موجة حر تمحو بلدة كندية بـ15 دقيقة!
موجة حر شديدة تسيطر على كندا وقد محت النيران بلدة من الوجود بغضون دقائق، وكشف ناجون من سكانها عن شهاداتهم المروعة لما عايشوه، وهم يشاهدون النار تأكل منازلهم وتلاحقهم وهم يحاولون النجاة بحياتهم.
محت موجة حر شديدة بلدة كندية من الوجود بغضون دقائق، وكشف ناجون من سكانها عن شهاداتهم المروعة لما عايشوه، وهم يشاهدون النار تأكل منازلهم وتلاحقهم وهم يحاولون النجاة بحياتهم.
صحيفة The Independent البريطانية قالت، الأحد 4 يوليو/تموز 2021، إن ألسنة اللهب وصلت إلى ارتفاع ما يقارب 3 أمتار في بلدة لايتون الكندية، مقتحمة بذلك منزل بيبر كويفيلون فيما كان يحاول هو جمع كلابه في شاحنته، استعداداً للفرار من البلدة.
ركض بيير إلى داخل المنزل لإنقاذ قطته، ولمَّا عاد، وجد شاحنته وقد اشتعلت فيها النار بالفعل، ولم يكن أمامه خيار سوى التخلي عن سيارته المحترقة، وكلابه في داخلها، هرب بيير بحياته من البلدة سيراً على الأقدام وقطته بين ذراعيه.
يروي بيير لحظات الرعب التي عاشها، ويقول: “ركضت نحو المدينة، والنار كأنها لم تتوقف عن ملاحقتي. وفي نحو 15 دقيقة، كانت البلدة بأكملها قد اختفت”.
بيير هو واحد من نحو ألف ساكن من السكان السابقين لبلدة لايتون، الواقعة بمقاطعة كولومبيا في كندا، وهم الذين أُجبروا على ترك منازلهم وراءهم والفرار إلى البلدات المجاورة، بعد أن دمرت حرائق الغابات معظم أنحاء البلدة الكندية الصغيرة.
سرعان ما تمّ إجلاء غالبية سكانه البلدة، واجتاحت المأساة 90% من أراضيها، وروى جيف شابمان وهو من سكان البلدة لقناة “سي.بي.سي” الناطقة بالإنجليزية كيف عجز عن إنقاذ والديه إثر سقوط عمود كهرباء على مأواهما، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
النيران في كل الجوانب
هذه الحرائق الضخمة حدثت بعد وصول درجة الحرارة في لايتون إلى 121.1 فهرنهايت (49.5 درجة مئوية)، وهو اليوم الثالث على التوالي الذي تُسجل فيه أعلى درجات الحرارة في تاريخ كندا على الإطلاق.
كان منزل بيير من أوائل المنازل التي اشتعلت بها النيران مساء الأربعاء 30 يونيو/حزيران، بعد أن أصدر عمدة البلدة أمر إجلاء فوري للسكان، وقال: “كانت البلدة على وشك الاحتراق بالكامل. والنيران تحيط بي من كل مكان. ثم وصلت إلى حدود البلدة والشيء الوحيد الذي لم تحرقه النار بعد هو أنا”.
صادف بيير سائقاً عابراً بسيارته اصطحبه إلى تلة قريبة، كانت النيران قد اندلعت فيها وتجاوزتها بالفعل، أمضى الليل، وهو “يشاهد البلدة تحترق من تحته” كما يقول، وكان بالطبع مشهداً صعباً عليه.
في مكان قريب، تمكن نيل ديك، وهو ساكن سابق آخر للبلدة يبلغ من العمر 72 عاماً، من الصعود إلى التلة نفسها في وقت مبكر من صباح يوم الخميس 1 يوليو/تموز، هرباً من ألسنة اللهب، وقد استطاع جمعَ بعض المتعلقات، معظمها صور قديمة، من منزله في لايتون قبل أن يتحول إلى جحيم مشتعل.
بالموازاة مع ذلك، كان السكان الذين اضطروا إلى مغادرة لايتون لا يزالون يتدفقون على مركز الإجلاء صباح الجمعة 2 يوليو/تموز، وبعضهم يأتي في سيارات محملة بالأطفال والحيوانات الأليفة، وهو في أمَسّ الحاجة إلى أي مكان للإقامة بعد رحلة الأهوال التي خاضها.
ساء المشهد قبل أيام مع بروز ظاهرة مناخية نادرة الحدوث، في إشارة إلى تشكّل سحب رعدية فوق مصادر الحرارة الشديدة، مسفرة عن اشتعال حرائق جديدة بسبب الصواعق التي تثيرها.
وبرقت يوم الجمعة الفائت لأكثر من 500 مرة في كاليفورنيا حيث أتت حرائق على نحو 15 ألف هكتار تشمل منطقة سياحية كانت تستعد لاستضافة كثير من الزوار في عطلة نهاية الأسبوع الطويلة بمناسبة العيد الوطني في الرابع من تموز/يوليو
kataeb.org