“كل شيء انهار”.. شهود يروون وقائع استهداف مستشفى في قره باغ!
لم يسلم أي شيء من القصف في ناغورو قره باغ حتى أن المستشفى العسكري في مارتاكرت كان هدفا لقصف عنيف.
وكانت الساعة حوالى الخامسة والنصف عصر الأربعاء في هذه القرية التي أفرغت بشكل شبه كامل من سكانها البالغ عددهم 5 آلاف نسمة منذ بدء الاشتباكات في سبتمبر بين الانفصاليين والجيش الأذربيجاني، عندما قصف المستشفى العسكري فيها.
كان جنود جرحى عائدين من الجبهة على مسافة عشرة كيلومترات قد وصلوا لتوهم في سيارة إسعاف أو سيارة مدنية لتلقي العلاج في هذا المستشفى الصغير.
وقال الطبيب كيفورك تاديفوسيان (31 عاما) لوكالة فرانس برس “ثم انطلقت صفارات الإنذار. تمكن البعض من الوصول إلى الطابق السفلي”.
وأضاف تاديفوسيان فيما يحمل رشاشا على كتفه “لقد قصفتنا طائرة وأطلقت صواريخ ثم قنابل عنقودية”.
وظهرت فجوة في سقف صفيح وانهار جدار محاذ للطريق بشكل شبه كامل.
في الحديقة، خلفت آثار قنبلتين حفرتين بعمق متر واحد على الأقل.
وفيما تبقى من موقف السيارات، لم تستطع عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة صد عنف القصف، وقد تحوّلت إلى أكوام من الخردة الملتوية والمكسورة والمتفحمة.
وبعد أربع وعشرين ساعة، ما زال إطار إحدى الشاحنات يحترق.
داخل المبنى، تحطمت النوافذ العشرون في أحد طوابق المبنى الرئيسي المكون من طابق واحد. كما غطت قطع الزجاج أرض المدخل.
عندما انهار كل شيء
قال فيكتور ميناسيان وهو يغطي رأسه بضمادة “كنا في الخارج نساعد الأشخاص الذين جلبوا الجنود الجرحى وفجأة انهار كل شيء”.
وأضاف هذا السائق البالغ من العمر 46 عاما “لم أدرك على الفور ما كان يحدث. عندما استعدت وعيي، كان الأشخاص يصرخون من جهات مختلفة”.
من المستحيل معرفة عدد الجرحى وعدد الجنود الذين كانوا يعالجون وقت القصف. على أي حال، كان لا بد من الخروج من المستشفى.
في المبنى الرئيسي، لم يتبق سوى عدد قليل من الأسرّة والعديد من الغرف الفارغة تماما. وفي القبو عدد قليل من الفُرش ملقاة على الأرض.
بعد القصف “نقلنا الجرحى بسرعة إلى مكان آخر” كما شرح الطبيب الشاب الذي جاء من يريفان حيث يعمل بالقطاع المدني، لأنها “قريتي، ولدت هنا ومن الطبيعي أن أدافع عنها”.
في مكان غير بعيد على إحدى التلال المشجرة المحيطة بالمستشفى، كان يسمع صوت مدفعية قوات ناغوني قره باغ بين الحين والآخر الخميس.
وفي وقت لاحق، سمع صوت انفجارات باتجاه أذربيجان.
على مسافة 200 متر من المستشفى، يدلّ كارلين أغابيكيان (56 عاما) وهو أحد سكان المنطقة، صحافيين من وكالة فرانس برس على منزل جاره الذي أصيب بقنبلة.
وروى هذا الرجل حاملا بندقية كلاشنيكوف على كتفه “مالك المنزل يقاتل على الجبهة”.
وأضاف “احترق المنزل في البداية، ثم امتد الحريق إلى المنزل المجاور، ولم نتمكن من إخماده”.
وما زالت بقايا بعض المنازل تحترق، ما يسبب تصاعد أعمدة من الدخان.
وأوضح كارلين أغابيكيان أن القنبلة العنقودية التي أصابت المنطقة المحيطة بالمستشفى أسفرت وحدها عن حوالى 30 أو 40 انفجارا.
وختم “كان أعنف قصف على القرية” منذ بدء الاشتباكات.
المصدر: الحرّة