بلومبرغ: الأراضي الأميركية لن تكون في منأىً عن الحرب المقبلة
نشر موقع “24 الإلكتروني” تقريراً حمل عنوان: “بلومبرغ: الأراضي الأميركية لن تكون في منأىً عن الحرب المقبلة”، تطرق فيه الى دعوة البروفيسور في جامعة جونز هوبكينز هال براندس، الأميركيين إلى التفكير في أن الحرب ستدور “هنا” بعدما كانت فكرتهم الأساسية أن الحروب تدور “هناك” في دول بعيدة عن شواطئهم.
وكتب في شبكة “بلومبيرغ” أن الأراضي الأميركية لن تكون ملاذاً في نزاعات المستقبل. فالولايات المتحدة تدخل عصراً من الضعف الداخلي، إذ أن التطورات التكنولوجية تجعل أعداءها الجيوسياسيين، لا المجموعات الإرهابية فقط، قادرين على نقل المعركة إلى الداخل الأميركي.
مزيج استثنائي
وتابع التقرير: “هوجمت الولايات المتحدة من قبل، أحرق البريطانيون واشنطن في حرب 1812، وهاجم اليابانيون هاواي في 1941. وتسببت هجمات 11 ايلول في مذبحة بنيويورك، وواشنطن، وبنسلفانيا. لكن يمكن تذكر هذه الأحداث بوضوح، فقط لأنها تشكل استثناءً.
أما عند الجزء الأكبر، فقد أعطى مزيج من القوة والجغرافيا أمناً داخلياً للولايات المتحدة أعظم مما حظيت به أي دولة بارزة أخرى. منذ الحرب الباردة، تعاملت واشنطن مع الهجمات الإرهابية، لكن الدول التي قصفتها خاصة العراق وصربيا افتقرت للقدرة على الرد بالمثل. لكن ذلك يتغير بطرق عدة”.
بعكس قواعد الحرب الباردة
وتابع التقرير: “في البداية، يزداد عدد الأعداء القادرين على تهديد الولايات المتحدة. فالصين التي امتلكت تقليدياً ترسانة نووية صغرى ومعرضة للعطب، تعمل على توسيعها سريعاً. وتريد بكين ضمان قدرتها على مهاجمة الولايات المتحدة في نزاع بسبب تايوان أو أي بؤرة توتر أخرى.
وتقف كوريا الشمالية على عتبة أو امتلكت فعلاً، صواريخ نووية قادرة على ضرب أهداف داخل الولايات المتحدة. ويضيف الكاتب أن لدى منافسي واشنطن حوافز قوية تمنع شن هجمات نووية، لأسباب ليس أقلها التهديد برد نووي أمريكي مدمر.
لكن على عكس الحرب الباردة، يمكنهم ضرب الأراضي الأمريكية بطرق أقل كارثيةً، وأكثر معقولية”.
قدرات جديدة
يشير براندس إلى أن روسيا والصين، طورتا أو تطوران القدرة على ضرب أهداف داخل الولايات المتحدة برؤوس تقليدية مثبتة على صواريخ بعيدة المدى، سواء كانت صواريخ كروز، أو مركبات فرط صوتية، أو ربما صواريخ بالستية عابرة للقارات.
وثمة قلق متنام من احتمال استخدام الصين، أسراباً من طائرات صغيرة دون طيار تطلقها من سفن تنقل حاويات، لضرب أهداف على الساحل الغربي، أو في هاواي.
هذه الهجمات لن تتسبب في دمار على الأرجح. لكن بإمكانها عرقلة اللوجستيات، والاتصالات، والتعبئة عند نشوب نزاع، أو يمكنها ببساطة إعطاء موسكو أو بكين، طريقة للردع أو الرد، على الغارات الأمريكية ضد الأراضي الروسية، والصينية.
لا حل مثالياً
لا حل مثالياً لهذه المعضلة وفق الكاتب. بإمكان الدفاعات الصاروخية حماية أهداف أساسية، لكنها مكلفة جداً، وغير موثوقة لتأمين حماية شاملة، وأفضل ما يمكن للولايات المتحدة فعله هو تخفيف نقاط ضعف الأمن الداخلي عبر مزيج من الدفاع، والهجوم، والمرونة. سيتطلب ذلك استثمارات أضخم وأكثر نظامية في ما سمي مرة بـ”الدفاع المدني” عبر تشديد البنية التحتية الحساسة، والمنشآت اللوجستية، وشبكات الاتصال ضد العرقلة الرقمية.
وسيكون على واشنطن في أوقات السلم أن تروج بشكل أفضل لقدرتها ورغبتها في الانتقام من الحكومات التي تشن هجمات سيبيرانية. سيدفع ذلك الخصوم إلى التساؤل عن كيفية رد الولايات المتحدة على هجمات أكبر، سواءً كانت مادية أو رقمية في زمن الحرب.
رسالة صعبة
وختم التقرير: “رغم ما سبق، لا طريقة لتفادي الواقع الذي يقول إن الحماية المطلقة، مجرد وهم. إن القبول باحتمال هجمات على الداخل الأميركي وتطوير المرونة الاقتصادية والاجتماعية الضرورية لاستيعابها قد يكونان ثمناً للنفوذ الدولي في عالم لا تضمن فيه الجغرافيا الحصانة.
ستكون تلك رسالة يصعب على الأمريكيين سماعها. قد تثير نقاشات حادة حول كلفة ومنافع الحضور الأميركي العالمي. لكن حسب براندس، من الأفضل أن يبدأ هذا النقاش اليوم بدل أن يكتشف الأمريكيون نقطة ضعفهم الجديدة، فقط بعد اندلاع النزاع”.
المصدر: موقع 24 الإلكتروني