عرب وعالم

خطر يهدد البشرية… الاحتباس الحراري يطلق العنان للاعاصير الشتوية

قالت “الجزيرة” انه في في أعقاب الأعاصير المدمرة التي ضربت 5 ولايات أميركية نهاية الثلث الأول من كانون الأول الجاري، أظهرت دراسة جديدة أنه من المرجح أن تصبح الأعاصير الشتوية أقوى بنحو 9 مرات بحلول عام 2099 إذا لم تتباطأ وتيرة الاحتباس الحراري.

وفي تقرير نشرته مجلة “نيوزويك Newsweek” الأميركية، تقول الكاتبة كاتي فيرموس إن هذه الدراسة التي أجريت قبل موجة الأعاصير الأخيرة، بحثت في طبيعة الأعاصير خلال السنوات القادمة إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري.

ويقول جيف تراب، رئيس قسم علوم الغلاف الجوي في جامعة “إلينوي” في أربانا – شامبين University of Illinois, Urbana-Champaign ومؤلف الدراسة، إنه إذا تواصل ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون حتى عام 2099، فقد تكون الأعاصير الشتوية النادرة أكثر امتدادا وتدميرا، وقد تصبح أقوى بنحو 9 مرات من الأعاصير الحالية.

للوصول إلى هذه النتائج، درس “تراب” إعصارين مدمرين حدثا في 2013، وقام بمحاكاة حاسوبية للتنبؤ بأسوأ السيناريوهات التي يمكن أن تحدث جراء التغيرات المناخية بحلول عام 2100.

الإعصار الأول كان من الفئة 4، وقد ضرب مدينة هاتيسبورغ بولاية ميسيسيبي في شباط 2003، وبلغت خلاله سرعة الرياح 170 ميلا في الساعة، وأسفر عن إصابة 82 شخصا. أما الإعصار الثاني فقد كان من الفئة 5، وضرب مدينة مور بولاية أوكلاهوما في أيار من العام ذاته، وقد بلغت سرعة الرياح القصوى خلاله 210 ميلا في الساعة، وأسفر عن مقتل 24 شخصا.

وقال تراب تعليقا على النتائج التي توصلت إليها الدراسة “من المرجح حدوث أعاصير مدمرة في المستقبل تفوق حدتها الأعاصير الحالية”. بينما أكد 3 من علماء المناخ أنهم غير مقتنعين إلى حد كبير بتقنية البحث التي اعتمد عليها تراب، لكنهم اتفقوا على أن دراسته ومنهجه جديران بالاهتمام.
أسوأ سيناريو متوقع
يقول هارولد بروكس، خبير الأرصاد في المختبر الوطني للعواصف الشديدة في مدينة نورمان بولاية أوكلاهوما National Severe Storms Laboratory in Norman, Oklahoma “أنا لست مقتنعا تماما بهذا الأسلوب، لكنه نهج مثير للاهتمام”.

ويرى فيكتور جينسيني، أستاذ الأرصاد الجوية في جامعة شمال إلينوي Northern Illinois University أن النتائج التي توصل إليها تراب تبدو منطقية، رغم أن القيام بدراسة واحدة حول قضية ما غالبا ما يثير الشكوك.

ويوضح جينسيني أن أحد العوامل الرئيسية التي تسببت في موجة أعاصير يوم الجمعة (ليلة العاشر من كانون الأول الجاري) هو درجات الحرارة الاستثنائية والواسعة في المحيط، والتي سمحت للعواصف أن تمتد لمسافات قياسية.

واعتمد تراب في محاكاته على أسوأ سيناريو متوقع للاحترار العالمي، وهو أن ترتفع درجة حرارة الكوكب 6 درجات إضافية بنهاية القرن الحالي، مؤكدا أنه سيجري قريبا عملية محاكاة استنادا إلى سيناريو أقرب إلى التوقعات الحالية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أي أن ترتفع حرارة الكوكب 3.2 درجات إضافية.

وقد خلص تراب إلى أن حدة العواصف الشتوية ستزداد من حيث توسعها وسرعة رياحها بنحو 14%، لكنه أوضح أن “هذه العواصف المدمرة ستظل نادرة”.

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة