“الناس رح تاكل بعضا” والآتي أسوأ.. الأسعار تواصل الارتفاع والتسوّق صار مغامرة
كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”: مجدداً، يعيش المواطن المذلول في سباق مع الدولار. وبعد الارتفاع الدراماتيكي في سعر صرف الدولار في السوق السوداء، من البديهي ان يتهافت المستهلكون للتبضّع والتخزين لكن هل لا تزال قدرتهم الشرائية تسمح بذلك؟
موجة جديدة من الارتفاعات في اسعار السلع بدأت تتظهّر تباعاً كنتيجة طبيعية لارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء الى 10 آلاف ليرة، لكن المشهد غير المألوف الذي من المتوقع ان يتزايد ربما في الايام المقبلة يتمثل بالفيديو الذي انتشر امس على مواقع التواصل الاجتماعي عن شجار بين المستهلكين على كيس حليب مفقود اصلاً وجد صدفة في احدى السوبرماركتات. صحيح ان ادارة السوبرماركت أوضحت لاحقا ان الاشكال ناجم عن رغبة احد الزبائن في الحصول على عدد كبير من البضائع المدعومة وتحديداً مادتي الزيت والحليب، بحيث قد يحرم المستهلكين الآخرين من السلعتين، لكن ذلك لا يمنع انّ المشهد قد يتكرّر بظروف مختلفة، ويثبت التنبؤات بأنّ «الناس رح تاكل بعضا»، والآتي أسوأ.
في هذا الاطار، أعلن نقيب أصحاب السوبرماركت نبيل فهد انّ أسعار السلع الاستهلاكية بدأت بالارتفاع متأثرة بسعر الصرف الذي وصل في السوق الموازي الى 10 آلاف ليرة مقابل الدولار، وقد بدأنا بتسلّم لوائح الأسعار الجديدة من الموردين ونعمل على تبديل الأسعار لاعتماد التسعيرة الجديدة، وقال لـ»الجمهورية» انّ الزيادة في الأسعار ستطال كل الأصناف المستوردة خصوصاً بعدما ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة بنسبة 10 في المئة بشكل مفاجىء. وأكد أنّ هذه الزيادة ستختلف بين سلعة وأخرى انما ستتراوح ما بين 5 و12 في المئة. وقال: على عكس ما كان سائدا في السابق، فإنّ أسعار الحبوب لن تتغير لأنها مدعومة على سعر 3900 ليرة للدولار.
وأوضح فهد انّ هامش احتساب سعر الدولار على السلع يختلف من سلعة الى أخرى، فالسلعة التي تباع بسرعة لن يرتفع سعرها كثيرا لأن التاجر يسترد ثمنها فورا ويشتري الدولار، أما السلع التي تأخذ حوالى الشهرين قبل تصريفها فيزيد فيها المورّد هامش التسعير وفقاً للدولار بما لا يتعدى الـ5 % لأنه يخشى بعد ان يحصّل ثمنها من السوق ان يكون قد ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة.
المصدر: الجمهورية