الحلبي خلال إطلاق مدارس الاستجابة للطوارىء في الجنوب: نعمل على توفير العلم مهما بلغت الصعوبات والتضحيات
استكمل وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الاعمال الدكتور عباس الحلبي مع ممثلي المنظمات الدولية والجهات المانحة جولته الجنوبية ،فزار ثانوية العباسية الرسمية قضاء صور وكان في استقباله والوفد االمرافق النائب علي خريس، رئيس المنطقة التربوية في الجنوب احمد صالح ، المدير العام للتعليم الابتدائي هادي زلزلي، رئيس اتحاد بلديات قضاء صور المهندس حسن دبوق ورئيس بلدية العباسية علي عزالدين وحشد من مدراء المدارس الرسمية والخاصة.
بعد كلمة ترحيب من مدير الثانوية يوسف حمود، قال الوزير الحلبي: “اسمحوا لي بداية أن أتقدم من ذوي الشهداء والضحايا بالتعازي القلبية والتبريك وأن أحيي روح هؤلاء الذين دفعوا دماءهم فداءً للوطن، وأتوجه إلى المصابين أيضا” بالتحية والدعاء لهم بالشفاء وللأهالي المنكوبين الصامدين والنازحين التمني بأن نهاية النفق المظلم أصبحت قريبة، وأنَّه لا بدّ لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم أن يتوقف. من هنا، نحيي أهلنا في غزة على بطولاتهم وصمودهم ونحيي شهداء غزة وأكثرهم أطفال ونساء، كما نتطلع إلى غد قريب حيث يرفع الظلم عن هذا الشعب الأبيّ، الذي كلما ازداد عمر النكبة كلما ازداد تعلقه بوطنه لإستعادته وتحقيق حلم دولة الوطنية وعاصمتها القدس الشريف”.
اضاف: “من هذه الربوع الخيّرة، وليس بعيدا” عن خط النار حيث يكابد أهلنا في الجنوب آثار العدوان الهمجي الإسرائيلي عليهم فيسقط الشهداء وتدمر البيوت وتحرق الأراضي والمزروعات ويصاب المواطن البريء الذي خرج لقطف الزيتون والتلميذة البريئة التي ظنَّت ببراءتها أن العدو الغاشم يفرّق بين مدني وعسكري والصحافي الذي جاء بحسب مهمته المحمية بالقانون الدولي ليغطي الأخبار ويتسقط الأنباء ويفضح بكاميرته العدوان البربري على الإنسان والأرض والبلد في هذه الربوع، جئنا لنحيي اخواننا وأهلنا ولنقول لهم نحن معكم ولن نسمح للعدوان أن يقضي على علم التلامذة ولا عن السنة الدراسية. ولقد اضطر الآلاف من التلامذة على الإنتقال قسرا” من بيوتهم ومدارسهم إلى مناطق أكثر أمانا” وكذلك معلموهم ومدراؤهم، فإننا في وزارة التربية ومع شركائنا علينا واجب تأمين اسداء التعليم حتى لا يفوت قطار المعرفة والتربية هؤلاء ولا يمنع على المعلمين رواتبهم وحقهم في الحياة”.
وتابع: “إسمحوا لي أن أقول وآؤكد بخلاف كل الضوضاء التي أثيرت حول قرار الوزارة ان جميع الخيارات والأساليب التعليمية متاحة أمام التلامذة ومعلميهم، ولا نفرض وسيلة معينة ولا نعمل على إحراج أحد لإخراجه فنحن مسؤولون عن هذا القطاع، وعلينا واجب تأمين التعليم وفتح المجال لِمَن يريد الإلتحاق. أما من تحتم عليه ظروفه خلاف ذلك فهذا قراره. لذلك لقد تعودنا في وزارة التربية أن نعمل عكس تيار التعطيل والإقفال، وعقدنا العزم منذ اليوم الأول لتسلمنا المسؤولية، أن تكون لدينا خطط للحالات الطارئة، يحدونا تصميم حاسم، وإرادة لا تتزحزح، بأن نعمل على توفير العلم مهما بلغت الصعوبات والتضحيات”.
وقال: “وهل يوجد ظرف طارىء أكثر من الظرف الراهن حيث بلغ عدد التلامذة الذين لم يلتحقوا بمدارسهم الأساسية، نحو ٦٨٠٠ تلميذ، وقد أقفلت مدارسهم قسرا بفعل العدوان الإسرائيلي الغاشم الذي يوقع في كل يوم شهداء وضحايا ابرياء في غزة وفي لبنان، وغادر المعلمون قراهم ومدارسهم” .
واعلن “اننا نجحنا في التواصل مع نحو ٥٨٨٥ من التلامذة، ومع نحو ٣٥٠٠ من تلامذة التعليم المهني والتقني، كما تواصلنا مع غالبية العائلات لمعرفة إلى أين نزحت، وتحققنا من قدرتهم على الالتحاق، وتبين لنا أن الغالبية لم تلتحق بمدارس بديلة لأسباب مالية وضيق معيشي، إذ أن هناك منازل تختنق بالعديد من العائلات في آن”.
واردف: “اليوم نطلق مع الشركاء في المركز التربوي، واليونيسف واليونسكو، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي، وبرنامج الغذاء العالمي، خطة لاستحداث مدارس الاستجابة للطوارىء، وذلك في المناطق التي انتقلوا إليها. إن هذه المدارس ستكون نموذجية وهي بمعدل عشر مدارس للتعليم العام، وعشر مدارس للتعليم المهني والتقني، ويتوافر في الصفوف أجهزة كمبيوتر محمولة لتمكين المتعلمين من الدخول إلى منصة مواردي التابعة للمركز التربوي، واستعمال الموارد الإلكترونية ، كما تم تأمين مال نقدي لتغطية تكاليف انتقال التلاميذ من أماكن سكنهم إلى المدارس النموذجية، فيما يوفر برنامج التغذية المدرسية التابع إلى برنامج الغذاء العالمي التغذية للتلامذة ومياه الشرب “.
اضاف: “وقد أصدرنا تعميما” اليوم لتسجيل التلاميذ في هذه المدارس النموذجية ووضعنا الخط الساخن رقم 01772000 ، وسوف يكون قيد الخدمة على مدار الساعة لتلبية احتياجات المتعلمين والمعلمين والمدارس ، والإجابة على أسئلتهم “.
واكد “اننا أردنا من مبادرة مرونة التعليم إنشاء بيئات تعليمية آمنة يسهل الوصول إليها، وإشراك المعلمين من المدارس المقفلة في عملية التعليم، وبالتالي تمكينهم من تحصيل بدلات الإنتاجية مقابل جهودهم ، كما تهدف هذه المبادرة إلى توفير الموارد الأساسية التي ذكرناها من أجل التعلم الفعال والقيام بجمع البيانات التي تجعلنا قادرين كوزارة وشركائها على التخطيط الاستراتيجي ، وبالتالي تلبية أساليب التعلم الشاملة والمتنوعة. كذلك تم تأمين القرطاسية والكتب المدرسية الوطنية ،مع توزيع 3400 جهاز كمبيوتر مع إمكان الاتصال بشبكة الإنترنت، ويترافق هذا الأمر مع تأمين الدعم النفسي والاجتماعي ، وتدريب المعلمين عبر المركز التربوي للحفاظ على جودة التعليم”. وأعلن انه “تم توفير أجهزة الكمبيوتر من قبل حكومة ألمانيا عبر GIZ لضمان قدرة الطلاب على مواصلة تعليمهم من خلال التعلم الإلكتروني عند الحاجة و للحصول على موارد عديدة عبر الإنترنت”.
وقال: “إنها عملية متكاملة ، تتم بتضافر الجهود والإرادات الطيبة بيننا وبين الشركاء والمانحين ، وإن هذه المناسبة التي تجمعنا اليوم ، نغتنمها لتوجيه الشكر والتقدير ، إلى جميع المخلصين الذين وفروا كل هذه الإمكانات، ونأمل في أن تنجح الجهود الدولية لرفع العدوان الإسرائيلي الذي أسقط كل المعايير الدولية والمحرمات الاخلاقية، في حرب إبادة الشعب الفلسطيني ، واستهداف اللبنانيين الآمنين من أبرياء وتلامذة وإعلاميين ومدافعين عن الأرض ، أو مزارعين حرموا من العيش الكريم وجني محاصيلهم . فلنكن جميعا على تنوع مسؤولياتنا يدا واحدة لاحتضان أبنائنا المنتقلين قسرا بين قرى الوطن ، والتقدير الكبير للأسرة التربوية الساهرة على استمرارية التعليم في أصعب الظروف. وشكرا مكررا إلى الجميع عشتم ، عاشت التربية ، وعاش لبنان”.