هجوم غامض بـ”الطاقة الموجهة” قرب البيت الأبيض
تحقق سلطات فيدرالية أميركية في واقعتين على الأقل، تضمنتا هجومين بـ “الطاقة الموجهة” على الأراضي الأميركية، واحد منها قرب البيت الأبيض في واشنطن، حصل في تشرين الثاني الماضي.
ويتشابه الهجوم الأخير مع هجمات مماثلة استهدفت عشرات الأفراد الأميركيين في الخارج، وكان آخرها في سوريا، حيث ظهرت أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا على المصابين، حسبما كشفت صحيفة “بوليتكيو” الأميركية، في 22 نيسان، نقلا عن مسؤولين اثنين مطلعين.
ووصفت مصادر مطلعة لشبكة “سي إن إن” الأميركية، أن الهجوم الذي ربما وقع قرب البيت الأبيض، يعتبر مقلقا بشكل خاص، وذلك رغم عدم توصل تحقيقات البنتاغون والمؤسسات الأخرى إلى نتيجة حتى الآن حيال الأمر.
وكان مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية قد كشفوا تفاصيل الواقعتين أمام مشرعين في لجنتي القوات المسلحة بمجلسي الشيوخ والنواب، بما فيها الذي وقع بالقرب من البيت الأبيض بحسب “سي إن إن”.
وذكرت عدة مصادر حالية وسابقة في الخدمة، إن الهجوم الذي وقع على الجانب الجنوبي من حديقة البيت الأبيض، أصاب مسؤولا في مجلس الأمن القومي الأميركي.
الغارات الأميركية على سوريا.. هكذا علّق الروس
البنتاغون يحقق في هجمات بـ”الطاقة الموجهة” ضد القوات الأميركية في سوريا
وكانت مسؤولة في البيت الأبيض أصيبت بنفس الطريقة، أثناء سيرها رفقة كلبها في إحدى ضواحي ولاية فيرجينيا، في واقعة سابقة خلال عام 2019.
وتتشابه أعراض الإصابة بتلك التي عانى منها أفراد وكالة الاستخبارات المركزية ووزارة الخارجية الأميركية في الخارج، وسرعان ما بدأ المسؤولون التحقيق في الحادث باعتباره هجوما محتملا على غرار “متلازمة هافانا”.
ومنذ أواخر عام 2016، أبلغ ما يقرب من 50 مسؤولا عن أعراض مرض غامض أصبح يعرف باسم “متلازمة هافانا” وظهر بين الدبلوماسيين الأميركيين العاملين في كوبا.
وشملت الأعراض طنينا حادا وضغطا في الأذنين، وكذلك فقدانا للسمع والتوازن، والتعب والصداع الحاد، فيما عانى البعض من تلف طويل الأمد في الدماغ.
وكانت الشائعات قد انتشرت في محيط واشنطن، بخصوص حوادث مشابهة على الأراضي الأميركية، وبينما تتشابه الوقائع التي حدث في محيط واشنطن مع تلك التي أصابت دبلوماسيين في الخارج سواء في كوبا، أو روسيا أو الصين، فإن المسؤولين لم يحددوا حتى الآن ما إذا كانت الهجمات الأخيرة داخل الأراضي الأميركية مرتبطة بتلك التي في الخارج، حسبما قالت مصادر لـ “سي ان ان”.
جدير بالذكر أن سلاح “الطاقة الموجهة”، عبارة عن نظام يستخدم الطاقة كوسيلة لتعطيل، أو إتلاف، أو تدمير معدات وأفراد العدو. وتنطوي حرب “الطاقة الموجهة” على أدوات مثل الأسلحة، والأجهزة، والتدابير المضادة، إما للهجوم أو منع الطرف الآخر من استخدام الطيف الكهرومغناطيسي “EMS”.
ويعرف موقع تابع للبحرية الأميركية أسلحة الطاقة الموجهة (DEWs) على أنها “أنظمة كهرومغناطيسية قادرة على تحويل الطاقة الكيميائية أو الكهربائية إلى طاقة مشعة، وتركيزها على الهدف، ما يؤدي إلى إحداث ضرر مادي ينتج عنه تدهور أو تحييد أو هزيمة أو تدمير قدرة العدو”.