مجتمع “الحريديم” يسرّع تفشي كورونا في “إسرائيل”.. برنامج سري وخطط بالأدراج
تحدثت صحيفة “هآرتس” العبرية عن سلوك مجتمع الحريديم اليهودي الإسرائيلي، وكيف يساهمون بتجاهلهم الفظ للتعليمات والإجراءات، في زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وأوضحت “هآرتس” العبرية في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن معدل تفشي وباء كورونا، “يواصل الهبوط في كل القطاعات، ولكن في مجتمع الحريديم انخفاض بسيط”، منوهة إلى أن “تجمعات واسعة من جمهور الحريديم، يواصلون تجاهل تعليمات كورونا بصورة فظة، دون أن تبذل إسرائيل أي محاولة حقيقية لإنفاذ القانون بالقوة”.
ورأت أن ما يقوم به الحريديم في مناطقهم، “يساوي العصيان المدني، وبالتالي لا مناص من العودة إلى نموذج تفاضلي؛ تسهيلات في المدن الخضر وإغلاق الحمر، مع تقديم مساعدة من الحكومة تساهم في تخفيض معدل الإصابة هناك أيضا، ولكن ما يظهر، أن الحكومة لا تنوي القيام بذلك”.
ووسط “استياء حريديم” من النموذج التفاضلي، ذكر مدير عام وزارة الصحة، البروفيسور حيزي ليفي، أنه “من الناحية المهنية، الإغلاق المشدد يجب أن يستمر فقط في 13 مدينة حمراء”، لافتا إلى أن “النية؛ تقديم تسهيلات بالتدريج وبصورة متوازية في كل القطاعات، دون علاقة بالفروقات في معدلات الإصابة بينها، ابتداء من يوم الأحد”.
ونبهت الصحيفة إلى أن “المشكلة تتفاقم بسبب إصرار الحاخامات والسياسيين الحريديم على استئناف الدراسة”، مشيرة إلى وجود “مخاوف شديدة لدى “قيادة الحريديم، من نتائج استمرار إغلاق مؤسسات التعليم؛ لأن آلاف الطلاب تسربوا من المدارس الدينية في نهاية الإغلاق الأول في نيسان الماضي”.
ومن وجهة نظر الحريديم، فإن “العودة الفورية للدراسة، خطوة ضرورية ضد ضعف محتمل في العقيدة، ولكن هذا لا يتساوق مع وضع الإصابات في البلدات الحريدية، لأن مؤسسات التعليم من شأنها أن تتحول ثانية لبؤر عدوى”.
وأفادت بأن “كل أداء الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو خلال الأزمة الحالية، يتراوح ما بين الخطير مرورا بالمقلق وحتى المتناقض”، موضحة أن “استقالة مديرة عام وزارة المالية، كيرن تيرنر، وهي استمرارا لاستقالات أخرى في قيادة الوزارة، تعكس شدة الشرخ الموجود، بين المستوى المهني في الوزارة وبين الوزير يسرائيل كاتس ونتنياهو”.
وأشارت “هآرتس” إلى النزاعات التي تجري داخل حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو، حيث تسود حالة من التوتر بين نتنياهو ووزير المالية كاتس، في حين، انشغلت الوزيرة ميري ريغف المقربة من نتنياهو، بـ”تصفية حسابات مع إيال باركوفيتش، الذي تجرأ على القول، إن شخصيات كبيرة في الليكود تتصرف كمنظمة إجرامية في دفاعها عن نتنياهو”.
ونوهت إلى أن كل ذلك يجري، في الوقت الذي تستمر فيه الوفيات بسبب كورونا، إضافة إلى أن مئات الآلاف من الإسرائيليين لا يعرفون من أين سيحصلون على مورد رزقهم.
وتابعت الصحيفة: “إزاء هذا التضليل المتعمد، يجدر بنا أن نذكر ثلاثة أمور بسيطة، الأول؛ الحكومة خرجت بصورة سريعة وغير محسوبة من الإغلاق الأول، الثاني؛ لو وافق نتنياهو على اتباع إغلاقات تفاضلية منذ فترة، كما أوصى الخبراء، لربما كان بالإمكان منع إغلاق اقتصادي آخر، ولكنه خاف من غضب الحريديم، الثالث؛ والإغلاق بات هو المخرج الأخير، الذي يدلل على فشل كل الجهود الأخرى، علما بأن أضراره على الصحة والاقتصاد وغيرها، يزيد على أضرار الوباء”.
وأفادت بأن الجيش الإسرائيلي ولأول مرة، “يتجند لعلاج مدنيين إسرائيليين، حيث أعلن عن فتح قسمين علاج مرضى كورونا في مستشفى رمبام”، معتبرة أن “التجنيد الاستثنائي للجيش في مكافحة كورونا، يأتي على حساب المعالجة الطبية اليومية المقدمة للجنود ورجال الخدمة الدائمة”.
ولفتت إلى أن “القرار بهذا الشأن، اتخذه رئيس الأركان أفيف كوخافي، بعد تردد طويل في القيادة العسكرية بشأن حجم التدخل المطلوب من الجيش لمعالجة مرضى كورونا، في الموجة الثانية من الفيروس”، مبينة أنهم “في هيئة الأركان، يخشون من تحمل مسؤولية كاملة عن الأزمة، ويفضلون وضع الإمكانيات العسكرية تحت تصرف وزارة الصحة”.
وفي سيناريوهات أخرى أسوأ من تفشي كورونا، كشف “هآرتس”، أن لدى الجيش خططا محفوظة في الأدراج، حيث “سيتم من بين أمور أخرى، دراسة استخدام المستشفيات الميدانية في قاعدتين من قواعد المجندين الجدد للجيش الإسرائيلي، قاعدة “لواء غولاني” في “رغفيم” في وادي عارة، والقاعدة الموازية للواء المظليين في “شومارية” شمال النقب”.
وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن وجود مبادرة لدى الحريديم، تتجنب استخدام المستشفيات الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه “ما لا يقل عن 170 شخصا من المرضى الذين يحصلون على العلاج من قبل شبكة المتوطنين السرية في حالة خطيرة الآن، وقد تلقى أكثر من ألفين مريض خطير العلاج بشكل سري خلال الأشهر الستة الماضية”.
وتابعت: “ادعى المنظمون أن ما مجموعه 10- 15 فقط من مرضاهم قد ذهبوا إلى المستشفيات، من بينهم ثلاثة فقط توفوا”، مضيفة أن “من بين أولئك الذين تلقوا العلاج في المنزل كان هناك العديد من قادة الحريديم، بما في ذلك زعيم طائفة “بلز” الحسيدية، الذين تعافوا تماما”.
المصدر: عربي 21