو لحمايتها، إلا أنه وفق شروط الحلف ذاته باتت كييف أكثر بعدا عن أمل الانضمام له، لدرجة تقترب من الاستحالة.
ويوضح خبراء لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الوضع الجديد لأوكرانيا يتعارض مع شرطين للناتو لقبول الدول في عضويته، إضافة إلى أن دول الحلف لن ترغب في ضمها حرصا على تفادي المزيد من التصعيد مع موسكو.
وعقب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن تأييد بلاده لاستقلال إقليمي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا، وموافقة مجلس الاتحاد الروسي على إرسال 60 ألفا جندي ودروع ثقيلة لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو، وجه مسؤولون أوكرانيون رسائل إلى دول الناتو لطلب المساعدة.
وقبل أيام أكد السفير الأوكراني لدى بريطانيا فاديم بريستايكو أن بلاده لن تعيد النظر في مساعي الانضمام للحلف العسكري.
ووجه بوتن حديثه إلى أوكرانيا للتخلي عن خططها للانضمام للناتو، منوها إلى أن ذلك أساس الخلاف مع الغرب.
ولمح المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إلى أن تخلي أوكرانيا عن طموحها يساعد في التفاوض بشأن الضمانات الأمنية التي تريدها بلاده.
أما الحلف نفسه، فقد اكتفى أمينه العام ينس ستولتنتبرغ بالتأكيد على التزامه بتقديم الدعم لكييف لمواجهة التهديدات الروسية، داعيا موسكو للمضي في طريق الدبلوماسية.
ومنذ تأزم الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية تشرين الأول الماضي، لم يصدر الناتو تأكيدات أو نفي بشأن ضم أوكرانيا، رغم طلبات روسيا المتكررة بضمانات تمنع ذلك.
موقف صعب
ويستعبد خبير الشؤون الأوروبية محمد رجائي بركات، قبول دول حلف الناتو ضم أوكرانيا، حرصا على عدم زيادة حدة التوتر مع روسيا.
ويضيف بركات: “الصعوبة تكمن أيضا أنه في حالة دخول أوكرانيا للحلف، سيصبح الأخير مضطرا للدفاع عنها إذا شنت روسيا هجوما عسكريا وفق المادة 5 من ميثاقه”.
ومن جهة أخرى، يؤكد الخبير الإستراتيجي سمير راغب على أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو لأن “مقترح انضمامها كان في 2008، واعترضت 8 دول في الحلف وقتها، ومازالت هذه الدول على موقفها، وهي تمثل أكثر من ثلث الناتو”.
ويلفت راغب إلى أن حالة أوكرانيا لا ينطبق عليها شروط الانضمام للحلف، ومنها منع انضمام دولة على أرضها قوات أجنبية، فيما يتمركز الروس في دونباس شرقي أوكرانيا، كما تمنع الشروط أي دولة في حالة حرب أو بها اضطراب أهلي، وهو ما تشهده أوكرانيا الآن.
ماذا تريد روسيا؟
يجد الرئيس الروسي في التقارب بين أوكرانيا والناتو تهديدا لبلاده، خاصة أن الحلف توسع بعد 1999 بضم بولندا والتشيك والمجر، ويرى أن الوقت مناسب لتغيير النظام العالمي القائم والعودة لحدود ما قبل 1997، مع إمكانية تشكيل اتحاد فيدرالي أو كونفدرالي، يضم بلاروسيا وأوكرانيا، وفق تقدير راغب.
ويضيف أن “موسكو تريد الإبقاء على الوضع الحالي في أوكرانيا، وخاصة إقليم دونباس وجزيرة القرم، حتى لا تصبح مؤهلة للانضمام لحلف الناتو”.
وعقب حقبة الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفيتي، توسع الناتو في ضم دول، فانضمت مجموعة فيسغراد، ومجموعة فيلنيوس، والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية.
ويرى راغب، أن “المطلوب من الناتو لنزع فتيل الأزمة هو إغلاق سياسية الأبواب المفتوحة، بتقديم ضمانات تمنع دخول كييف للحلف لمدة ما بين 10 و15 عاما، خاصة أن الغرب لم يطلق أي رسالة طمأنة للروس طوال المفاوضات”.