التفكير الاوروبي في العقوبات على المسؤولين اللبنانيين بدأ.. هذه آخر التفاصيل
كتبت رندا تقي الدين في “نداء الوطن”: “كشف مصدر فرنسي متابع للملف اللبناني أنّ وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان لدى دخوله الى اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل أمس، حذر من أنّ “لبنان ينهار” وطلب من نظرائه الأوروبيين النظر في سبل مساعدة هذا البلد الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. وقال لودريان: “لبنان منقسم ويسير على غير هدى، وعندما ينهار بلد ما يجب أن تكون أوروبا مستعدة”، معرباً عن إحباطه من فشل جهود تشكيل حكومة جديدة في لبنان.
الموقف الفرنسي بات لا يستبعد فرض عقوبات على من يعطل تشكيل الحكومة من المسؤولين اللبنانيين، لكن هذا الأمر لم يكن مدرجاً بعد على جدول الأعمال، وفي ضوء المستجدات التي طرأت على الوضع في لبنان أصرّ الوزير الفرنسي على أن يتم “درس جميع آليات الضغط على من يعطل في لبنان”، ما يعني رغبته الصريحة بالبدء في مناقشة ودرس موضوع العقوبات مع نظرائه الأوروبيين.
وإذ يختزن هذا الموقف توجّهاً فرنسياً جديداً إزاء الملف اللبناني، لكن من السابق لأوانه القول إن الاتحاد الاوروبي ناقش موضوع العقوبات بالتفصيل، على أنه يبقى الحديث والتهديد باستخدام العقوبات تطوراً مهمّاً بحد ذاته، خصوصاً وأن الأمر يحصل بالتنسيق مع الاميركيين الذين باستطاعتهم التقدّم أسرع من الاوروبيين على درب العقوبات، وتبدي الإدارة الأميركية الجديدة موافقتها على زيادة الضغط على المسؤولين في لبنان.
وختم المصدر الفرنسي قائلاً: “ما حصل (أمس) ليس جديداً، فلو كانت هناك نية سياسية في لبنان لتشكيل الحكومة لكان بإمكانهم حل الأمور، ولكن أصحاب القرار السياسي في لبنان ليسوا في مستوى ما يقتضيه الوضع المنهار في البلد”.
وكتب ميشال ابو نجم في ” الشرق الاوسط”: في كلام لو دريان، وفق قراءة مصدر دبلوماسي في باريس، أمران أساسيان: الأول، اعتراف بأن باريس منفردة ليست قادرة على التأثير في المشهد السياسي اللبناني رغم انخراطها في العمل من أجل العمل بخطة إنقاذية محددة وواضحة البنود طرحها الرئيس ماكرون مرتين: في السادس من آب وفي الأول من أيلول، وحصل على موافقة القوى السياسية الرئيسية عليها قبل أن ينقلب بعضهم عليها سريعاً. والثانية، أن فرنسا تبحث عن «رافعة أوروبية» تكون ذات معنى، ويحسب لها السياسيون اللبنانيون الحساب، والمقصود بذلك فرض «عقوبات على المعطلين».
حتى اليوم، ليست هناك لوائح عقوبات جاهزة لا فرنسياً ولا أوروبياً. ويرى مراقبون في باريس أن الاتحاد الأوروبي «لن يتحرك» ما لم تفرج واشنطن عن «خطتها» إزاء لبنان، فيما الأخيرة غارقة في كيفية التعاطي مع الملف النووي. وبعكس ما كان منتظراً، لا مؤشرات في الأفق تدل على إمكانية تحقيق اختراق في الأسابيع المقبلة، بعد أن طوت واشنطن ورقة الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وأكدت أن دبلوماسيتها «لن تكون رهينة» هذا الاستحقاق.