عرب وعالممنوعات

عقوبة تجريم المثليين تصل للإعدام في بعض الدول العربية.. فهل المثلية مرض؟

بقلم كارول هاشمية

تعد قضية المثلية الجنسية، من حيث قبولها المجتمعي، والقوانين والتشريعات الخاصة بحقوق المثليين، من أبرز القضايا التي شغلت المجتمع الدولي في الآونة الأخيرة.

فظاهرة «الشذوذ الجنسي»، وليس المثلية كما تسمى ، لأنها بالفعل شذوذ يخالف الطبيعة والأديان والأعراف والتقاليد لغالب سكان الأرض، والثقافات المختلفة، وقد وصفت بالشذوذ ، والتي تعني الخروج عن الخط العام للبشر، وليس اتساقاً معه، والجديد اليوم هو تحوّلها إلى «ديكتاتورية».

وفيما تستمر المواجهات بين المدافعين عن الشذوذ الجنسي ووجوده والرافضين لممارساته

وتكتسب هذه القضية في العالم العربي أبعادا معقدة، نظرا للثقافة الدينية لتلك المجتمعات. حيث تجرم الديانات السماوية الشذوذ الجنسي وتعتبره خطيئة وجريمة تحاسب عليها الشريعة والقانون

دول عربية تجرم المثلية الجنسية

أخلاقيات المجتمعات الشرقية تعتبر أحد الحواجز التي تقف بقوة أمام تلك الظاهرة وتحد من انتشارها بالمعنى المعروف

في العراق ، أعلنت هيئة الإعلام والاتصالات أنها وجهت جميع وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي العاملة في البلاد بعدم استخدام مصطلح “المثلية الجنسية”، واستبداله بـ”الشذوذ الجنسي”.

ويعتبر هذا القرار هو الأول من نوعه، وقالت الهيئة في بيان صدر أمس الثلاثاء إنها تدعو للامتناع عن استخدام “مفردة المثلية الجنسية واستخدام المفردة الحقيقية، الشذوذ الجنسي

في مصر، أجرى مركز بيو للدراسات Pew Research Center مسحا جاء فيه أن 95% من المصريين، ممن استطلعت آراؤهم يرون أن المثلية الجنسية غير مقبولة في المجتمع المصري، بينما عبر 3% فقط عن قبولها. ولكن لا يجرّم القانون المصري المثلية الجنسية على نحو صريح، ولكن توجد أحكام تجرم أي سلوك يعتبر غير أخلاقي أو فاضح.

أما في دولة الإمارات العربية المتحدة تنص المادة 354 من قانون العقوبات الاتحادي الإماراتي على العقوبة “بالإعدام لكل شخص استخدم الإكراه في مواقعة أنثى أو اللواط مع ذكر، كما يعتبر الإكراه قائما إذا كان عمر المجني عليه أقل من أربعة عشر عاما وقت ارتكاب الجريمة”.

في قطر تنص المادة 296من قانون العقوبات الحالي بالسجن لمدة تتراوح ما بين سنة و3 سنوات لمرتكبي المثلية الجنسية بين الرجال.

في سوريا تحظر المادة 520 من قانون العقوبات لعام 1949 “العلاقات الجسدية ضد نظام الطبيعة”، وتنص عقوبة السجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.

في سلطنة عمان يعتبر النشاط الجنسي المثلي بين الرجال وبين النساء غير قانوني وفقا للفقرتين 33 و223 من قانون العقوبات، بحيث تصل عقوبة الجريمة بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات.

وفي آسيا، تحرم العلاقات الجنسية الرضائية في كل من أفغانستان وبنغلادش وبوتان وبرونداي دار السلام وإيران
والعراق والكويت وماليزيا وجزر المالديف
وميانمار وعمان وباكستان وقطر والسعودية وسنغافورا وسيريلانكا وأوزباكستان واليمن.

أما في لبنان، تنص “المادة 534″ من قانون العقوبات تجريم بالحبس لمدة سنة واحدة لكل ” مجامعة على خلاف الطبيعة وهي المادة التي يستند عليها بعض القضاة لتجريم المثليين.

ولكن قبل أيام وقع تسعة نواب من عدة كتل نيابية، ، في 12 يوليو/ تموز الماضي، على اقتراح قانون لإلغاء “المادة 534”

هل يوجد جين بعينه وراء المثلية الجنسية؟

أكدت دراسة علمية كبيرة عن الأساس البيولوجي للسلوك الجنسي نشرتها وكالة رويترز أنه لا يوجد “جين بعينه للمثلية الجنسية”، لكن مزيجا معقدا من العوامل الوراثية والبيئية تؤثر على ميل شخص لشركاء من نفس الجنس.

وخلص البحث، الذي حلل بيانات للحمض النووي والممارسات الجنسية لنحو نصف مليون شخص، إلى أن هناك الآلاف من المتغيرات الجينية مرتبطة بسلوك المثلية أغلبها له تأثيرات محدودة للغاية.

وقال الباحثون إن خمسا من العلامات الجينية مرتبطة “بشكل كبير” بسلوك المثلية، لكن يصعب الاستعانة بها في التنبؤ بالميول الجنسية.

وقال أندريا جانا عالم الأحياء بمعهد الطب الجزيئي في فنلندا والذي شارك في قيادة فريق الدراسة “فحصنا الجينوم البشري بالكامل ووجدنا بضع نقاط، ترتبط بوضوح بما إن كان يمارس سلوكا جنسيا مثليا”.
وأضاف أن لهذه النقاط “تأثيرا ضئيلا للغاية” وأنها تفسر مجتمعة “ما هو أقل بكثير من واحد بالمئة في فروق سلوك المثلية الجنسية”.

هل الشذوذ الجنسي مرض؟

في عام 1967 كانت كافة الدوائر العلمية و الطبية في الغرب تعتبر الشذوذ الجنسي بجميع انواعه، البيولوجية – الهرمونية و السلوكية – الاجتماعية، مرض نفسي ومن حق المصاب به الرعاية والعلاج، ولكن في عام 1973 ألغت الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين تصنيف المثلية الجنسية كاضطراب نفسي،و تبعهم في ذلك مجلس ممثلي جمعية علم النفس الأمريكية عام 1975.

و على الرغم من ذلك فهناك عدد كبير من علماء النفس و الأطباء النفسيين الغربيين لا يتفقون مع وجهة نظر هذه الجمعيات، فكيف يمكن اعتبار هذه الممارسة غير مرضية و معظم البحوث الميدانية تشير أن الغالبية العظمى من المثليين تعرضوا في بداية حياتهم لانتهاكات جنسية و يرى بعض الأطباء أن الأطفال بعد سن السادسة حين يتعرضون لهذه الانتهاكات يصابون باضطرابات نفسيه أكيدة و تتولد لديه ميول جنسية غير طبيعية .

و المهم أن نتأكد أن المحيط الاجتماعي هو المسؤول عن تنمية الميول الجنسية الغير الطبيعية و الشذوذ الجنسي هو الشذوذ بجميع أنواعه، البيولوجية – الهرمونية وهو مرض من حق المصاب به الرعاية والعلاج، حتى يمكن علاج المريض او رعايته اولاً، فلا بد من استئصال هذا المرض اذا أمكن، وإلاّ حصاره حتى لا ينتشر في المجتمع لأن آثاره السلوكية على المجتمع تساهم في نشر امراض اجتماعية ونفسية اخرى تعد كارثية على المجتمع مع تراكمها واستمرارها.

Related Articles