كورونا لبنان: هل فتح المدارس آمن؟
كتبت تالا غمراوي في “أساس ميديا”:
“أقل من 10% من سكان العالم، أي 780 مليونًا على الأكثر، طوّروا أجسامًا مضادة لفيروس كورونا المستجدّ”. رقم محبِط أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية ويثير القلق وتحديدًا بعد عودة الجدل الحاصل حول فتح المدارس أو تركها مقفلة إلى أجل غير مسمّى.
وقد كشف تقرير جديد صدر عن وزارة الصحة في لبنان تسجيل 7000 حالة إيجابية في الأعمار بين 0 إلى 9 سنوات و26000 بين 10 إلى 19 سنة. توفّي منهم 15 مريضًا، يعاني 14 منهم من أمراض مصاحبة.
مدير مستشفى رفيق الحريري فراس الأبيض حذّر في تغريدة من خطورة فتح المدارس مع وضع كورونا الحالي في لبنان، ونصح باتّخاذ تدابير السلامة المناسبة قبل ذلك، بما في ذلك إجراء الفحوص الدورية.
هكذا إذًا، فبعد الانتهاء من الفتح التدريجي للبلاد بمراحله كافة، لم يبقَ سوى العودة للمدارس. فمتى سيكون موعد فتحها مع استبعاد وزارة التربية مسألة توزيع الإفادات هذا العام، وإصرار الوزير على إجراء الامتحانات الرسمية؟
رئيس اللجنة العلمية في نقابة الأطباء، ورئيس دائرة طبّ الأطفال في كليّة الطبّ في جامعة القديس يوسف في بيروت، الدكتور برنار جرباقة، كشف لـ”أساس” عن تنسيق يحصل بين وزارة التربية ونقابة الاطباء، وبين لجنة الصحة المدرسية، لتحديد موعد فتح المدارس: “القضية ما زالت قيّد النقاش والدرس، ولم تصل المناقشات إلى خواتيمها بعد”.
وأكّد جرباقة أهمية الاستماع إلى الرأي العلمي والخبراء: “لأنّنا نبني معطياتنا على معلومات، ولا يوجد أدنى شكّ أنّ مرحلة فتح المدارس قبل الأعياد كانت سليمة وآمنة، طوال شهرين وكذلك دور الحضانة، طوال 4 أشهر ولم يتم تسجيل أيّ حالة داخل المدارس بحسب قسم الترصّد الوبائي، باستثناء حالة واحدة. أما بعد فترة الأعياد ومع الانتشار السريع ووصول السلالات الجديدة، فقد انتشر الفيروس أكثر ضمن الأسر وطال شرائح عمرية من الأطفال. لذا نعمل في الوقت الحالي على اكتساب الخبرات الموجودة حول العالم وفي أوروبا حول أمرين:
الأول: قوة انتشار المتغيّرات للفيروس.
والثاني: الإمكانات الموجودة في لبنان للحدّ من الانتشار، بما فيها تلقيح القطاع التربوي كي يتمكن من اتخاذ القرار الحاسم والآمن بموعد فتح المدارس والعودة إليها. لأنّ من الأفضل التريّث والانتظار لمعرفة الطرق والسبل الآمنة.
وختم جرباقة كلامه مؤكدًا أنّ “فكرة فتح المدارس ليست مطروحة في الفترة القريبة العاجلة، بل المطروح تحديد موعد الفتح، وفي حال لم تفتح تحضير خطة بديلة من أجل استمرار التعليم بشكل سليم للطلاب، بمن فيهم الأكثر فقرًا، ومن يعانون صعوبات تعليمية ويعانون مشاكل في التعليم عن بعد، تمهيدًا لقرار حاسم يأخذ بعين الاعتبار صحة الأطفال البدنية وكذلك الجهاز التعليمي، وأيضًا صحة المجتمع النفسية وصحة العائلات الاقتصادية، كي لا نخسر أكثر مما خسرناه صحيًّا واقتصاديًا”.
المدارس الخاصة
نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رودولف عبود لفت إلى أنّ “الأساتذة جاهزون تربويًّا للعودة إلى التعليم المدمَج، لكن يجب في البداية تأمين اللقاح وإعطاء الكادر التعليمي الأولوية”، مؤكدًا في حديث لـ”أساس” عدم تحديد موعد حتّى الآن لتلقيح المعلمين: “القطاع الرتبوي مدرج ضمن الخطة الوطنية في المرحلة الثالثة، لكنّ التواصل قائم مع وزير الصحة واللجنة الوطنية واللجنة الوطنية للقاح لهذه الغاية”.
وطالب بعدم إلزام الأساتذة بالعودة إلى التدريس: “لا سيما الذين لديهم أوضاع صحيّة خاصّة، والسماح لهم بالتعليم عن بُعد من منازلهم أسوةً بالتلامذة”.
المدارس الرسمية
مديرة الإرشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري كانت قد حدّدت في وقت سابق الموعد المبدئي للعودة إلى التعليم المدمج، وفق خطة فتح القطاعات تدريجًا، في المرحلة الثالثة، بين الأسبوعين الأوّل والثاني من آذار (8 آذار أو 15 آذار)، على أن تشمل صفوف الشهادات، ودائمًا وفق المعايير الصحية المعتمدة بنصف الطاقة الاستيعابية للصفوف، عدا عن أنّ المناهج قد قلصت مسبّقًا.