أوميكرون يضرب بريطانيا.. وجونسون يواجه انتقادات
حاول العلماء البريطانيون دفع رئيس وزراء بلادهم لاتخاذ تدابير أكثر صرامة لإبطاء العدد الكبير من الإصابات الجديدة التي تسجلها المملكة المتحدة، لكن، بوريس جونسون، الذي يتعرض للانتقاد من محاور عدة مرتبطة بالفيروس، قال إنه “لن تتغير أية قواعد في الوقت الراهن” وهو موسم العطلات.
وبعد اجتماع لمجلس الوزراء استمر ساعتين، ظهر جونسون ليقول للصحفيين إن حكومته تراقب الارتفاع الحاد في حالات أوميكرون “ساعة بساعة”، بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وتأتي تصريحات جونسون في الوقت الذي سنت فيه أيرلندا المجاورة حظر تجول في الحانات وأغلقت فرنسا أغلقت الملاهي الليلية ومنعت ألمانيا غير المطعمين من دخول المتاجر غير الأساسية فيما دخلت هولندا في إغلاق.
كما أن تصريحات جونسون تأتي أيضا في أعقاب “فضيحة” جديدة أثارتها صورة له ولطاقمه يشربون النبيذ في حديقة مقر الحكومة البريطانية، في الفترة التي كانت فيها الحكومة تحث على الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
وسجلت بريطانيا أكثر من نصف مليون إصابة جديدة في الأيام السبعة الماضية، بزيادة 50 في المائة عن الأسبوع السابق – وهي أرقام مدفوعة في معظمها بانتشار متحور أوميكرون، الذي فرض هيمنة على متغير الدلتا منذ الأسبوع الماضي.
وحذر خبراء الإحصاء من أنه بدون اتخاذ إجراءات أكثر صرامة، فإن الإصابات الجديدة قد تصل بحلول نهاية الشهر إلى ما بين 600 ألف ومليوني حالة يوميا.
ويقول خبراء، بحسب واشنطن بوست، إن دخول المستشفيات قد يصل إلى ذروته بوصول الحالات بين 3 و10 آلاف حالة يوميا في الأسابيع المقبلة، مقابل 900 حالة إدخال حاليا، كما أن الوفيات يمكن أن تتضاعف إلى آلاف مقارنة بمئة حالة وفاة في اليوم حاليا.
حيث يتراوح بين 3000 و10 آلاف حالة يوميا في الأسابيع المقبلة، بعد أن كان 900 حالة دخول يومية الآن. ويمكن أن ترتفع الوفيات إلى 600 إلى 6000 في اليوم، مقارنة ب 100 حالة وفاة أو نحو ذلك في المتوسط الآن.
وقال جونسون عقب الاجتماع “لقد اتفقنا على أن الوضع صعب للغاية وأن الحجج فى كلتا الحالتين (الإغلاق أو عدم الإغلاق) متوازنة للغاية”، وأضاف أن الحكومة “ستحتفظ بإمكانية اتخاذ مزيد من الإجراءات لحماية المواطنين”.
وقد يكون موقف جونسون مدفوعا جزئيا بحقيقة أن عليه الدفاع عن نفسه وموظفيه ضد الادعاءات بأنهم استهزأوا بقواعد الإغلاق في مناسبات متعددة في العام الماضي.
ونشرت صحيفة غارديان البريطانية، الأحد، صورة حفلة “نبيذ وجبن” في حديقة المنزل رقم 10 داونينغ ستريت (مقر الحكومة البريطانية) حيث جلس جونسون وزوجته كاري و17 من الحضور الآخرين.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن التجمع حدث في يوم 15 ايار 2020، في نفس اليوم الذي حظرت فيه التجمعات في الأماكن العامة في الهواء الطلق.
واعترف متحدث باسم مقر الحكومة البريطانية بالصورة وتاريخها ضمنا، حينما قال إنه “لم يتم خرق قواعد الإغلاق، وأن الحديقة كانت خاصة وليست مكانا عاما، وان هذا لم يكن حفلا، وإنما “اجتماع عمل” يعتبر “أساسيا”.
وتأتي هذه الصورة بعد سلسلة من الإحراجات التي تعرض لها جونسون وحكومته مؤخرا، بما في ذلك محاكاة لمؤتمر صحفي شهدت قيام متحدثة رئيسية بالمزاح بشأن انتهاكات مشابهة يقال أن موظفي مقر الحكومة البريطانية قاموا بها خلال أعياد الميلاد لعام 2020.
ونفى جونسون وقتها أن تكون أي قواعد قد انتهكت، ولكنه أمر بإجراء تحقيق داخلي من قبل كبير موظفي الخدمة المدنية في بريطانيا، سايمون كيس، وبعد فترة وجيزة، تنحى كيس عن التحقيق.
وأعلن عمدة لندن، صادق خان، حالة الطوارىء بناء على توقعات بأن الكثير من المستجيبين والعمال الأساسيين سيصابون بالعدوى والحاجة إلى عزل الأجهزة الصحية والأمنية التي يمكن أن تتعرض لخطر الإصابة .
وأعلن متحف التاريخ الطبيعي في لندن أنه سيغلق مؤقتا فيما ألغت الكثير من المسارح عروضها، وقال القصر الملكي إن الملكة إليزابيث الثانية قررت قضاء “عطلة هادئة” في قلعة وندسور.
المصدر: الحرة