جزيرة غير مأهولة قد تشعل حربا بين أميركا والصين
أثار توغل طائرات صينية في الأجواء حول تايوان، قلق القادة العسركيين في كل من الولايات المتحدة وتايوان.
والثلاثاء، حلقت 28 طائرة حربية صينية حول الأجواء التايوانية، وهو أكبر توغل من نوعه هذا العام، وفق موقع وكالة “بلومبرغ”.
وحلّقت بعض طائرات جيش التحرير الشعبي الصيني، بما في ذلك قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاع، شرقا من الساحل الصيني حول الطرف الجنوبي لتايوان.
وانفصلت البقية عن السرب، وانطلقت لفترة وجيزة جنوبا باتجاه جزيرة براتاس الصغيرة في بحر الصين الجنوبي قبل أن تعود أدراجها.
وحلقت بعض الطائرات الصينية بالقرب من جزيرة مرجانية، غير مأهولة باستثناء حامية من مشاة البحرية التايوانية وضباط خفر السواحل.
توغلات يومية
بيانات وزارة الدفاع التايوانية عن الحادثة، والتي تضمنت جميع عمليات التوغل في منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان بين براتاس والبر الرئيسي الصيني، أظهرت أن هذه التوغلات أصبحت “أمرا شبه يومي” وهو ما أثار قلقل الأميركيين والتايوانيين على حد سواء.
ووفق “بلومبرغ”، فإن هذه الدوريات “تشير إلى استياء بكين من الحكومة المنتخبة ديمقراطياً في تايبيه وجهودها الناجحة لجذب المزيد من الدعم الأميركي، وهو ما يتضح أيضا من بيان مجموعة السبع هذا الأسبوع.
ورداً على تحركات الصين، كثفت إدارة الرئيس جو بايدن رحلات المراقبة بالقرب من براتاس، مما زاد من خطر المواجهة أو الصدام بين اثنين من أقوى الجيوش في العالم.
يخدم التركيز الصيني على براتاس عدة أهداف للرئيس شي جين بينغ، إذ يسلط الضوء على قابلية تايوان للهجوم أثناء التحقيق في دفاعاتها.
وتختبر الاستراتيجية أيضًا حدود الالتزام الأمني لواشنطن، وما إذا كانت على استعداد لخوض حرب للدفاع عن الشعاب المرجانية الشاغرة إلى حد كبير على بعد مئات الأميال من أقرب قاعدة أميركية.
وتُظهر الحملة الجوية كذلك أن بكين لديها خيارات لتوجيه ضربة ضد تايبيه، بينما يمكن أن تستفيد الصين من الاستيلاء على جزيرة براتاس، لجعلها أرضية انطلاق جديدة للعمليات العسكرية المستقبلية دون إثارة صراع واسع النطاق مع الولايات المتحدة.
ماذا ستفعل الولايات المتحدة؟
وبالنسبة لرئيس قسم الدراسات الأمنية وعلم الجريمة في جامعة ماكواري في سيدني، بان شارير، “هناك احتمال جدي بأن الصين تسعى لاحتلال إحدى تلك الجزر”.
وشهر آذار الماضي، حذّر قائد القوات الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الأدميرال فيليب ديفيدسون، خلال جلسة استماع أمام لجنة في مجلس الشيوخ الأميركي من أن الصين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها، قد “تغزو البلاد في غضون ست سنوات”.
واعتبرت بكين أن الأدميرال الأميركي “بالغ” عمدا في تحذيره من احتمال غزو الجيش الصيني تايوان من أجل تبرير زيادة الإنفاق العسكري الأميركي ووجود الولايات المتحدة في آسيا.
وردا على سؤال حول هذا الموضوع في طوكيو حيث احتلت مسألة تايوان في مناقشات رؤساء الدبلوماسية والدفاع، أكد رئيس البنتاغون لويد أوستن أن “الإكراه الذي تمارسه الصين تجاه البلدان الأخرى في المنطقة، أمر غير مقبول”.
وتابع “في ما يتعلق بجدول زمني محدد، لا أستطيع أن أخوض في فرضيات. وظيفتي هي التأكد من أننا مستعدون قدر الإمكان للرد، في أسرع وقت ممكن، على أي تحديات نواجهها نحن أو حلفاؤنا”.
وكان الأدميرال ديفيدسون يبرر للكونغرس زيادة الإنفاق العسكري الأميركي في المنطقة لاستعادة ما سماه قدرة “الردع” أمام التوسع الصيني.
لكن الجيش الأميركي يبرر تحليله بمجموعة من العوامل العسكرية والرمزية التي تفصح، وفقا له، عن سعي بكين لغزو الجزيرة التي لجأ إليها القوميون عام 1949 بعد انتصار الشيوعيين في نهاية الحرب الأهلية الصينية.
وتعتبر “جمهورية الصين الشعبية” الجزيرة إقليما متمردا وتطالب بشكل متكرر بإعادته إلى أحضان بكين، وبالقوة إذا لزم الأمر.
والولايات المتحدة، حتى وإن لم تعترف بالجزيرة كدولة مستقلة، التزمت رسميا بالدفاع عنها.
25 سفينة حربية جديدة
وخلال الفترة الأخيرة، سرع الجيش الصيني وتيرة تحديثه حتى في فترة الوباء، من خلال تركيز جهوده على الأسلحة المناسبة خصوصا لغزو تايوان، وفق ما قال مسؤول عسكري أميركي لمجموعة من الصحافيين شرط عدم كشف هويته، وفق ما نقلته وكالة فرانس برس.
وأوضح “في خضم الوباء، طلبت الصين 25 سفينة حربية جديدة ولم تكن زوارق دوريات أو سفن جر … كانت طرادات ومدمرات وفرقاطات وسفنا برمائية وغواصات مزودة صواريخ باليستية”.
وتابع أن السفن البرمائية والفرقاطات ستكون مناسبة للاستيلاء على مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي فيما يمكن استخدام الطرادات والغواصات لإبقاء الولايات المتحدة بعيدة.