القصّة الكاملة لتكليف ميقاتي من الفرنسيّين الى “الحزب” والعشاء مع باسيل
كتب داني حداد في موقع mtv:
تأخّر وصول نجيب ميقاتي الى رئاسة الحكومة أشهراً عدّة. كان يفترض أن يُسمّى نائب طرابلس، بدعمٍ فرنسيّ، بعد اعتذار مصطفى أديب، إلا أنّ سعد الحريري قطع الطريق عليه وترشّح فكُلّف ولم يؤلّف.
عاد الحديث عن تسمية ميقاتي خلال زيارة الموفد الفرنسي باتريك دوريل الى لبنان منذ أسبوعين، وتحديداً في اللقاء الذي جمعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.
حاول الحريري، قبيل اعتذاره، الدفع نحو تكليف تمام سلام، لكنّ الأخير رفض بشكلٍ قاطع، فلم يبقَ من نادي رؤساء الحكومات السابقين إلا ميقاتي، في ظلّ استبعاد فؤاد السنيورة.
هكذا، سلك ميقاتي طريقه نحو التكليف بدعمٍ فرنسيّ وموافقة من حزب الله وتسليمٍ من الحريري، وتأييدٍ من نبيه بري الذي وضع مواصفات لرئيس الحكومة الذي يريده وهي: ألا يستفزّ الحريري، وأن يكون قادراً على التواصل مع المجتمع الدولي، وألا يكون على علاقة جيّدة بالرئيس ميشال عون والنائب جبران باسيل.
وتشير المعلومات الى أنّ ميقاتي عقد، منذ وصوله الى بيروت صباح السبت، سلسلة لقاءات، من بينها اجتماعه في عين التينة مع بري الذي انضمّ إليه المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين خليل. واجتماع مع وليد جنبلاط خرج منه بموافقة على تسميته من قبل اللقاء الديمقراطي. كذلك تواصل هاتفيّاً مع رئيس الجمهوريّة الذي أوفد إليه أمس مستشاره الوزير السابق سليم جريصاتي. أما مساء السبت، فتناول ميقاتي العشاء بضيافة باسيل الذي كان باشر التفاوض معه قبل أيّام، وقد سرّب صباح الجمعة أنّه يتّجه لتسمية السفير نواف سلام في إطار الضغط على ميقاتي، لا أكثر.
وتشير المعلومات الى أنّ باسيل، وعلى الرغم من أنّه لن يسمّي أحداً في الاستشارات، بناءً على رغبة حزب الله، وعلى الرغم من إبلاغه ميقاتي بأنّه لن يمنح حكومته الثقة، دخل مع الأخير في لعبة الحصص وتوزيع المقاعد الوزاريّة وطلب حقائب محدّدة أبرزها وزارة الداخليّة والبلديّات.
ويبدو واضحاً أنّ توزيع الأدوار سيستمرّ بين عون وباسيل، فيشارك الأول في الحكومة بحصّة من ثمانية وزراء ويقف الثاني في موقع المعارضة لها، في إطار الاستعداد للانتخابات النيابيّة المقبلة.
كذلك، أجرى ميقاتي سلسلة اتصالات هاتفيّة ببعض رؤساء الكتل النيابيّة والنواب، ومنهم أسعد حردان الذي سيسمّيه مع نواب الحزب السوري القومي الاجتماعي، وهاغوب بقرادونيان الذي لم يمنحه جواباً حاسماً، خصوصاً أنّ العلاقة بينهما ليست جيّدة بسبب موقفٍ سابق لميقاتي من تمثيل الطائفة الأرمنيّة في الحكومة. أما النائب طلال ارسلان فلن يسمّي أحداً.
كذلك، تشير المعلومات الى أنّ ميقاتي لم يتواصل مع رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع الذي قيل إنّه استجاب لطلبٍ فرنسيّ بعدم تسمية مرشّح منافس، مثل نواف سلام.
وعليه، سيصبح نجيب ميقاتي رئيساً مكلّفاً بعد ظهر اليوم، من دون منافسة من إسمٍ آخر. أما حظوظ التأليف فمرتبطة باستمرار الضغط الفرنسي والأميركي الذي ظهر قبيل التكليف. علماً أنّ ميقاتي لن يبقى مكلّفاً، من دون تشكيل، أكثر من نهاية شهر آب، ليلحق بسلفَيه بالتكليف وعدم التأليف.
وسيكون لبنان، في لهيب آب المناخي، بين سيناريوهين: إما تأليف سريع وتراجع لسعر الدولار لما دون الـ ١٥ ألف ليرة. أو لا تأليف وارتفاع في سعر الدولار ودخول لبنان في المجهول والشلل الحكومي حتى الانتخابات النيابيّة التي سيصبح إجراؤها في موعدها صعباً.
الكرة اليوم في ملعب بعبدا…