“بلومبيرغ”: الصين تخاطر بتكرار أخطاء الاتحاد السوفيتي في المواجهة مع الولايات المتحدة
اعتبرت وكالة “بلومبيرغ” أن الصين التي تواجه معضلة استراتيجية وسط تراكم القدرات العسكرية لواشنطن وحلفائها في شرق آسيا، تخاطر بتكرار أخطاء الاتحاد السوفيتي.
وأشارت الوكالة إلى أن الصين يجب أن تستخلص عدة دروس من التجربة السوفيتية.
وأفادت الوكالة بأنه وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي قبل ثلاثة عقود، درس القادة الصينيون الأسباب وخلصوا إلى أن أحد أكبر أخطاء الاتحاد السوفيتي كان الانخراط في سباق تسلح مكلف مع الولايات المتحدة أدى في النهاية إلى إفلاس الاقتصاد السوفيتي.
كما أوضحت “بلومبيرغ” أنه على خلفية تراكم القدرات العسكرية الأمريكية في شرق آسيا تواجه بكين “معضلة استراتيجية مماثلة”، وبالتالي فإن محاولة اللحاق بالقوة العسكرية الأمريكية ستتطلب من الصين زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل جذري، ونتيجة لذلك قد تجد البلاد نفسها في نفس الفخ الذي وقع فيه الاتحاد السوفيتي.
وأضافت أنه “ومع ذلك فإن عدم القدرة على مواجهة الحشد العسكري الأمريكي يمكن أن تجعل الصين أكثر ضعفا وضعفا”.
واعتبرت أن قرار الولايات المتحدة تسليح أستراليا بغواصات نووية من مظاهر “مأزق” الصين، وأن واشنطن تتحدى بكين بشكل فعال بإثارة سباق تسلح جديد معها.
وذكرت أنه في الوقت الحالي تتمتع الصين بموقع استراتيجي لا تحسد عليه، حيث إنها مجبرة على مواجهة القدرات العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في المحيط الهادئ في نفس الوقت.
وحسب “بلومبيرغ” فإنه وبالنظر إلى التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة فضلا عن مخزون الأسلحة بعد عقود من الإنفاق العسكري المفرط، لا يمكن للصين الاعتماد على الفوز في سباق تسلح جديد، مشيرة إلى أنه من الأجدى أن تركز بكين على الدبلوماسية لتحسين الوضع الأمني.
وبالإضافة إلى ذلك فإن السبب الرئيسي لنجاح الولايات المتحدة في حشد اليابان والهند وأستراليا هو خوف الدول من القدرات العسكرية المتنامية للصين فضلا عن النزاعات الإقليمية المستمرة، وهذا يعني أن الإمبراطورية السماوية (في إشارة إلى الصين) يجب أن تسعى جاهدة لحل هذه النزاعات ونزع فتيل التوتر في العلاقات مع الدول المجاورة.
وأشارت إلى أنه ونظرا لانعدام الثقة ولأن العداء المتبادل قد وصل إلى مستويات خطيرة، فمن المهم بالقدر نفسه أن تبدأ الصين في التعامل مع الولايات المتحدة مرة أخرى.
كما ذكرت أيضا أن الصين يجب أن تتعلم عدة دروس من التجربة السوفيتية، مضيفة أن القادة السوفييت واصلوا الاستثمار في سباق تسلح خاسر لأنهم كانوا يخشون من أن الولايات المتحدة ستضرب أولا ومع ذلك كانت هذه المخاوف لا أساس لها على الإطلاق.
وأكدت أنه لا داعي لأن تخشى الصين المسلحة نوويا هجوما أمريكيا، وأن الاتحاد السوفيتي نجح في منع تحول الحرب الباردة إلى نزاع مسلح من خلال التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وتطوير البروتوكولات والقواعد لمنع النزاعات العرضية.