“التعميم مرفوض”… عون “مستاء” من الراعي؟!
لا يبدو “تفصيلاً” غياب رئيس الجمهورية ميشال عون عن قدّاس عيد الميلاد في بكركي، ولو برّر الأمر بالظروف الصحّية الناتجة عن تفشّي فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية الضرورية في مواجهة الوباء، وكلّها أسباب قد تكون “موجبة”، إلا أنّها لم تَبْد “مقنِعة” لدوائر بكركي بالدرجة الأولى.
يكفي للدلالة على ذلك، وفق ما يكشف المطّلعون، أنّ الرئيس عون الذي استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي في قصر بعبدا قبل أسبوعٍ واحدٍ من عيد الميلاد، في إطار “المبادرة” التي أطلقها الأخير لتقريب وجهات النظر حكوميّاً، لم يوحِ له بأيّ “نيّة” لديه بمقاطعة قدّاس الميلاد، بل على العكس من ذلك، أبدى كلّ “انفتاح ومرونة”.
لا يبدو “تفصيلاً” غياب رئيس الجمهورية ميشال عون عن قدّاس عيد الميلاد في بكركي، ولو برّر الأمر بالظروف الصحّية الناتجة عن تفشّي فيروس كورونا، والإجراءات الاحترازية الضرورية في مواجهة الوباء، وكلّها أسباب قد تكون “موجبة”، إلا أنّها لم تَبْد “مقنِعة” لدوائر بكركي بالدرجة الأولى.
يكفي للدلالة على ذلك، وفق ما يكشف المطّلعون، أنّ الرئيس عون الذي استقبل البطريرك الماروني بشارة الراعي في قصر بعبدا قبل أسبوعٍ واحدٍ من عيد الميلاد، في إطار “المبادرة” التي أطلقها الأخير لتقريب وجهات النظر حكوميّاً، لم يوحِ له بأيّ “نيّة” لديه بمقاطعة قدّاس الميلاد، بل على العكس من ذلك، أبدى كلّ “انفتاح ومرونة”.
أسباب سياسيّة!
من هنا، يبدو “التوقيت” معبّراً، فـ “اعتذار” رئيس الجمهورية عن المشاركة في القدّاس، بخلاف ما جرت عليه العادة، جاء بعد موقفٍ “صارم” للبطريرك الماروني، لم “يحيّد” فيه عون، ومن خلفه “التيار الوطني الحر”، من انتقاداته العلنيّة والمُبطَنة، على خلفية التأخير المتمادي في تأليف الحكومة، بل حمّله المسؤوليّة، بالتوازي والتكافل والتضامن، مع رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري.
وقد جاء موقف الراعي، بحسب ما يؤكد المطّلعون، “متناغماً” مع المبادرة التي أطلقها، وخلُص من خلالها إلى عدم وجود “أسباب موجبة” لتأخير تأليف الحكومة، مقابل “ألف سبب” تستوجب تأليفها بشكلٍ سريعٍ، قبل أن يُفاجَأ أنّ اللقاء بين عون والحريري، الذي أفضت إليه مبادرته في قصر بعبدا، بدا “شكليّاً”، ومن باب “رفع العتب” ليس إلا، بدليل “ترحيل” الملفّ الحكوميّ برمّته، بنتيجته، إلى ما بعد رأس السنة، وربما ما بعد بعد رأس السنة.
ومع أنّ المطّلعين يؤكدون أنّ “مبادرة” الراعي لم تنتهِ عمليّاً، وأنّها ستُستكمَل مع انطلاقة العام الجديد وعودة الحريري إلى البلاد مطلع الأسبوع المقبل، لأنّ استمرار الحال على ما هي عليه لم يعد مقبولاً، فإنّهم يلفتون إلى أنّ ما قاله الراعي لم يكن يستأهل أيّ “ردّة فعل”، إذا صحّ ما يُحكى عن أنّ المقاطعة “سياسيّة”، خصوصاً أنّ من يصرّ على اعتبار نفسه “شريكاً كاملاً” في التأليف، ينبغي أن يتقبّل “الشراكة” في تحمّل المسؤوليّات في حال الإخفاق والفشل أيضاً.
هل من تداعيات؟
لكن، في مقلب “العونيّين”، تُقرَأ الأمور من زاويةٍ مختلفة، ولو أنّهم يصرّون على نفي كلّ “التأويلات” حول مقاطعة عون لقدّاس الميلاد، ويحصرونها بالأسباب الصحية المُعلَنة، من دون أيّ زيادةٍ أو نقصان. إلا أنّهم، في المقابل، لا ينكرون وجود “استياء” من “التعميم” الذي ذهب إليه “سيّد بكركي” في توجيه الاتهامات، على طريقة شعار “كلن يعني كلن” الشهير، الذي يرفضه المحسوبون على “التيار الوطني الحر”، شكلاً ومضموناً.
ويقول المحسوبون على “التيار” إنّ “الاستياء” في هذا السياق مبرَّر ومشروع، خصوصاً بعدما حلّ البطريرك الراعي ضيفاً معزَّزاً مكرَّماً على رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، واستمع منه إلى كلّ التفاصيل المرتبطة بالعرقلة الحكوميّة، قبل أن يستقبل في الصرح البطريركيّ، الوزير السابق جبران باسيل الذي نقل له حقيقة موقف “التيار” من الملفّ الحكوميّ، ومفاده أنّه لا يريد شيئاً لنفسه أو لتيّاره، وجلّ ما يطالب به هو “توحيد المعايير”، ونقطة على السطر.
إلا أنّ هذا “الاستياء”، وفق ما يؤكد العارفون، يبقى “محدوداً ومضبوطاً” في الزمان والمكان، فالمقاطعة، ولو بدت بمثابة “رسالة” في مكانٍ ما، أعطيت “مَخرَجاً لائقاً” بعنوانٍ صحّي “كورونيّ” رائج في هذه المرحلة، ما يعني عدم تسجيل “سابقة” مقاطعة، من شأنها أن تؤدّي إلى “عزل” كما ذهب بعض المبالغين في استنتاجاتهم، وربما تمنياتهم، وأبواب القصر ستبقى “مفتوحة” أمام البطريرك الراعي لاستكمال الجهود التي بدأها، متى أراد، كما يؤكد “العونيّون”.
لا تبدو العلاقة بين الرئيس عون والبطريرك الراعي في أحسن أحوالها، فـ “العونيّون” لا يريدون الراعي سوى في صفّهم في “المعركة” التي يخوضونها، والأخير يفضّل الجلوس في المنطقة “الوسط”، مع التزام “تحصين” موقع الرئاسة. وبين هذا وذاك، تبقى الخيارات مفتوحة، وإن جزم الجميع بأنّ “لا تداعيات” لما حصل على مستقبل العلاقة، أقلّه في المدى المنظور…
.lebanon24