كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
لا توحي الظروف المحيطة بزيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت بأنّ فرص نجاحها كبيرة، خصوصاً في ظلّ الاعتراضات التي أبدتها قوى عدة في المعارضة، على نمط إدارته للملف الرئاسي، وصولاً الى رفضها الانخراط في الحوار المقترح.
مع ذلك، هناك من يعوّل على أن يتمكن لودريان من تحريك المياه الراكدة بالحصى السياسية التي يحملها، «ولو لم يكن لديه ما يبني عليه لما أتى اساساً»، كما يظن البعض.
لكن بالنسبة إلى البعض الآخر، وحده التقاطع الأميركي – الإيراني – السعودي يمكن أن يفضي الى انتخاب رئيس الجمهورية، وحتى ذلك الحين لا بأس في قليل من التسالي الديبلوماسية مع هذا الموفد او ذاك.
وإزاء الاستحضار المتزايد للدور الإيراني اخيراً، من قِبل جهات سياسية لبنانية تحمّل طهران تبعات التأخير في ملء الشغور، يؤكّد مصدر قيادي في 8 آذار، أنّ اتهام بعض القوى الداخلية لإيران بتعطيل الانتخابات الرئاسية وتحميلها مسؤولية التعثر المستمر في إنجاز عملية الانتخاب ليسا سوى هروب إلى الأمام ومحاولة لقلب الحقائق الدامغة.
ويلفت المصدر الى انّ طهران هي الأقل حضوراً في الملف الرئاسي، بينما حلفاء أصحاب هذه الإتهامات هم الأكثر تدخّلاً فيه.
ويعتبر المصدر انّ التصويب نحو إيران يرمي الى إطلاق قنابل دخانية من أجل التغطية على رفض البعض التجاوب مع الدعوات الى الحوار الذي يشكّل الممر الإلزامي للخروج من المأزق الرئاسي.
ويؤكّد المصدر انّ السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري هما المقرّران في الشأن الرئاسي، وطهران تحترم إرادتهما ولا تفرض عليهما شيئاً بتاتاً.
ويشدّد المصدر القيادي في 8 آذار على أنّ معارضي الحوار هم الذين يفرّطون منذ اشهر بكل فرصة تلوح لإيجاد حل، وذلك بسبب عنادهم ومكابرتهم، وبالتالي فإنّ هوية المعرقلين واضحة وهم لا يخفونها اصلاً.
ويلفت المصدر إلى انّ أهمية مبادرة بري تكمن في انّها كشفت النيات الحقيقية لهؤلاء ونزعت عنهم الأقنعة التمويهية، «إذ انّ بري ذهب بعيداً في مرونته وربط دعوته إلى حوار الايام السبعة بأن تُعقد في ختامها جلسات متتالية ومفتوحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس الجمهورية تجاوباً مع مطلب المعارضة، الأمر الذي شكّل ضربة معلّم في السياسة».
ويضيف المصدر: «ربما كان بري يعرف قي قرارة نفسه، عندما طرح مبادرته، انّ الجانب الأكبر من قوى المعارضة لن يقبلها بسبب غوغائيته وكيديته، ولكنه جازف بإطلاقها بغية كشف حقيقة هؤلاء، ولو انّ تلك القوى كانت اكثر حنكة لوافقت على عرض بري وأحرجته، الّا انّها لم تفعل، بل انّ ردّ فعلها انطوى على مقدار كبير من القصور السياسي، لتثبت مجدداً انّ الحقد هو أسوأ مستشار».
ويؤكّد المصدر انّ ترشيح رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية لا يزال يحظى بالدعم الكامل من الثنائي الشيعي وحلفائه، لافتاً الى انّ كل الاستنتاجات المغايرة التي طافت على السطح خلال الأيام الاخيرة هي من نسج الخيال ولا تمتّ إلى الواقع بصلة.
ويرى المصدر القريب من «حزب الله»، انّ اللقاء الذي عُقد بين رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزف عون، حُمّل اكثر بكثير مما يتحمّل، ناصحاً بعدم المبالغة في تفسيره وتفادي إعطائه اي أبعاد رئاسية.
ويجزم المصدر بأنّ فرنجية لا يزال المرشح الوحيد المدعوم من قبل «حزب الله» وحركة «أمل»، بعد لقاء عون – رعد كما قبله، وهذا الموقف باقٍ على ثباته ورسوخه منذ اليوم الأول لإعلان الثنائي عن تأييده انتخاب فرنجية وحتى الآن.
ويدعو المصدر إلى الفصل بين الاستحقاق الرئاسي وعلاقة «حزب الله» مع قائد الجيش، مشدّداً على انّ هناك ملفات مشتركة عدة تهمّ الطرفين وتحتاج إلى تنسيق وتشاور مستمرين، بمعزل عن أي قضايا او مستجدات سياسية.
ويوضح المصدر، انّ الحزب يحرص عبر كل المراحل على إبقاء العلاقة جيدة مع المؤسسة العسكرية، مشيراً الى انّ المسائل التي تتصل بالحدود والصراع مع العدو الاسرائيلي وملاحقة العملاء والتصدّي لخطر الإرهاب التكفيري وتحصين الاستقرار والتنسيق الميداني في اماكن التواجد المشترك… كلها تتطلب تعاوناً وتواصلاً.
ويعتبر المصدر، انّ تسريب خبر الاجتماع بين رعد وعون، وتوقيت انعقاده بالترافق مع الأخذ والردّ حول الأسماء المرشحة للرئاسة، هما عاملان ساهما في «الشوشرة» التي حصلت، خلافاً للمجريات الفعلية للأمور.
المصدر: Al Joumhouria | الجمهورية