“وقود الحرب”.. ما سر مشاركة المرتزقة السوريين في حروب ليبيا وأذربيجان؟
خلال السنوات الماضية، أصبح المرتزقة السوريون هم وقود الحرب في أماكن النزاعات والصراعات في العالم، فقد اعتمدت عليهم روسيا وتركيا لتحقيق مصالحهما وأطماعهما في ليبيا وأذربيجان، مستغلين ظروفهم المعيشية الصعبة والحاجة إلى المال.
ورصد موقع “نيويورك ريفيو أوف بوكس”، الأسباب التي دفعت المرتزقة إلى إلقاء أنفسهم في نار هذه المعارك، وتحدثت مع مجموعة منهم، وأجمعوا على أنّ الفقر واليأس أبرز ما دفعهم إلى المخاطرة في حياتهم، في حروب لا علاقة لهم بها.
ونقل التقرير عن “عبد الباسط”، مقاتل من بلدة الرستن (شمالي محافظة حمص) في أذربيجان، قوله: “القتال مستمر، هناك الكثير من الرجال الذين لم نعثر عليهم، نحن وقود حرب”، كاشفاً عن سبب ذهابه للقتال بأنّ “والده اضطر الحصول على قرض كبير، ولا يكفي راتبه لسداد الدين، فذهب للقتال مرغماً لمساعدة عائلته مالياً”.
رواتب كبيرة
وذكر التقرير أنّ الدافع الأساسي للانضمام بالقتال هو المال، إذ وُعد المقاتلون بأجر شهري يبلغ 2000 دولار أميركي في ليبيا، لكن في الواقع حوالى 50 في المائة من هذا المبلغ يتم اختلاسها من قبل القادة الميدانيين الذين يتحكمون في الرواتب.
وفي أذربيجان، لم يتم دفع رواتب المقاتلين، حيث تم نشرهم قبل أقل من شهر، لكنهم حصلوا على وعود تتراوح بين 600 دولار و 2500 دولار شهرياً مقابل عمل عسكري مدته ثلاثة أشهر، وهي جميعها رواتب أعلى بكثير مما يمكن أن يكسبوه في سوريا .
ونقل التقرير عن منصور، أحد المقاتلين، قوله إنّ “المخدرات والكحوليات رخيصة الثمن ومتوفرة بسهولة في ليبيا أكثر من سوريا، ولكن ننفق أموالنا عليها”، مستدركاً أنّ “جزء كبير من أموالنا ترسل إلى عائلاتنا مباشرة لكي لا نتمكن من الهروب عبر القوارب إلى أوروبا”.
واقع بائس
وكانت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية، أجرت تحقيقاً قبل أشهر قليلة، عن واقع المرتزقة السوريين الذين أرسلوا للقتال في ليبيا، ناقلة عن أبو أحمد (أحد المقاتلين في صفوف حكومة الوفاق) أنّ أوضاع المرتزقة “بائسة”.
وأضاف أنّ “البعض يائسون للغاية ويريدون العودة إلى منازلهم، لدرجة أن بعضهم أطلقوا النار على أرجلهم حتى يتمكنوا من الخروج من المعركة”، مشيراً إلى أنّه “وافق فقط على القتال في ليبيا لأنه افترض أنه من السهل ركوب قارب مهاجر إلى أوروبا”.
وأشار إلى أنّ “أغلب السوريين هنا منذ فترة طويلة ينصحونه بعدم الثقة بأحد ومحاولة العودة إلى المنزل في أسرع وقت”، معتبراً أنّه “هنا في ليبيا يعاملوننا وكأننا كيس من المال، الليبيون يكرهوننا ولا يثقون بنا على الإطلاق، نريد فقط العودة إلى ديارنا”.
المصدر: الحرة