عرب وعالم

هذه هي الأماكن التي ستندلع فيها حروب المناخ الأولى

يعتقد مفكرون وإستراتيجيون عسكريون بارزون أن الحرب المتعلقة بالمناخ هي حقيقة على المدى القريب، وليس مجرد بعبع بعيد المنال، وفق ما ذكر موقع “الجزيرة”.

 

ومع هذا، لا يزال هؤلاء يتحدثون عن أهمية مكافحة تغير المناخ، لكنهم أيضا يخططون لمحاربة غيرهم من البشر بسبب ذلك التغير.

وتساءل كاتب مقال في مجلة “ديلي بيست” (Daily Beast) عن المكان الذي ستحدث فيه هذه المعارك، وأشار إلى أن بعض الناس يجادلون بأن هذه المعارك حدثت بالفعل في تقارير أكاديمية مثيرة للجدل تدعي أن النزاعات الأخيرة كانت مدفوعة بشكل مباشر بآثار تغير المناخ.

 

وحدد مستشارون عسكريون وإستراتيجيون آخرون حروبا جديدة بعينها يمكن أن تندلع في آسيا أو أفريقيا أو القطب الشمالي.

وأشار الكاتب مايك بيرل إلى أن المجلس الأطلسي -وهو مركز أبحاث أميركي- اقترح في آذار الماضي أنه في الوقت الذي تتطلع فيه روسيا والصين إلى طرق شحن جديدة عبر المياه التي كانت مجمدة وغير سالكة في السابق حول غرينلاند وآيسلندا والدائرة القطبية الشمالية، فقد يكون هناك حقبة جديدة من منافسة القوى العظمى في المنطقة.

وقد بدت إرهاصات هذا الأمر باستجابة بريطانيا والولايات المتحدة للزيادة الهائلة في النشاط الروسي والصيني في المنطقة بوجود عسكري وبحري معزز.

 

واستشهد بيرل بما قاله ماثيو ريندال -وهو محاضر بجامعة “نوتنغهام” (Nottingham) تركز أبحاثه على تغير المناخ والعلاقات الدولية- بأنه من المرجح أن تصبح الأماكن الأقل استقرارا والأكثر عرضة للكوارث -مثل سوريا والصومال- ساحات معارك للمناخ.

وقال ريندال: “إنها بالفعل ساخنة، كما أن معظمها أشد فقرا. ونتيجة لذلك فإن هذه الدول أكثر عرضة للمعاناة من نقص حاد في الموارد والهجرة الجماعية للاجئين والاضطراب السياسي”.

ومن المرجح أن تصبح الأماكن الأقل استقرارا والأكثر عرضة للكوارث -مثل سوريا والصومال- ساحات معارك للمناخ

وأضاف: “علاوة على ذلك تمتلك الصين وروسيا أسلحة نووية وقد تتشاجران حول القطب الشمالي، لكن من غير المرجح أن تخوضا حربا عالمية ثالثة عليه، لأن تكلفة ذلك ستكون باهظة”.

وفي السياق لفت الكاتب إلى مقال نشرته مؤخرا مؤسسة “تحليل المخاطر السياسية” (Global Risk Insights)، نبه إلى أنه قد تكون هناك بالفعل أسباب للاعتقاد بأن العنف في الصومال مرتبط بتغير المناخ، حيث بدأ الملايين من الصوماليين في مواجهة انعدام الأمن الغذائي بعد “فترات جفاف شبه مستمرة منذ جفاف شرق أفريقيا عام 2011”.

وفي حين أن دراسات الصراعات السابقة لم تربط بشكل قاطع هذه الآثار بالوجود المتزايد لجماعة الشباب الجهادية، فإن المقال يجادل بأن “الجهاديين يستفيدون من فقدان سبل العيش الناجم عن المناخ وانعدام الأمن الغذائي”، ومع تفاقم المناخ يمكنهم استخدام عروض لأشياء مثل الغذاء والحماية لتجنيد الضعفاء”.

وفعلياً، فإن هذا ما أكدته ملاحظات لوزارة الدفاع الأميركية تطابقت مع تحليل المخاطر السياسية، دون تسمية المقاتلين المحتملين بشكل مباشر، إذ قالت: “قد تكون هناك تغييرات متناسبة في السياسات المحلية والإقليمية للتخفيف من نقص الغذاء والماء. ويمكن أن تؤدي هذه التعديلات السياسية إلى زيادة الهجمات الإرهابية والإلكترونية من أطراف ثالثة غير معروفة”.

واختتم الكاتب مقاله بأنه ربما حان الوقت للقادة العسكريين الأميركيين، على وجه الخصوص، لقضاء وقت أقل في التخطيط لحرب جديدة متعلقة بالمناخ ومزيد من الوقت في اكتشاف كيف يمكنهم التوقف عن جعلها أكثر احتمالا.

 

(الجزيرة)

مقالات ذات صلة