عرض الكهرباء الأميركي: دور سوري كبير ورسالة إلى روسيا
نشرت قناة “TRT”التركية تقريراً تناولت فيه أبعاد قرار الولايات المتحدة الأميركية “مساعدة لبنان في استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري”، بحيث سيتم تسهيل نقل الغاز المصري عبر الأردن وسوريا وصولا إلى شمال لبنان. وبحسب ما أوضحت السفيرة الأميركية دوروثي شيا فإنّ المفاوضات جارية مع البنك الدولي لتأمين تمويل ثمن الغاز المصري وإصلاح خطوط نقل الكهرباء وتقويتها والصيانة المطلوبة لأنابيب الغاز.
وتحت عنوان “صفقة اقتصادية ذات أجندة سياسية: خطة تزويد لبنان بالكهرباء”، أوضح المحلل السوري، سهيل الغازي، أنّ بند الخطة الأميركية المقترحة الأول يقضي بقيام الأردن بتوليد الكهرباء ومن ثم نقلها إلى لبنان عبر الشبكة السورية التي تربط البلديْن. أما الثاني، فيقضي بإمداد لبنان بالغاز المصري عبر خط الغاز العربي. وعلّق الغازي: “في الحالتيْن، ستلعب سوريا، وبالتالي النظام السوري والجهات التجارية التابعة له، دوراً بارزاً”.
وأوضح الغازي فكرته بالقول أنّ الشبكة السورية ستجر الكهرباء بشكل أساسي من الأردن إلى لبنان، مضيفاً أنّ سوريا تُعد محورية على مستوى تشغيل خط الغاز العربي، الذي يمر عبر الأردن ثم سوريا.
كذلك، تطرّق الغازي إلى “الأهداف السياسية الخفية”، مذكراً بكشف وزير النفط العراقي بسام طعمة عن نية بلاده استيراد الغازي المصري عبر سوريا من جهة، وبزيارة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إلى مصر وتصريحاته منتصف حزيران حول التوصل إلى اتفاق مع القاهرة لاستيراد الغاز عبر الأردن وسوريا من جهة ثانية. ولفت غازي إلى أنّ الحريري ذكر آنذاك أنّ الأردن اقترح هذه الخطوة على الولايات المتحدة لضمان عدم التأثر بعقوبات قانون “قيصر”.
وفي قراءته لهذه الأحداث، رأى الغازي أنّ الاتفاق ينسجم مع خطة عرضها العاهل الأردني الملك عبد الله على الرئيس الأميركي جو بايدن، لافتاً إلى أنّ خبراء يرجحون أنّ الاتفاق يرمي إلى استئناف العلاقات مع سوريا لتقليل اعتمادها على إيران. وعليه، توقع الغازي أن يشمل الاتفاق تقديم حوافز لسوريا لإقناعها بإعادة تقييم علاقاتها مع إيران.
وبناء عليه، طرح الغازي مسألة التطبيع مع سوريا، مرجحاً أنّ دمشق ستستفيد من الصفقة، إذ ستُدفع لها الأموال مقابل السماح باستجرار الغاز والكهرباء عبر أراضيها وبناها التحتية، كما أنّها ستموّل مباشرةً نتيجة منح عقود إصلاح خط الأنابيب والبنى التحتية لأحد رجال الأعمال المرتبطين بدمشق.
توازياً، لفت الغازي إلى أنّ الصفقة ستستدعي اتفاقاً سياسياً بين الأردن ولبنان وسوريا بهدف إصلاح شبكة الكهرباء والبنية التحتية المتعلقة بخط أنابيب الغاز. وإلى جانب المكاسب المذكورة، لم يستبعد الغازي اهتمام سوريا بالتطورات السياسية الجارية على هامش الاتفاق، ما من شأنه السماح لدمشق باستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية والاستفادة من التجارة مع الدول العربية.
الغازي الذي أكّد أنّ الصفقة الاقتصادية هذه تركز على لبنان بشكل أساسي، شدّد على أنّها تهدف أيضاً إلى تلبية رغبة الإدارة الأميركية في الضغط لإعادة العلاقات بين الأردن وسوريا، على أنّ الهدف يقضي بتقليص نفوذ وقوة إيران في سوريا. إلى ذلك، رأى غازي أنّ الخطوة الأميركية تمثّل رسالة إلى روسيا تفيد بأنّ تعديل العقوبات ممكن إذا ما غيّر “النظام سلوكه”.
لبنان24