الطلاق الأميركي – التركي يلهب الشمال السوري
كرس لقاء القمة بين الرئيسين جو بايدن ورجب طيب أردوغان الطلاق بين الحليفين بعد سنوات من التجاذب، الأمر الذي من شأنه تفجير نقاط خلافية لا تقتصر على منطقة اسيا الوسطى التي تضم للمفارقة إيران وأفغانستان بل تتوغل في عمق العالم العربي وصولا الى عمق الافريقي
.
يحاول اردوغان إظهار قوة بلاده منذ فترة طويلة لكنه ادخل مؤخرا الاشتباك الديبلوماسي كعامل جديد في إطار التعبئة الداخلية والاستنفار الدولي، وبات واضحا ميله نحو بناء مفهوم جديد لتركيا خارج إطار الجمهورية التي كرّسها مصطفى كمال اتاتورك منذ 100 عام.
هذا التبديل في الهوية الوطنية له مندرجاته على نقطة استراتيجية قي اسيا الوسطى حيث الثقل الاقتصادي لامبراطوريات قديمة وحديثة وربما صاعدة، فاوروبا تتوجس من المارد السني الذي يضم نحو نحو 80 مليون مواطن يغزون مجتمعاتها منذ زمن بعيد، بالإضافة إلى إيران التي بدأت تشعر بتهديد مصالحها في المحيط، وابعد من ذلك الصين التي ترتبط مع تركيا بخط إمداد بري وبحري يشكل عملاقا تجاريا على مستوى العالم.
يشير اكاديميون أتراك بأن بلادهم فكت الارتباط مع حلف شمال الأطلسي، كما تخلت عن دورها كعصا تحركها الإدارة الأميركية عند اللزوم، بل ويؤكد البعض منهم أن زمن الاستثمار في حروب المنطقة لجني الفوائد الاقتصادية على غرار حصار العراق وحرب سوريا قد انقضى إلى غير رجعة.
اليوم تقف تركيا على طرفي نقيض مع إدارة جو بايدن، ولعل أبرز نقاط الخلاف اقتحام تركيا صناعة التسلح العسكري خلال السنوات الأخيرة ،ولم تكن أزمة صفقة صواريخ
s400 الروسية سوى احد وجوه قرار اردوغان بالانفصال وبناء سياسة خارجية قائمة على تكريس تركيا كدولة محورية على الساحة العالمية.
لم يتأخر رد فعل اردوغان على فشل قمته مع بايدن الأحد المنصرم في العاصمة الإيطالية، حيث تحركت وحدات الجيش الوطني في الشمال السوري مدعومة من الجيش التركي تحت عناوين اقتلاع المنظمات الكردية وبسط نفوذ تركي شامل يفتح الباب أمام التوسع صوب البصرة في العراق ضمن سياسية استرجاع الامتداد العثماني في المحيط.
بالمقابل، تعتير قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا بأن الحملة العسكرية التركية لن تحقق أهدافها وستتعامل معها على أنها قوات احتلال.تأتي هذه التطورات في ظل تكثيف روسيا جهودها من أجل التوصل إلى تفاهمات ترعاها إيران كما تركيا بصفتها دول ضامنة للاستقرار في محافظتي الرقة وادلب، ما يعني التسابق الحتمي بين المعارك العسكرية الطاحنة و الحلول السلمية.
