أوكرانيا تترقب مخطط “انقلاب” روسيا.. والناتو يدرس “كل الخيارات” للرد
قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون أوروبا وأوراسيا، كارين دونفريد، إن جميع الخيارات مطروحة، فيما يتعلق بكيفية الرد على الحشد العسكري الروسي “الكبير وغير المعتاد” قرب الحدود مع أوكرانيا التي عبرت عن قلقها من إشارات “خطيرة” ترسلها موسكو على الحدود.
وفي إفادة عبر الهاتف، قالت دونفريد للصحفيين إن حلف شمال الأطلسي سيتخذ قرارا بشأن الخطوة المقبلة بعد مشاورات الأسبوع المقبل.
وأضافت “كما يمكنكم أن تتوقعوا، كل الخيارات مطروحة وهناك جعبة تشمل العديد من الخيارات المتنوعة”.
وأكدت دونفرايد أن الولايات المتحدة “تراقب عن كثب” الوضع، “وستتشاور” مع شركائها حول “طريقة وقف” تحرك محتمل روسي.
وتأتي تصريحات دونفرايد في وقت عبر فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، عن قلقه من إشارات “خطيرة جدا” ترسلها روسيا إلى أوكرانيا، متهما موسكو بنشر قوات جديدة على الحدود، مع التعبير في الوقت نفسه عن الاستعداد الكامل لتصعيد عسكري محتمل مع موسكو.
وخلال مؤتمر صحفي طويل، ندد زيلينسكي بـ”خطاب خطير جدا” من جانب روسيا معتبرا أن “هذه إشارة (…) إلى أن التصعيد ممكن”.
واعتبر الرئيس الأوكراني أن روسيا تبحث عن ذريعة لتدخل عسكري في أوكرانيا، مشيرا على سبيل المثال إلى الانتقادات التي عبرت عنها موسكو حول نشر جنود حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، واتهامات الكرملين بأن كييف تقوض عملية السلام مع الانفصاليين.
وقال زيلينسكي: “هناك اليوم تهويل من أن الحرب ستبدأ غدا” متابعا “نحن مستعدون كليا لكل تصعيد”.
وأضاف “علينا الاعتماد على أنفسنا، على جيشنا، إنه قوي”، مدينا “أعمال ترهيب” توحي بأن الحرب وشيكة، فيما أعلنت قواته عن مقتل جندي على خط الجبهة مع الانفصاليين في الشرق الجمعة.
وأكد زيلينسكي أنه تلقى معلومات عن مخطط “انقلاب” مرتقب في مطلع ديسمبر المقبل، يشمل “بعض الأشخاص في روسيا”، وأحد رجال الأعمال النافذين، وهو الأوكراني رينات أخميتوف، الذي نفى ذلك.
لكن زيلينسكي قال إنه لا يصدق احتمال هذا الانقلاب. من جهته قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ردا على هذا الأمر إن “روسيا لا تقوم بمثل هذه الأمور”.
والتوتر في أعلى مستوياته منذ أسابيع بين الطرفين المتنازعين أساسا، منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم في 2014، وصراع دموي بين كييف والانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا.
في الأسابيع الماضية، عبرت الولايات المتحدة، وحلف الأطلسي (ناتو)، والاتحاد الأوروبي، باستمرار عن قلق إزاء تحركات قوات روسية على الحدود الأوكرانية، وعبرت كييف عن خشيتها من اجتياح محتمل.
حلفاء كييف، من جهتهم، كثفوا تصريحات الدعم.
وحذر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الجمعة، روسيا من “التداعيات” و”الثمن الذي ستدفعه إذا لجأت إلى القوة ضد أوكرانيا”، بعد نشرها “قوات مستعدة للقتال” على حدود هذا البلد.
وعبر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ونظيره البولندي ماتيوش مورافيتسكي في لندن عن “الدعم الثابت” لأوكرانيا، بحسب بيان صادر عن داونينغ ستريت.
سيناربو هجوم
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، الأحد الماضي، في مقابلة مع الصحيفة الأميركية “ميليتري تايمز”، أن روسيا حشدت نحو 92 ألف جندي عند الحدود الأوكرانية، متوقعا هجوما في أواخر يناير أو مطلع فبراير المقبل.
وقد يتخلل الهجوم المتوقع، وفق بودانوف، ضربات جوية وقصف مدفعي، تليها هجمات جوية وبرمائية، لا سيما على مدينة “ماريوبول”، بالإضافة إلى توغل أصغر في الشمال عبر بيلاروس المجاورة.
وتنفي موسكو أي خطة في هذا الصدد، وتتهم كييف وحلف شمال الأطلسي والغربيين بتأجيج التوتر، عبر القيام بمناورات عسكرية قرب الحدود الروسية.
وفي عام 2014، قامت روسيا بضم شبه جزيرة القرم ردا على وصول حكومة موالية للغرب إلى السلطة، بعد عملية عسكرية تلاها استفتاء حول الضم نددت به كييف والغربيون باعتباره غير شرعي.
وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون روسيا بإرسال قوات وأسلحة عبر الحدود دعما للانفصاليين، وهو أمر تنفيه موسكو. وأوقعت الحرب بين الانفصالين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية في شرق البلاد 13 ألف قتيل منذ 2014، وفقا لفرانس برس.
وفي أبريل الماضي، حصل توتر بين البلدين حين نشرت روسيا عشرات آلاف العسكريين على الحدود الأوكرانية للقيام “بتدريبات عسكرية”، ردا على أنشطة “مهددة” من حلف شمال الأطلسي.
وعبرت أوكرانيا آنذاك عن قلقها من احتمال حصول اجتياح وشيك، فيما تتكثف في موازاة ذلك، الحوادث المسلحة بين قوات كييف والانفصاليين.
وتبدو القوات الأوكرانية حاليا أكثر ثقة وقوة وخبرة في القتال، لا سيما بفضل مساعدة حلفائها الغربيين، وفقا لفرانس برس.
وتسلمت أوكرانيا، خصوصا من الولايات المتحدة، ذخائر وسفنا حربية وصواريخ مضادة للدبابات ومواد طبية. واستخدمت أيضا في الآونة الأخيرة طائرة مسيرة من صنع تركي ضد الانفصاليين في الشرق.
جهود دبلوماسية
وفي سياق متصل، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الجمعة، أنه يعتزم إجراء محادثات مع نظيريه الروسي والأوكراني، في محاولة لتخفيف التوتر بين بلديهما.
ولدى سؤاله خلال قضائه إجازة في جزيرة نانتوكيت، عما إذا كان سيتحدث إلى فلاديمير بوتين أو فولوديمير زيلينسكي، أجاب بايدن “على الأرجح”، معربا عن “قلقه” من الوضع، ومؤكدا دعمه “وحدة أراضي” أوكرانيا.
وحض البيت الأبيض، الجمعة، على بذل جهود دبلوماسية من أجل “تهدئة” التوتر في ظل حشد روسيا قوات على الحدود مع أوكرانيا و”خطابها الحاد” إزاء جارتها.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية إميلي هورن، إن مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن، جيك سوليفان، تحدث مع مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك.
وأضافت هورن أنهما “ناقشا مخاوفهما المشتركة بشأن الأنشطة العسكرية الروسية الجارية قرب الحدود الأوكرانية وخطابها الحاد تجاه أوكرانيا. واتفقا على أن تواصل كل الأطراف الجهود الدبلوماسية لتهدئة التوتر”.
وتابعت أن “سوليفان شدد على التزام الولايات المتحدة الراسخ إزاء سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها”.
المصدر: الحرة